المقالات

التيار الصدري يغادر مربع الإنسحاب..! 

1574 2021-08-28

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

أغلب المتابعين للشأن السياسي العراقي يعرفون جيداً أن التيار الصدري سيعود مره أخرى للأنتخابات ، وما الأنسحاب الذي أعلن عنه سوى تكتيك مرحلي واضح ومكشوف . 

واجه التيار الصدري أنتقادات لاذعه من قبل أتباعه بعد التسريبات الأكيدة بدعم عملية رفع سعر الدولار في السوق المحلي ، مما سبب موجة غلاء فاحش لذوي الدخل المحدود . كما أن ظلوع بعض ممن يحسب على التيار الصدري في عملية حرق بعض مؤسسات الدولة قد أربك أداء التيار الذي حاول دغدغة مشاعر قواعده الشعبية بحصوله على منصب رئاسة الوزراء ،وبعد الدراسات البحثية تبين تصفير تلك القواعد الشعبية الداعمة للتيار الصدري . 

هذه التداعيات أوجبت على التيار وزعيمه مقتدى الصدر بخلق أنسحاب تكتيكي للألتفاف على موجة الأنتقادات اللاذعه التي تعرض لها التيار خلال الفترة المنصرمة . كان توقيت الأنسحاب دقيقاً جداً بحيث تم بعد أن أغلقت مفوضية الأنتخابات  باب الإنسحاب منها . بمعنى أن التيار كان على علم ودراية بأن الأنسحاب لو كتب له عدم العودة  سيكون كارثة حقيقية لمستقبل التيار الذي يراهن كثيراً على مسألة ( الطاعة ) لآل الصدر . 

اراد السيد مقتدى الصدر بعملية الأنسحاب الضغط على الشركاء في العملية السياسية للحصول على  مغانم ،  وهو يعي تماماً أن هناك من سيحاول ( أن يتوسله ) للعودة مرة أخرى ، وفعلاً تم له ذلك . 

فأن الوفود لم تنقطع عن ( الحنانة ) في سبيل أرجاعه مره أخرى للأنتخابات ، وهو المطلوب  بالنسبة للتيار الصدري ، الذي لوح بمظاهرات مليونية شعارها الإصلاح ، وباطنها أرباك الوضع الشعبي حتى يكون هناك تأجيل للأنتخابات وعدم أجرائها في موعدها المقرر . 

الوفود التي تقاطرت على النجف الأشرف ، هي الأخرى وضعت في  حساباتها  مجموعة من  الأستحقاقات ربما تنفعها في قادم الإيام تحت قبة البرلمان في حال فوزها . أذن المصالح مشتركة ، والكل وضع مصلحته الفئوية و الحزبية نصب عينيه وعمل على ما تمليه عليه الضرورة ( السياسية ) . 

الأنسحاب بحسب أدعاء نواب سائرون ، بسبب الحملة الأعلامية التي وجهت لهم من قبل بعض الكتل السياسية ، ماهو ألا أفتراء محض ولا وجود لهكذا حملات أعلامية تستهدف التيار ورموزه ، بل كان هناك أنتقاد لإداء التيار الصدري في المفاصل الحكومية . 

عودة التيار الصدري ربطت ، بوثيقة أصلاح وطني ، وهي ( الوثيقة ) من حفزت التيار للعودة مرة أخرى للأنتخابات ، وهذا سبب غير كاف للعودة ، بأعتبار أن عشرات الوثائق قد تم التوقيع عليها منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم ، ولم تجد لها مصداق  سياسي وطني رصين ،ولم يعمل بها أطلاقاً ، بل أصبحت حبراً على ورق . 

نعتقد أن أنسحاب التيار الصدري كان المراد منه تأجيل الأنتخابات ، ولما تيقن التيار بأصرار بعض الكتل السياسية الشيعية على أجراء الأنتخابات في موعدها المقرر ، وأن رئيس الوزراء الكاظمي ، قد أحرج بموعد الأنتخابات ، قرر الصدريون العودة مرة أخرى بأداعائات مختلفة لحفظ ماء الوجه . 

أشارة زعيم التيار الصدري ، وأمتداحه لشخص رئيس الوزراء الكاظمي ، فيها أشارة مبطنة الى أن هناك أتفاق قد جرى بين زعيم التيار مقتدى الصدر والمفصل الحكومي متمثلاً برئيس الجمهورية برهم صالح  ومصطفى الكاظمي . على مايبدو هناك أتفاق صدري كردي ، لدعم الكاظمي في المرحلة المقبلة مقابل بعض الإمتيازات للتيار الصدري من الأستحقاقات الوزارية . 

 ما جرى يبدوا بالضد من قائمة الفتح ( علماً أن السيد العامري ، كان من  أشد المعارضين لإنسحاب الصدريين ) من جهة ، ودولة القانون من جهة أخرى ، والتي ذهب زعيمها نوري المالكي صوب أربيل لترتيب الإستحقاق القادم ، ووضع بعض اللمسات على أتفاقيات غير معلنة للجمهور .

العزلة السياسية ، وعدم الحصول على المغانم الإنتخابية ، فضلاً عن بعض الإتفاقات الإخرى التي أبرمت في الخفاء ، يضاف لها ما ذكر سابقاً هي من أوجبت على التيار الصدري ، وزعيمه مقتدى الصدر العودة الى المسار الإنتخابي ، والذي لم يغادروه تماماً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك