المقالات

لا الحكومة ولا مقتدى الصدر انصفوا المتخاذلين من الجيش


بقلم : سامي جواد كاظم

عندما قام بانقلابه عبد الكريم قاسم عام 1959 كان هنالك اثنين من المغتربين في بريطانيا يتحادثان بهذا الامر فقال احدهم للاخر كيف قبل هذا الشيعي في الكلية العسكرية ؟!! حيث كان المسلم به هو لا يقبل الطلبة الشيعة المتقدمين للكليات العسكرية .

وبعد سقوط الصنم وانحلال الجيش العراقي والذي كثيرا ما يُنتقد بريمر لحله الجيش العراقي وانا اقول وليس دفاعا عن ابغض شخص وطأت قدمه ارض العراق اقول ان الجيش هو الذي حل نفسه قبل ان يحله بريمر ، المهم عقدت الحكومات المتكونة بعد السقوط على اعادة تاسيس الجيش العراقي وذلك ليمارس مهامه الوطنية اتجاه الوطن ، فخرجت علينا فتاوي التحريم للاخوة السنية وبعض الشيعة على اعتبار ان هذا تواطؤ مع الاحتلال واغلب هذه الفتاوي السنة صدرت من مؤسسات دينية غير عراقية ، والحاقا بفتوى المنع ظهرت فتوى القتل والتكفير بحيث ان ابناء الطائفة السنية امتنعوا تماما عن الانتماء الى الجيش العراقي اما الشيعة فمنهم من انتمى لاجل الوطن ومنهم لاجل اهداف شخصية بين التحصيل المادي او الجاسوسبة وبين هذا وذاك فكثيرين هم الذين تلقوا تهديد بترك الجيش والاكثر منهم من اغتيل .، اذن الصفة العامة على الجيش هي الشيعة واصبح منع السني من الانتماء بسبب فتاواهم لا كما كان سبب منع الشيعي من الالتحاق بالكليات العسكرية بسبب طائفية الحكومات السابقة .

وجاءت صولة الفرسان التي اظهرت صفة الخذلان لبعض عناصر القوى الامنية فهنالك وهم الاكثر من نفذ المهمة وبامتياز عال العال وهناك من هرب ولا اقول اكثر من هذا لقبح وصف التصرف الذي بدر منهم . المهم جاء ردان على هذا التصرف الرد الحكومي الطرد والرد الصدري الاسترجاع فلا الطرد ولا الارجاع استحقاق المتخاذلين ، فكان الاولى بالحكومة قبل الطرد احالة كل من تخاذل الى المحاكم ولا تتيحوا الفرصة للمواطن العراقي في مقارنة جزاء المتخاذل ايام صدام بهذا اليوم ، وبعد المحاكمة والتحقيق تكون اقل عقوبة يستحقها هو تسديد الرواتب التي استلمها طوال فترة خدمته او السجن حيث هنالك طائفة من المتطوعين ولأُبعد عنهم الصفة الانتمائية لهذه الكتلة او تلك انهم تطوعوا للاغراءات المالية التي تمنحها الحكومة للمتطوع فعليه يجب استرداد كل الرواتب والمنح التي استلمها هذا المتخاذل قبل طرده .

والجانب الاخر مطالبة السيد مقتدى الصدر بارجاعهم فما هي الوجهة الحقة في ارجاعهم ؟ فمسالة الخذلان هذه أي عدم تنفيذ اوامر قيادتهم تدل على العصيان فاذا كان العصيان صحيح يعني الحكومة باطلة واذا كانت الحكومة باطلة فما هي المسوغات والتعليلات الشرعية للانتماء لجيش تقوده حكومة لا تقرون بها فما الداعي لطلب ارجاعهم ؟

ولو تم ذلك جدلا الا يعني هذا فتح الباب على مصراعيها اما كل من تسول له نفسه على التخاذل والتعاطف مع المجرمين فيعصي آمره على ان يلتحق بعد انتهاء الازمة فهل هذا وارد با اولي الالباب في الحياة العسكرية ؟وهذا ينطبق بالضبط على كل موظف ترك وظيفته بسبب ازمة البصرة فليس الفصل وحده يكفي بل التحقيق والمحكمة هما الاصح ، فاقدام هؤلاء على فعلتهم الشنعاء هذه لابد من ان لها اعمال سلبية سابقة اقترفوها من خلال مزاولة مهامهم في الجيش او الدوائر الحكومية المدنية ، ولا استبعد بان يكونوا ضمن الاجندة التي تعمل على استفحال الفساد الاداري والمالي .

وهذه المسالة التي يجب ان تعالج بحزم حتى لا تكون احدى النقاط السلبية التي دائما ما يذكرها كل من يرفض الفيدرالية فان مسالة المحسوبية والانتماء المذهبي والحزبي امراض فتاكة تؤدي الى هدم الدولة العراقية التي اذا ما اريد لها ان تكون فيدرالية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظمـ ــ كاتب المقال
2008-04-19
الاخ احمد الكاظمي شكرا على الملاحظة ولكن احب التنويه اني نقلت الحديث عن شخصين اما انا فاعلم ان امه من الكوت العزيزية واعتقد انها زبيدية ولكن الماخذ على الزعيم انه متاثر بالشيعة والصحيح لا اتجاه معين له فتارة نراه مع الحكيم واخرى يقرب الشيوعيين ومن ثم يحدث مجزرة بحقهم ورابعة يتودد للبعثيين الى ان غدروا به واعدموه على يد عارف
احمد الكاظمي
2008-04-16
لتوخي الدقه والحرص فقط في الكتابه احب ان انوه ان الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن شيعيا كما ورد في المقال ... ولد لاب سني وام شيعيه ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك