المقالات

تحطيم الأصنام ..!

1324 2021-07-08

 

سعد الزبيدي *||

 

عبادة البشر والشرك بغير الله سبحانه وتعالى ظاهرة قديمة قدم التأريخ  منتشرة إما خوفا كما يعبد شعب كوريا الشمالية رئيسهم أو كما كان يعبد بعض البشر النمرود وفرعون خوفا من بطشهم أو كما كان العرب يعبدون الأوثان لتقربهم من الله زلفي أو كما يعبد الهنود البقر والشمس والقمر والفأر وغيرها من الحيونات والظواهر الطبيعية.

والنفس البشرية المولعة بالمادية تبحث عن شيء مادي مجسم تراه وتشعر به كي تتواصل معه فهي لا تثق بالله لاتراه.

كان الله في عون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف استطاع إقناع أهل مكة والمدينة وأهل نجد والحجاز بترك عبادة الأصنام ؟!!!

ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وبعد مرور أربعة عشر قرنا على البعثة المحمدية نجد أن كثيرا من المسلمين مازالوا متمسكين بعبادة غير الله سبحانه وتعالى وكم من مسلم ما زال  مصرا علي الوثنية ويعبد بشرا من دون الله وتراه يجاهر بذلك فصورة إلهه تجدها معلقة في بيته وفي سيارته وحتى تم وشمها على جسمه كي يتبرك بها أو ليعلن للآخرين أنه يتبع هذا الإله دون سواه فكل ما يقول لديه مقدس وواجب التنفيذ لأنه معصوم من الخطأ فهو إن لم يكن إلها فهو إبن إله.

ارجع بالزمن للوراء في أعماق الصحراء الجرداء في مجتمع نشأ وترعرع على عبادة اللات ومناة وهبل يأتي رجل وحيد يقنع مجتمعا بأكمله  بترك آلهتهم ويحارب حتى يقنعهم أنها مجرد حجارة لا تضر ولا تنفع ونحن نعاني اليوم من فشلنا في إقناع من يدعي الثقافة والعلم والإيمان بالله أنه يعبد بشرا من دون الله؟!!! الكثير من هؤلاء لا يفقه لماذا يعبد هذا الإله من دون الواحد الأحد فهو فرد في قطيع وهو صدى لما يردده الآخرون فحشر مع الناس عيد وهناك من أغلق أبواب عقله ووصل لقناعة أنه علي حق وغيره علي باطل وهناك من يجاهر بعبادة هذا الإله متملقا طلبا للشهرة وحبا في الظهور منتهجا طريق خالف تعرف وهناك من يعلم جيدا أنه مجرد منافق أفاق يعبد إلهه طلبا للوصول لغاية دنيوية ليس إلا وهناك من يتظاهر بحبه للإله طلبا للأمن والأمان فهو أما مجرم سابق كان من أعوان النظام أو ممن كان يكتب التقارير للأجهزة القمعية أو ضغيف  يعيش بين جموع المتخلفين التي تقدس هذا الإله وتقتلع من يعاديه أو يذكره بسوء.

عندما زرت الهند كنت أرى الإبتسامة في وجوه الباعة والمارة عندما تأكل البقر من خضرواتهم التي يبيعونها أو عندما تقترب منهم وكنت أتعجب عندما أرى طبيبا بريفيسورا ينحني إجلالا ويتبرك ببول وروث البقر ولولا خوفي من ردة فعل عبيد البقر لقلت لهم مالكم أيها البشر إن البقر مجرد حيوانات سخرها الله لخدمتنا فكيف تعبدوها من دون الله والحال ينطبق على كثير من البهائم التي تعيش معنا ولا نستطيع أن نصارحهم بأنهم حمير يعبدون بقرا بهيئة إنسان ولكننا نخشى ردة فعلهم لأنهم كالانعام بل أضل سبيلا.

بعض المنتمين للأحزاب يعبدون قائدهم ويجعلونه في مرتبة الله وليس ببعيد عنا كيف كتب بعض المتملقين القرآن الكريم بالدم وكيف جعلوا لصدام ٩٩ اسما من أحصاها دخل المنظمة وأصبح عضوا وشر البلية ما يضحك.

هل منحت لنفسك وقتا وفتش ستجد نفسك تعيش بين هؤلاء وأنك ترى نفاقهم وكفرهم ولكنك لا تمتلك الشجاعة والقوة لتصرخ في وجوههم إنكم مشركون وإن تظاهرتم بعبادة الله.

ولله في خلقه شؤون.

*كاتب ومحلل سياسي.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك