المقالات

لماذا يرفض مقتدى الصدر حل جيش المهدي


( بقلم : جميل الحسن )

عندما اعلن مقتدى الصدر عن تشكيل جيش المهدي لم يكن الهدف منه تحرير البلاد من الوجود الاجنبي كما صرح بذلك مقتدى نفسه وهو يطلق الدخان من تصريحاته بهدف تضليل الشعب عن الهدف الحقيقي من وراء ذلك والذي لم يكن سوى محاولة الاستقواء بهذه الميليشيات المسلحة من اجل السيطرة والهيمنة وضرب اية جهة سياسية اخرى تحاول العمل على الساحة السياسية والتي كان مقتدى الصدر يجد فيها عامل تعويق لمشروعه الهادف الى الانفراد بالساحة ومحاولة فرض الهيمنة والنفوذ وتجيير المناطق والمحافظات في بغداد والجنوب والوسط لصالحه،

لذا كان لابد وبحسب مقتدى نفسه من وجود ذراع عسكرية مسلحة تتولى تفعيل هذه الخطط والاهداف ونقلها الى ارض الواقع فكان تشكيل جيش المهدي والذي بادر الى ترجمة خطط مقتدى واهدافه من خلال اعلان المناطق المغلقة والتي لايسمح فيها لباقي الاحزاب والقوى السياسية الاخرى، فضلاً عن وكلاء المرجعية والتي صفها مقتدى بغير الناطقة او الشريفة بالعمل داخلها، اذ تمت مصادرة الجوامع والحسينيات ومهاجمة المكاتب والمقرات التابعة للاحزاب السياسية الاخرى واحراقها وتدميرها بعد نهبها وسلبها، فضلاً عن الاستعراضات العسكرية داخل المناطق من اجل ارهاب ابنائها وتخويفهم لتتطور هذه الفكرة لاحقاً لتمثل تشكيل عصابات مسلحة تعمل تحت لافتة واسم جيش المهدي تمارس عمليات الخطف والسرقة والابتزاز والاعتداء على املاك الدولة ومصادرتها وتوظيفها لصالح هذه العناصر والمجاميع المسلحة والتي لاتفقه في علم السياسية شيئا بقدر انشغالها باعمال السلب والنهب والخطف ومساومة ذوي المخطوفين لقاء مبالغ كبيرة وضخمة من الاموال.

 عناصر جيش المهدي لم يكونوا من الكوادر المثقفة والمتعلمة او من نخبة المجتمع، بل كانوا ومازالوا من الجهلة والاميين والذين هم من ذوي التعليم المتدن جداً ولايملكون ايضاً أي رصيد ديني او اخلاقي فمؤهلاتهم فقط هي الجريمة والاختطاف واعمال التسليب والنهب وهو ماعانت منه مختلف المناطق التي كانت تشهد مثل هذا التواجد الذي كان يذكرهم بالمقرات الحزبية وقواعد الجيش الشعبي في زمن النظام الصدامي البائد، بل واسوأ منه المطاردات والملاحقات المستمرة للمواطنين على مختلف ميولهم وانتماءاتهم، وكثيراً ما فقد عدد كبير من المواطنين حياتهم نتيجة للاساليب القمعية والبوليسية التي كان يتبعها جيش المهدي في هذه المناطق اذ يفرض عليها قانونه الخاص وتهديده بالسلاح لكل من يخالف هذه القوانين او يرفض العمل بها وفرض الاتاوات(الخاوات) على التجار والمواطنين تحت ذريعة الانفاق على جيش المهدي، فضلاً عن تحويل المناطق السكنية والمواطنين الى دروع بشرية للاختباء فيها عند قيام عناصر هذا الجيش بمهاجمة القوات الامريكية وكذلك القصف الصاروخي العشوائي الذي يتساقط على المواطنين والدور السكنية الامنة من دون أي مبرر، والاعتداء على الاجهزة الامنية الحكومية.هذه الاسباب وغيرها تجعل مقتدى الصدر يرفض حل جيش المهدي لان ذلك سيعني بالنسبة له فشل اهدافه ومخططاته واحلامه بالسيطرة والتي لن تتحقق في حال الغاء جيش المهدي وحله ونزع سلاحه اذ مايزال مقتدى متمسكاً ببقائه ووجوده بالرغم من ان وجوده يتعارض مع وجود الدولة وكيانها وهيبتها ويتسبب بالفوضى واللاستقرار.ان مقتدى غير معني بذلك بقدر اهتمامه بتكريس زعامته ونفوذه من خلال حفنة من الجهلة والاميين والذين كل مؤهلاتهم اجادتهم لفنون السلب والنهب والاختطاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Al Said
2008-04-16
أذهب الى ما بعد( الرواكيص مثل أبو البصرة الذي كان في فرقة ام علي ــ المعروف بإسم ـــ ستوري) حيث تبرأت منه عشيرته البهادل والسبب المخفي وغير المعلن هو مصاباً بداء الملوك
الحق المهتضم
2008-04-16
أخي جميل مقالك جميل و أنت أجمل حيث شخصت الداء ولكن فاتك أمر مهم لم تشر إليه ــ جل من لا ينسى ـــ وهو أن بعض أعضاء جيش المهدي هم من الرواكيص مثل أبو البصرة الذي كان في فرقة ام علي ــ المعروف بإسم ـــ ستوري ــ وهو الذي دعى من منبر الجمعة الى منح هدية قدرها 25000 دينار لمن يلقي القبض و يأسر مجندة أمريكية . وهذا الرجل كان خريج معهد الفنون الجميلة وأيام الحرب العراقية الإيرانية كان يشد على وسطه قطعة قماش ويهزأ بالإمام الخميني ــ وبعدها تاب سماحة الشيخ توبة ــ ابو الويو ـــ فهذا و أتباعه إذا ما حل جيش المهدي تتضرر مصالحه مثل أحد قادتهم الذي كان يبيع ــ الحمير في .... ــ و چـرب صار قائد لجيش ام مهدي ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك