المقالات

السياسة العراقية بين الحلم والألم..!

1637 2021-11-20

 

قاسم العجرش ||

 

كشفت نتائج الانتخابات، التي جرى تزويرها على نطاق واسع، وبشكل ممنهج ومنظم، أن مفوضية الانتخابات؛ إما كانت نائمة خلال ذلك على آذانها؛ بحيث لم تكن تسمع حسيس حركة اللصوص، أو أنها شريك فعلي فيما جرى، وهذا ما تشير إليه قرينة إصرارها؛ على عدم الذهاب الى العد والفرز اليدوي، بعدما طالبت بذلك القوى؛ التي تشعر أن حيفا كبيرا قد لحقها، وهو حق يكفله المنطق؛ قبل أن تكفله القوانين والدستور.

المحصلة من كل هذا الجهد؛ الذي يمكن عده تزويرا، أن الذي يحدث يشكل إخلالا بالتوازن الاستراتيجي، وتغييبا مخططا له للخيارات الوطنية، الأمر الذي يدفع للركون إلى الحقائق القديمة، التي تتذرع بالقبول بالأمر الواقع، خوفاً من اقتحام مجهول لا تُدرك عواقبه.

المُسلّمُ به لدى الغالبية العظمى منا، هو أن اقتحام المجهول يتطلب قفزة إلى المستقبل، ولكن لا أحد يدري أبعاد هذه القفزة، أو المسافة التي يجب أن تقطعها، ولا أحد حتى النخبة السياسية نفسها إن أرادت القفزة، فهي لم تستعد، ولم تعد الاستعداد الأمثل لهذه القفزة، لذا تصعب التوقعات لما هو قادم، وهذا ما يجعل السؤال عن المستقبل؛ أمرًا في غاية الصعوبة والخطورة..!

كل ما نشهده من صراع سياسي، هو بسبب سيادة نموذج “المشاركة” بالحكم، بين “جماعات” من داخل النخبة السياسية، وهي مشاركة تفضي بالمحصلة حتما، الى صراع بين جماعة أصيبت بالكساح، وأخرى أصابها الدوار؛ بسبب غياب مفهوم حقيقي للصراع السياسي، الأمر الذي يقود للفوضى الخلاقة، فأي دولة لا تبني مستقبلها السياسي على ديمقراطية حقيقية، تقوم على أسس عادلة وشفافية متناهية؛ إنما هي بالحقيقة تنتظر الخراب…لذا تحول الصراع من صراع بالكلمات إلى صراع باللكمات..!

ويغدو السؤال إلى أين المسير، سؤال تبدو الإجابة عنه صعبة وسهلة في آن، فالسهلة تقول: إلى انهيار، وهذه إجابة مخيفة.. أما الإجابة الصعبة فتستوجب تحديد أفقها واحتمالاتها؛ وفي هذا ضبط لمساحة الإجابة.

مساحة الإجابة هنا تعني إبتداءً؛ لملمة شتات الجبهة الداخلية، وهذه اللملمة تبدأ بالحوار، الذي يجب أن تشرع به النخبة السياسية المتصدية، بحوار مع نفسها أولا، وتطهرها مما علق فيها من أدران ثانيا، ثم تجلس مع الآخرين..

الآخرون هم ليسوا أولئك؛ الَذين تحاورهم الآن تحت الطاولة، من بقايا البعث أو الانفصاليين الأكراد، الذين ينظرون الى بغداد، على أنها بقرة يحلبونها بنهم، توطئة لتحقيق دولتهم المستقلة، وهو الحلم الذي لا ينكرونه أبدا، ولا مع المحاور السني؛ الذي أقفل وضعه على هدف السلطة ولا شيء غير السلطة،…

لا ليس مع هؤلاء..

الحوار المطلوب؛ هو مع الذي فقد أبسط حقوق المواطنة؛ على يد النخبة الحاكمة، فصار ناقما عليها، وهي لو أعطته حقه، وهي التي لو خدمته حقا، وهي التي لو وفرت له أساسيات العيش الكريم، لكانت قد وفرت على نفسها؛ كثيرا من الارتباك التي وجدت نفسها فيه، وكسبته إلى صفها نهائيا، أينما يكون موقعه من مساحة هذا الوطن، في السهل أو في الجبل، في الهور أو في الزور، ولتفرغت من موقع أقوى، إلى محاورة الذين ذكرناهم من قوى سياسية، ولكسبت كثيرا..

كلام قبل السلام: الألم..هو أن تكتشف أنك كنت ترسم أحلامك لشخص أعمى، وتصف مشاعرك لشخص أصم، وتكتب معاناتك لشخص لا يُجيد القراءة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك