المقالات

نتائج الإنتخابات بين المعقول واللامعقول ... 

1881 2021-10-12

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح .

 

وتم إجراء الإنتخابات التشريعية العراقية في العاشر من تشرين 2021 وانتهت مرحلة مهمة من الصراع السياسي بدولاب الديمقراطية اللامستقر في بلاد أمضت نصف قرن من الزمان تحت الحكم الدكتاتوري المقيت ويعيش وسط محيط عربي متخم بدكتاتورية الحكم العائلي للمشايخ والملوك والزعماء وما يتعرض له من تداعايات التآمر على تجربته ووحدته من تلك الأطراف التي وجدت لها ادوات محلية تتناغم معها في المصالح الشخصية الدنيئة على حساب الوطن .

 فيما يخص نتائج الإنتخابات فإنها تجمع بين المعقول واللامعقول وبين المنطق واللامنطق وبين المتوقع واللامتوقع .

 كان متوقعا جدا ان يحصل التيار الصدري على عدد كبير من المقاعد لإتساع المساحة الجماهيرية المؤيدة والمبايعة لزعيم التيار السيد مقتدى الصدر والتي عرف عنها المطاوعة والتأييد والتنفيذ لكل ما يطرحه السيد من دون نقاش او جدال كما انهم الجمهور الوحيد الذي بإمكانه ان يملأ الشوارع بالملايين .

 كان متوقعا ايضا ان يحصل حزب تقدم التابع لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي على تفوق واضح على اقرانه السنة  في عدد المقاعد كنتيجة طبيعية لزخم الأموال التي صرفت والمبالغ الطائلة التي بذخت على الولائم والهدايا والمهرجانات واللوحات الدعائية والتبليط والجذب والإجتذاب بمناطق انصاره في الرمادي والفلوجة ونينوى وبقية المناطق التي رشح فيها .

من الطبيعي والمتوقع ايضا ان يحصل ائتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي على مقاعد برلمانية تفوق اقرانه في التحالف الشيعي لما يحفظه له الكثير من الناس في ما حققه أيام ترؤسه للحكومة من تعديل الرواتب وبناء بسماية وتحقيق معالم الدولة الآمنه وضرب قيادات الإرهاب السياسي فضلا عن مشاريع البنى التحتية في الشأن الصحي والإسكان والصناعة والزراعة التي اجهضتها الكتل الشيعية الأخرى في البرلمان .

كان متوقعا ايضا ان يكون للأكراد ما كان بسطوة حزب الديمقراطي للبره زاني وتراجع الإتحاد الوطني وظهور حركات الشباب ونهوض الجيل الجديد  ولم نتفاجئ في كل هذا .

  لنأتي الى غير المتوقع واللامنطقي والمخالف للعقل والمعارض للمنطق . الشيء الأول هو تدني نسبة المشاركة في التصويت رغم بيان المرجعية الدينية العليا بضرورة المشاركة الواعية  لطرد الفاسدين والتغيير نحو الأفضل !!

 الشيء الثاني هو تراجع كبير في الأصوات التي حصلت عليها الجهات الممثلة للحشد الشعبي والفصائل التي دافعت عن ارض العراق وكرامته واعراضه وشرفه ولازالت تنزف المزيد من الدماء الزكية والأرواح الطاهرة على منحر العراق !!! .

 هذا وهو بإختصار الموجز المختصر المفيد لما جرى حتى الآن فماذا سيجري بعد ذلك .

انتهى السباق لكن النتائج لم تحسم بعد . فديمقراطية العراق ماراثوان غريب عن كل التجارب الأخرى فبين حلم الفائزين برئاسة الحكومة مطبّات وعقد ومشاكل تتلخص في تحقيق الكتلة الأكبر .

 من هو الذي سيضمن 165 مقعدا ليتم تكليفه برئاسة الحكومة  .

 هنا ستبدأ حرب التحالفات والتوافقات والإتفاقات وسيناريوا التقسيم والمحاصصة بين الشيعة والشيعة وبين الشيعة والسنة وبين الشيعة والأكراد . هناك مثل عراقي قديم يقول .

 ( مو كل من صام عيّد) فقد يصوم طول الشهر لكنه قد يموت قبل يوم العيد او يصاب بمصيبة قبل ساعات من هلال العيد ؟؟

 رغم ان المعلومات المؤكدة تشير الى تدخل المخابرات البريطانية بالشأن الإنتخابي العراقي واشتراطها على احد الجهات السياسية العراقية بأن يكون مصطفى الكاظمي هو مرشحها لرئاسة الوزراء لأربع سنين قادمة ان هي فازت لكن العقلاء واهل العقل وكبار الساسة والمحللين يتفقوا على إن الأمور ستؤول الى جهة موثوق بها وبكلامها وبعهودها وقوة شخوصها وليس الى جهة يشوب خطابها التذبذب والغموض والتقلب والإنقلاب .

هناك فرق شاسع ما بين الثابت والمتغيّر كالفرق بين الدينار والدولار . كالفرق بين الليل والنهار .

لا أقول اكثر من هذا ولكم القراءة والتحليل والرأي لكنني انهي مقالي ببعض التساؤلات التي تشغل بالي ومنها على سبيل المثال لا الحصر .

 لو لم تصدر المرجعية الدينية بيانا حول ضرورة المشاركة في الإنتخابات كم كانت ستكون النسبة ؟؟

هل سيكون للصراع الأمريكي الإيراني والمفاوضات بينهما أثره في التوافقات السياسية العراقية وحسم الأمر فيما يخص الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة .

السؤال الثالث والأخير   بثلاث فروع ينبغي الأجابة عليها جميعا .

 هل إن نتائج الإنتخابات العراقية تدل على نجاح الكتل الفائزة وتفوقها  في العطاء وخدمة الشعب ؟

 وهل هي دليل على ارتقاء الشعب العراقي الى مستوى عال من التحضر والثقافة في الإختيار واعطاء الصوت ؟؟

أم هي دليل على انهيار المستوى الثقافي والمعرفي لدى مساحة واسعة من الشعب العراقي ؟ حفظ الله ما تبقى من العراق ارضا وشعبا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك