المقالات

هو والعيد


 

احترام المشرف||

 

العيد:  هو الزائر الذي يعاودنا كل عام، والذي جعله الله لنا يوم للفرح والسرور بعد أن وفقنا الله للقيام بما أمرنا مـِْن عبادة، العيد لايخلف موعده معنا، يأتي شئنا قدومه أم أبينا رحبنا به أم لم نرحب.

فلماذا هذه الكآبة في استقباله وهذا العبوس في وجهه؟ لماذا التذمر مِن قدومه؟والفرح بانتهائه؟

نعم;  هناك مايعيده لنا العيد من ذكريات، لمِْن غابوا عن نواظرنا، ولم ولن يغيبوا عن خواطرنا، تشرق شمس العيد لترسل أشعتها في قلوبا منكسرة، وعيون تحاول أن تبتسم لهذا الشروق، ويأبى الدمع إلا أن يسبق الابتسام، يأتي العيد ويأتي معه كل ما مر طوال العام من فقدان، وحرمان، ودمار، وحصار، وكل ما نعانيه أرضاً وإنساناً.

فهل نستطيع برغم الظلام أن نفرح بشمس العيد، وبرغم اليأس أن نتفاءل بإشراقة العيد.

إنه يعتقد أنه علينا أن نفرح بالعيد… أو بالأصح علينا أن نتصنع الفرح بالعيد، آملين من الله الفرج القريب، العيد ليس مِن أوجعنا ولاذنب  له فيما نشعر به، لنستقبله بالدموع.

إنه يقول هذا:  وما أظنه إلا الذي يتولى في العيد توزيع أطباق البؤس، المرشوش بكمية ليست بالقليلة من الحزن، الممزوجة بمرارة العلقم، وإلى جانبها أكواب من عصير المآسي ؛ليكون احتساءها على ضوء شاحب من مآسي السنين المتعبة المثقلة بالهموم والأوجاع.

نعم هذا هو من يدعوكم للفرح، وهو يعيش مرارة حزن ليس عادياً، إنه حزن له مذاق ورائحة، حزن يتوشى بسواد كئيب، ومذاقه مر بمرارة العلقم، مرارة سم قاتل، يأبى إلا أن يقتل صاحبه.

أما رائحته:  فهي منتشرة في الأرجاء يجدها تفوح مِڼـّه، ومِْن زجاجة عطره، ومن خزانة ملابسه، حزن ليس باستطاعتنا وصفه، يشعر به غائراً في أعماقه يراه حياً بكل تفاصيله ماثلا أمامه، حزن أخفى من أن يرى، وأظهر من أن يخفى، ييقضه إذا نام، ويكلمه إذا صمت، ويسكته إذا تكلم.

حزن لٱ يخبر به أحد ولايعلم به أحد،  وها هو رغم ماقال:  مازال لا يستطيع أن يعبر عنه كما يريد.

وبرغم هذه الصورة القاتمة من حياته، الجريحة مازل يحاول بكل إرادته المهدودة القوى، المكسورة الخاطر، الشاحبة الصوت، مازال يحاول أن يفرح بالعيد، أويتصنع الفرح به؛ ليس لأنه شخص قوي، أوفريد مِْن نوعه، الأمر ببساطة، أنه شخص متعب ويريد أن يستريح وأن كانت راحته وهمية، لايهم .

وهو يقول:  لكل مكلوم القلب، حاول أن تجعل نفسك سعيد وأن لم تكن سعيد، أضحك واكتم بكاء قلبك، فأيام العيد قليلة فاعطها حقها، ثم عد إلى صومعتك الحزينة فهي فاتحة ڵـڱ أبوابها؛ لكي تدخل ومن ثم تحكم الأقفال عليك، عيدكم سعيد أيها المتعبون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك