المقالات

إصبع على الجرح..الطبيب وشايلوك..

1469 2021-07-08

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

لا يختلف إثنان على الإطار الإنساني لمهنة الطب لما تمتاز به مهمة الطبيب في التعامل المباشر مع حياة الإنسان والتخفيف عن آلامه واوجاعه وهو ما جعل الطبيب في كل بلدان العالم يحظى بالأولوية والريادة بين كل الوظائف بما تضفي عليه من الإحترام والإمتياز بسمو الأخلاق .

 لا اريد ان اتحدث عما امتاز به العراق من عقول مبدعة وأطباء امتازوا بالمهارة والكفاءة والإنسانية والرحمة على حد سواء وهو ما يؤكده تواجد اعداد كبيرة من الأطباء العراقيين في موقع الريادة بدول اوربا وحيثما تكون .

أتحدث عن واقع مؤلم وحقائق يندى لها الجبين مما آل اليه الحال في عراق العجائب والغرائب.

 لقد تحول الغالب الأعم من الأطباء الى خانة المتاجرة بالسحت الحرام على حساب المريض حيث تحولت العيادات الطبية والمستشفيات الأهلية الى دكاكين تجارية تبتز الفقراء بأسعار الفحص والدواء والمختبرات والعمليات الجراحية وغيرها .

صار لدينا مافيات للنصب والإحتيال من الاطباء وشركات الأدوية تماما كما هي مافيات الفساد من كبار السياسيين والمسؤولين وصغارهم  .

 الجانب الإنساني بكل مفرداته هو ما يميز الإنسان عن الحيوان ولا زلت اذكر ما شاهدته بعيني في أحد معامل الطابوق حين يدخل الحمار الى داخل الأفران ويتم تحميله بالطابوق ثم يستدير ويخرج من المعمل الى سيارة الحمل فيتم افراغه ويعود لوحده الى داخل الفرن ليتم تحميله من جديد وهكذا من دون مساعد او دليل رغم إن الحمار لا يملك عقلا لكنه يحفظ ما تم تكليفه به وهكذا فإن الطبيب الذي يتخرج ويكون طبيبا ويحفظ أسماء الأدوية والأمراض والمصطلحات الطبية من دون أن يؤطرها بالجوانب الإنسانية والأخلاقية والإعتبارية فهو لا يفرق عن ذلك الحمار الذي يحفظ طريق المعمل والشاحنة التي تحمل الطابوق .

نعم ومع كل احترامنا لقلة من الأولين وقليل من الآخرين من الأطباء العراقين الأفذاذ الذين يتواجدون في بلادنا وللأسف من دون تقييم فإن البعض من اولئك لا يرتقي الى الحمار الذي يقدم الخدمة من دون مقابل ولا مصلحة بينما هم مأزومين بسذاجة المشاعر وشهوة المال وحب الدنيا وهذا ما شاهدته في الكثير من الأطباء وآخرهم طبيب من أقاربي في محافظة بابل التي تابعت فيها رقود إبن عمي لإصابته بفايروس كورونا حيث وجدت طبيبنا خال من المشاعر الإنسانية ونخوة الرجولة والغيرة او الأخلاق التي تربينا عليها رغم ما يبدوا عليه من التزام ديني مفهوما بالمقلوب !!!.

  لا يفوتني أن انقل الوضع المأساوي للشأن الصحي في العراق وخصوصا مستشفيات الوسط والجنوب وما رأيته في مستشفى مرجان بمدينة الحلة على وجه الخصوص حيث تخلوا الردهات من المستلزمات الضرورية وغياب تام للأدوية كما تخلوا من الأطباء الإختصاص والثقل كله طوال الليل على اطباء مقيمين مستجدين لا حول لهم ولا قوة .

 اخيرا وليس آخرا اقول عذرا للحمار الذي قارنته بطبيب يخلوا من انسانية الإنسان ورجولة الرجال .وكل إحترام واجلال لأطبائنا الاساتذة الذين امسوا كعملة صعبة من دون ان نحافظ عليهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك