المقالات

الاصلاح بالكلام جميل والواقع شبه مستحيل

1355 2021-09-16

 

عدنان جواد ||

 

في الاحلام قد يطير الانسان في الفضاء وربما يتسلق الجبال ويركب البحار، وحتى يصبح رئيسا ووزيرا ومديرا، وموظفا محترما يامر وينهي لانه خبير!، وربما يتزوج فتاة جميلة، واحيانا يكون بطلا رياضيا وبحركة مفاجئة يسقط خصمة ارضا بالقاضية لانه كان ملاكما، لكن يستيقظ من نومه وينقطع حلمه بعد ان سقط من سريره المتهالك الذي لايتحمل الحركات الحلمانية العنيفة، فيتمنى ان يعود لحلمه الخيالي الجميل ، وان لا يعود لذلك الواقع المزري المحزن والمبكي الذليل، لذلك ترى اغلب العاطلين عن العمل يفضلون النوم الطويل.

لذلك تجد أغلب المتصدين للعمل السياسي ينادون بالاصلاح،  ومحاسبة الفاسدين، وخاصة رؤوس الفساد الكبيرة، ولكن هم اغلبهم أما حوت كبير او تابع لحوت، لذلك ستبقى الاصلاحات  مجرد دعايات انتخابية تنتهي بعد الوصول للسلطة والبقاء فيها، فدائما ما تتخذ مواقف مغايره لكلامها على الاعلام، فهي تساند الاصلاحات في الكلام وتعرقله بالفعل!

فالنظام الحالي تم تاسيسه من اجل تقاسم الكعكة بجمع الاموال وتوزيعها بين الشركاء من شخصيات واحزاب، فلا يمكن التنازل عن امبراطوريات مالية وشركات وقصور وشقق في الدول الاجنبية والعربية، وامتيازات ومناصب فكيف تريد المرجعية وبعض فئات الشعب من الطبقة المحكومةالفقيرة، أن يترك هؤلاء المزايا والمناصب التي حصلوا عليها، فكيف تطلب منه ان يعالج نفسه  وعائلته في المستشفيات الحكومية كما يعالج المواطن العادي! الذي غالبا ما يكون مصيره الاخير الموت، فهو يتعالج في ارقى مستشفيات العالم هذا اذا مرض، ويقبل ابنائهم بافضل الجامعات العالمية وخاصة الأمريكية وأحسن البعثات الدبلوماسية ، ويتعيين جميع افراد اسرته واقاربه ومن يلوذ به بافضل الدوائر في الحكومة العراقية، ويتم اصدار الهوية والمستمسكات والجواز بدقائق وبدون حضوره للدوائر الرسمية، بينما يعاني المواطن العادي الروتين المرير، ولا يمكن ان ينتظر في ازدحام مروري طويل فهو مسؤول وحمايته تفتح الطريق بقوة السلاح (وغصبن )على المرور.

ان الملك عقيم ولا يمكن التنازل عنه بدافع الانسانية وحقوق البشرية وخاصة في بلادنا العربية ، فدائما نصفق للسارق فنجعله سيدا محترما، بل بعضنا يمنحه قدسية ويدخله شريك للمعبود، والمحترم الملتزم بالقانون والدين نجعله ذليلا، فالمشروع بالاصل ليس مشروع دولة ولا حكومة تخدم الشعب كما يتصور البعض، وانما ديمقراطية شكلية وفساد مستشري وفقر مزري، والدولة الفاشلة لاتحتاج الى كفاءة ومزايا خاصة لتدير الامور بقدر احتياجها للمتملقين والانتهازيين والكذابين لتمشية الامور.

وربما يسمع البعض شعارات تطلقها بعض الاحزاب منها القضاء على الفساد، والعدالة والتوازن، فهي لاتعني الفساد الذي نفهمة التعدي على المال العام، وانما التجاوز على الحصص فيما بينهم والاخلال بالاتفاق الذي تشكلت بموجبه الحكومات!، في تقاسم الغنيمة والعدالة لاتعني العدالة الاجتماعية وانما العدالة في التوزيع بين الاحزاب، اما التوازن الذي اثار الناس وطبلت له القنوات الفضائية بحجة التوازن الشعبي ، ولكن المقصود هو توزيع المناصب والاموال بين الشركاء وخير شاهد ما يعاني النازحون والمهجرون ومن سرقهم!!.

لذلك فمشروع الاصلاح مجرد حلم وسوف تفشله الاحزاب الحاكمة، فهم سوف يعطلون ويسوفون ويؤخرون ويوهنون ويضعفون وحتى يهددون ، و سيدفع الثمن الشعب نفسه وبمن يدعوا إلى الاصلاح بصورة جادة ،  والذي غالباً ما يتعرض للاغتيال او الفاق التهم به ويصبح هو السارق!.

غالبا ما يتم تغيير الانظمة المتسلطة بالثورات التي تقوم بها الشعوب، او بالانقلابات وهي مجربة وقد سببت الكوارث، فالامر يتطلب معرفة الصادق من المرشحين، وخاصة الذين ضحوا باموالهم وانفسهم للحفاظ على الوطن،  وعدم الركون الى الهدوء والجمود والمطالبة بالحقوق ، فما ضاع حق وورائه مطالب، والا فسيصبح الاصلاح مجرد حلم وشعار يردد ويزول وتعود المعاناة ويستمر الظالم بظلمه والفاسد بفساده والفقير بفقره والخريج عاطلا، والكفوء وحامل الشهادة مهاجرا، والطبيب مهانا ، والفنان محتقرا، ويستمر نظام الغابة فالقوي يعيش والضعيف يسحق .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك