بقلم: امير جابر –هولندا
بسم الله الرحمن الرحيممامن شك فان الناظر القريب لهذه الاحداث المتلاحقة والامور الجسام والتضحيات العزيزة لشعبنا العراقي الصابر يرى بكل وضوح ان هذا الشعب يواجه حربا بين على(ع) واتباعه من ناحية وبين والناكثين والمارقين والقاسطين ومن يقف من ورائهم من الكافرين دفعة واحدة مجتمعين فالناكثين هم اولئك الذين ينكثون العهود والاتفاقات ولهذا عندما قرأ علي (ع) فان نكثوا ايمانهم) قال هذه الاية اول مرة تطبق في الاسلام عندما حارب من نكثوا ايمانهم بعد ان بايعوه ثم جيشوا الجيوش وذهبوا يثيروا الحروب والفتن في البصرة وما حصل في واقعة الجمل المعروفة وهؤلاء اليوم واضحين تمام الوضوح وهم من يعقد الاتفاقات وحكومات الوحدة الوطنية لكنهم يصافحون شركائهم في الحكم بالنهار ويخططون مع قتلة الشعب العراقي في الليل اما المارقون والذين قال فيهم رسول الله بانهم خوارج العصر وانهم كلاب اهل النار والذين يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وانهم يقرؤن القرأن يحسبونه لهم وهو عليهم من مقصري الثياب ومحلقين شعورهم وشواربهم الى غيرها من الاوصاف التي لاتنطبق الا عليهم والمذكورة في اهم كتب الحديث لدى السنة وما فعلوه بالعراقيين تطابق تماما ماقاله رسول الله فيهم اما القاسطون فهم هذه الانظمة التي تريد التسلط وتخشى الانتخابات والحرية هم من سار على التوريث والظلم واحتكار السلطة والمال ومنذ ان وضع لهم معاوية العربة امام الحصان فهم على طريقه سائرون ولسنته مطبقون وقد اضيف الى كل هؤلاء الاعداء الخارجيين من كفار وحاقدين ومستعمرين طامعين.
وليس من باب الصدفة ان تبدأ معركة علي(ع) اولا مع الناكثين وفي البصرة بالذات فعلي ورغم كل تلك الاضطرابات التي شملت كل ارجاء الدولة الاسلامية في حينها بدأ اولا في تطبيق الامن والسلام في البصرة قبل عاصمته الكوفة وكانه يقول لمن يسير على منهاجه البصرة هي الراس واذا عم البصرة الاضطراب فان كل الارجاء ستضطرب. اخطاء ولاة علي(ع) في البصرة ورسائل علي لؤلئك الولاة وهل يكرر الولاة الحاليون نفس الاخطاءالتي دمرت دولة علي , من المعورف ان الذي لايستفيد من الاخطاء التاريخية فحتما ستكرر عليه واذا عذرنا اولئك الولاة الذين لم يعوا بعد ماسيؤل اليه مصير هذه الامة من قتل وتشريد واضطهاد فكيف نعذر من راى وشاهد ووقعت عليه تلك السياط فمن راى ليس كمن شاهد و ان ابليس لعنه الله عندما سمع رنة الدرهم قال الان سيطرت على بني ادم وبما ان البصرة حباها الله ومنذ القدم بكثرة الدراهم فلابد للمتهالكين على الدنيا وجند الشيطان ان يثيروا الفتن ولهذا قال علي(ع) لواليه على البصرة عبد الله بن عباس ( عليك ان تحادث اهلها بالاحسان اليهم واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم وقد بلغني تنمرك(اي تنكر اخلاقك) لبني تميم وغلظتك عليهم وان بني تميم لم يغب لهم نجم الا طلع لهم اخر وانهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا اسلام وان لهم بنار حماسة وقرابة خاصة نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها فاربع(ارفق)رحمك الله فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشر فانا شريكان في ذلك وكنت عند صالح ظني بك ولايفيلن رايي فيك والسلام). ماذا يستفاد من هذه الخطبة بليغة المعنى يستفاد ان الولاة عليهم ان لايحابون احد على احد او حزب على حزب وخاصة اصحاب البيوتات والعشائر المشهود لها بالجهاد والتضحيات وانا لست تميميا ولابصريا ولي الشرف ان اكون كذلك وقد تكون العشائر تغير موقعها لكن هذا دستور شامل لك زمان ومكان وليعلم من يراس المسؤلين وكما قال علي هذه الحقيقة فانهم شركاء في الاساءة والاحسان الذي يرتكبه اتباعهم في البصرة وهذه الدستور يحتاج الى شرح مطول ليس هنا محله وعلى من يدعي حب علي(ع) ان لايكرر ما احدثه السابقون فان نتيجته عرفها ولمسها الجميع وفي رسالة لعلي(ع) اخرى الى اهل البصرة حذرهم فيها من التفرق والتنازع والتحاسد وقال اكثر من مرة مانالت امة سبقتكم ولا لحقت بكم بفرقة خيرا ابدا وقال محذرا من الفتن انها تأتيكم مزمومة مرحولة يحفزها قائدها ويجد بها راكبها اهلها قوم شديد كلبهم(اي تكالبهم وتصارعهم على الدنيا) قليل سلبهم ( واذا لم ينتبه العقلاء لهذه الفتن ويقفوا بوجهها) فان النتيجة كما قالها المعصوم سيبلي الله اهلك يابصرة بالموت الاحمر والجوع الاغبر وقال ولاتكونوا بالمساييح والمذاييع(جمع مذياع) اي يسيح بين الناس بالفساد والنمائم ويذيع الاخبار التي تفقد العزائم واني اكثر ما يزعجني هو هؤلاء الذين يتصلون باذاعات ومحطات الاعداء ليضخم المشاكل والنمائم وتعرفون كيف ارسل معاوية رسالة يستحث والي علي على البصرة( زياد بن ابيه) للحاق به وخيانة علي واعتقد وانا بعيد عنكم هناك من يتصل بالبعض منكم ليخرب اجتماعكم ويستعديكم على بعضكم وقد قال علي لواليه على البصرة بعد رسالة معاوية ( هو الشيطان يأتي المؤمن من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.).
ومعاويات اليوم اظن انهم يفعلون نفس الفعل وانتم اعرف مني بهم .. وقد انب علي المعلى احد ولاته على البصرة عندما سمع انه اجاب احد شبان البصرة الذي اقام له وليمة بسبب وجيه انه قال له بما معناه تحضر الموائد وهناك بجانبك اناس عائلهم مجفوا اي مبعد وفقيرهم لايسأل عنه ويتيمهم لا احد رفق به اذن طالما وجد هؤلاء الفقراء يجب على المسؤلين ان لايناموا الليل الابعد ادخال البسمة على وجوه هؤلاء الذين ليس لهم ناصر الا الله وامر علي(ع) ايضا الناس ان تطيع من يحكمهم قائلا ان سلطان الله عصمة لامركم فاعدوه طاعتكم والله لتفعلن او لينتقلن عنكم سلطان الاسلام ثم لاينقله اليكم ابدا وساصبر مالم اخف على جماعتكم واختم بهذا النزر القليل من كلام امام المتقين فقد قال( غلب والله المتخاذلون)(بضم الغين وكسر اللام) وفي هذه المواعظ كفاية لمن اراد ان يحمي نفسه قبل غيره.
ماذا تمثل البصرة والعمارة اليوم؟
تعتبر البصرة والعمارة اليوم قلب العراق النابض ومن دونها لايستطيع العراقيون ان يعيشوا شهرا واحدا فمن المعروف للجميع ان اقتصاد العراق وبعد ان خرب صدام العراق ولم يبقى به لازراعة ولاصناعة اصبح هذا الشعب يعتمد على 99% من معيشته ورفاه ابنائه على الطاقة البترولية التي وضعها الله تحت اقدام اهل البصرة والعمارة والبصرة غدت هي المنفذ الوحيد لتصدير تلك الطاقة وهي منف العراق البحري الوحيد وهي التي تجاور ثلاث دول قريبة جدا من العراق وكل مايجري من دماء خارج البصرة في بغداد وديالى وكل العراق القصد منه الوصول الى البصرة لان القتلة يعلمون علم اليقين انهم من غير السيطرة على البصرة لايمكنهم بناء دولة على الاطلاق ولهذا ترون هذا الهجوم والتشكيك واثارة الفتن حتى يقولون انكم عاجزون عن الائتمان على هذا الكنز وبالتالي يبررون زحفهم نحوكم واذا سيطرتم على البصرة السيطرة المسؤلة فانكم تساهمون في وقف نزيف الدماء في كل العراق عندما يياس هولاء القتلة منكم وان اي اضطراب في البصرة سيشجع القتلة وسيزيد من اجرامهم للوصول اليكم فاذا اردتم ان تحموا اخوتكم المظلومين وانتم تشاهدون اشلائهم المقطعة فاعقروا جملهم وطمعهم فيكم وان تنازعكم يمكن عدوكم فيكم وسيهشم اعظامكم وستفرون جلودكم بايديكم اوجدوا لكم طريقة تقطعون بها طمع الطامعين واجرام المجرمين واجعلوا من البصرة والعمارة كاربيل والسليمانية مركز قوة للاكراد يستندون عليه ورغم خلافاتهم وصراعاتهم التي عمدت بالدماء لكنهم عند القضية الكبرى نسوا تلك الصراعات ووحدوا صفؤفهم ولم يتعرض اخوانهم في القومية كما يتعرض اخوانكم في المذهب لمثل هذا الوباء معركة اصحاب علي اليوم تتحدد بالبصرة والعمارة فاذا قويتا قوى العراق واذا ضعفتا ضعف العراق واذا استتب الامن فيهما استتب الامن في باقي الاعضاء تذكروا حكم علي ومسيرته الاولى اليكم وقضائه على الفتن في البصرة قبل غيرها وقد شرحت لكم في المقدمة عن اجتماع كل اعداء الامس واليوم دفعة واحدة وهؤلاء افعالهم لاتحتاج الى توصيف وفي هذه المرة لاسمح الله سيكونون اشرس من صدام لان صدام كان يفكر بالسلطة لكن هؤلاء اليوم يقتلون الابرياء وهم مقتنعين بان في ذلك قربة الى الله فلهذا كتبت اليكم والله من زراء القصد.
قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وقال وما النصر الامن عند الله وقال ان ينصركم الله فلا غالب لكم واعلموا ان من يتقي الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم ويجده فيما اشتهت نفسه وينزله منزلة الكرامة عنده كما قال امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام وقال الامام الرضا لاحد اصحابه بلغ مواليي عني السلام اوصهم بتقوى الله وان يتلاقوا في بيوتهم وان لايشغلوا انفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فان من فعل ذلك واذى وليا من اوليائي دعوت الله ان يعذبه عذابا شديد في الدنيا وكان في الاخرة من الخاسريناللهم هل بلغت اللهم فاشهد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
كتبت هذه المقالة في 5-7-2006
الفقير الى رحمة ربه - امير جابر- هولندا
https://telegram.me/buratha