المقالات

المرجعيات العراقية في السعودية

2233 2021-08-08

 

ماجد الشويلي ||

 

أثار حضور عدد من رجال الدين العراقيين لما إطلق عليه (مؤتمر المرجعيات العراقية) في الرياض موجه من الاستهجان والاستغراب والإعتراضات المبنية على معطيات ووقائع وحقائق تجعل من هذه الخطوة أمراً يكتنفه التوجس وتغمره الريبة.

وبعيداً عن الخوض في تسويغات وتبريرات من حضر وفيما إذا كانوا قد ذهبوا للسعودية بإذن أو أمر من المرجعية العليا أم لا.

وكذلك  بعيداً عما إذا كانوا على علم بإنهم ليسوا مراجع وأن صفة المرجع في العرف الشيعي تختلف تماما عما يصطلح عليه عند أهل السنة ام لا .

بعيداً عن ذلك كله أورد  هنا جملة من الملاحظات التي قد تستحق المراجعة

أولاً:- أن مصطلح (المرجعيات العراقية) يراد منه فصل المسار الشيعي العراقي عن بقية المسارات الشيعية الأخرى في العالم.

وهو المشروع الذي وضعت بريطانيا لبناته الأولى منذ أن ثار شيعة العراق العرب بناء على فتوى مرجع إيراني لنصرة دولة تركية سنية في (ثورة العشرين) بغية تمزيق كلمتهم والاستفراد بهم كلٌ على حدا

وهي تعمل على إحيائه أي بريطانيا بين فترة وأخرى . وبما أنها اليوم في طور العودة لادارة ملف الشرق الأوسط بتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل وفي بواكير تدشين مشروع الإبراهيمية الجديدة فإن هذا المؤتمر يأتي في سياق التحضيرات اللازمة له.

ثانياً:- إن من حقنا كعراقيين أن نسأل ماذا جنينا من وثيقة مكة المكرمة غير حصد الآلاف من أرواح أبنائنا الأبرياء بناءً على فتاوى شيوخ البلاط الملكي

وهل يمكن لهذا المؤتمر أن يكون أفضل حالاً من مؤتمر وثيقة مكة الذي باركته المرجعية الدينية العليا بنفسها

ووجه فيه سماحة السيد السيستاني رسالة للدكتور اكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكد  فيها

((على انه لا يوجد في العراق صراع طائفي بين ابنائه من الشيعة والسنة، بل توجد أزمة سياسية ))

ثالثاً:-  إن من حقنا أن نسأل أيضاً مابال رجال الدين الشيعة غالبا مايحضرون مثل هذه المؤتمرات التي تقام في السعودية ولانرى مشايخ السعودية في النجف الاشرف أو كربلاء المقدسة ؟!

رابعاً:-  إن حضور مثل هذه المؤتمرات يؤيد ضمناً أن الشيعة طرف في الفتنة الطائفية التي اختلقها آل سعود في حين لم يكن لهم من ذنب إلا أنهم أغلبية في هذا البلد والنظام الديمقراطي يقتضي أن يكونوا في صدارة الحكم ورغم أنهم ألزموا أنفسهم بالمحاصصة لكنها لم تشفع لهم بحقن دمائهم

خامساً:- أنا على يقين من أن آل سعود يعلمون علم اليقين أعضاء الوفد هم ليسوا مراجع الشيعة وما أنا متأكد منه كذلك أن خطوتهم هذه ليست للاعلام فحسب وإنما تأتي في سياق الدبلماسية الروحية (جزء من مشروع ابراهام) والذي تم التركيز فيه على بيوتات المراجع وأبنائهم

سادساً:- لقد استمع القاصي والداني لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يقول لا يمكن لنا أن نتفاهم مع الإيرانيين وهم يؤمنون (بالمهدي) عج  فكيف تفاهموا مع العراقيين وهم يؤمنون بعقيدة  المهدي عج ذاتها

سابعاً:-  إن توقيت هذا المؤتمر يشي بل ويكشف بكل وضوح أن السعودية لاتقيم وزناً للعراق ولا لشيعته فما أن بدأت في حواراتها مع إيران حتى دعت لعقد هذا المؤتمر وكأنها تريد القول من أنكم تبع لإيران وماعليكم إلا أن تمتثلوا لمخرجات الحوار  آنف الذكر

ثامناً:-البعض يزعم من ان إيران حثت العراقيين على حضور هذا المؤتمر أو أنها لم تجد فيه ضيراً عليها وعلى العراق والحقيقة لو صح هذا المنحى فإنه يؤكد النظرة الذيلية لشيعة العراق لإيران عند البعض .

وهو امر مضر بالجميع أيما ضرر.

تاسعاً:- إن هذا المؤتمر يعفي السعودية من وجوب الإعتذار للشعب العراقي ولشيعته على وجه الخصوص من الجرائم التي ارتكبتها بحقهم

عاشراً:-  كان ينبغي أن يكون هناك بيان صريح صادر بمرسوم ملكي يرغم مشايخ الوهابية على سحب فتاواهم بتكفير الشيعة

وإلا فإن مشايخ الإرهاب لم يكفوا عن تلك الدعوات التحريضية والتكفيرية أبداً

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن ابو وارث
2021-08-09
احسنت استاذ ابو احمد ماذا جنينا من ال سعود غير التكفير وفتاوى القتل والارهاب والدمار وخير دليل على ذلك خمسة الاف ارهابي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك