المقالات

لا مانع أن تغرد الحمير..!

1081 2021-06-21

 

سعد الزبيدي *||

 

كان التغريد صفة تختص بها الطيور التي تبعث في نفوس السامعين البهجة والسرور والراحة والطمأنينة وكانت البساتين والحدائق والبيوت وما زالت تستمع بتغريد البلابل التى تثبت عظمة الخالق سبحانه وتعالى وكأنها تغرد بحمد الله وتشكره على نعمه.

ولكن بعدما أصبح العالم قرية بفضل الشبكة العنكبوتية وتقريب المسافات لم يعد التغريد مقتصرا على الطيور الأليفة والجميلة فكثيرا ما أصبحنا نستيقظ علي تغريدات لحمير محسوبين على السياسة والثقافة والفن.

ولاحظنا في أكثر من مناسبة حرب التغريدات حتى أن دول عظمى تناست دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبخست دور وزراء خارجيتها والناطقين باسم الحكومات وسارعوا للكشف عن مواقفهم وردود أفعالهم عن طريق التغريدات.

َالملفت للنظر ما يغرد به بعض سياسيي الأمة العربية حيث انقلبت الموازين فالسارق واللص والأمي والخائن تراه يريد أن يوهم الآخرين بعكس ما هو عليه فهو المنقذ والوطني والناصح الأمين والمثقف والشجاع والعربي الهمام الغيور على مستقبل شعبه ووطنه وأمته.

أما الفنانون والمثقفون وعلية القوم حدث فلا حرج فتغريداتهم تزيد من احباط الآخرين فحين يكون الشعب بأمس الحاجة إلى دفعة أمل من أجل محاربة الأحباط ترى هؤلاء يغردون خارج السرب في أمور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع وكأنهم يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.

الغريب في الأمر ما نراه من تقلب أحوال الكثير الذين إنقلب أحوالهم رأسا على عقب فمن صدع رؤوسنا بتطرفه ووطنيته وكان سببا لسكب الزيت على النار وشعل نار فتنة طائفية وتجنيد كثير من الشباب المغرر به الذي فجر نفسه بين أناس يختلفون معه للمذهب وانساق لتصريحات هؤلتدودعوتهم لكره الآخر واقتلاعه من جذوره  بل كان سببا في شرخ جدار الأمة وتخريب أوطانا تراه اليوم قد غادر تطرفه وأصبح داعية للسلام والمحبة مع ألذ أعداء الأمة حتى باتت ثوابت الأمة من التراث الذي أكل الدهر عليه وشرب وتحول عدو الأمس والملعون في كتابه وأحاديث نبينه صلى الله عليه وآله وسلم بقدرة قادر إلى الأخ والصديق ومن كان يدعو الشباب الساذج المغرر به للانخراط في حركات متطرفة من أجل محاربة من يختلفون عنه في الدين والمذهب والعقيدة والانتماء ترى مفرداته بوصف هؤلاء قد أصبحت دعوات من أجل الصلح والأخاء والحب  واختلف تفسير كثير من الآي الحكيم واستبدل العدو بعدو من المسلمين الذين هم أشد خطرا علي الأمة من أخوتنا وأولاد عمومتنا اليهود!!!! وراح البعض ينظر لأحقية اليهود التأريخية في العودة لوطنهم الأم في إسرائيل بل ومازاد الطين بلة أنه أصبح يري أن الفلسطينيبن هم المغتصبين لحقوق اليهود هذا الشعب المسالم الذي لا يريد أكثر من عودته إلى دياره التي اغتصبها الفلسطنيون بل غني وغرد من أجل  الرهولة والارتماء في أحضان ألذ أعداء الأمة ولا مانع من تلميع صورتهم ولعق أحذيتهم فهذا هو ما يجيده ويتقنه طوال حياته فهو انعكاس لما يراه ولاة أمره وصاحب نعمته وهذا ما لمسناه من شيوخ الفتنة ووعاظ السلاطين وكثير من المتملقين بعد أن باع الكثير من الحكام قضية العرب والمسلمين الأولى قضية تحرير فلسطين ونزولا عند رغبة ولاة الأمور غرد كثير من الحمير متوقعين أنهم سينجحوا في استحمار الشعوب واقناعهم بضرورة التطبيع وعندما تقارن بين تصريحات الكثير من هؤلاء قبل وبعد ستكتشف مدى تقلب وزيف وتملق وتلون الكثير ممن يغردون في مجتمعاتنا ليثبتوا لنا بالدليل القاطع أن نهيق الحمير الذي هو أقبح الاصوات لدى هؤلاء هو أجمل من كل أصوات البلابل المغردة.

فهم الأعم الأغلب من العرب لمواقع التواصل والتعاطي معها وتخاذها وسيلة من وسائل الرفاهيه والظهور وإضاعة الوقت والتفاهة جعل الكثير يشعر بحالة من الغثيان وهو يتابع صفحات الكثير من المسؤولين والمشهورين في عالمنا العربي فكلمات البعض لا تقل أثرا من السم الزعاف وتعكس حالة الضعف والهوان التي تمر بها أمة ابتعدت كثيرا عن قيمها وثوابتها حتى تشبثت بل ما زالت تصر على أن تبقى في ذيل قائمة الأمم  وأدمنت البقاء في القاع مخدرة مسلوبة الارادة في المساهة في مشروع حضاري تترك بصمتها ما بين الأمم.

العالم أجمع ينتظر تغريدات قادة الدول ليفسرها ويتعاطى معها إلا تغريدات قادة العرب فغالبيتهم ما زال يعمق الفجوة ما بينه وبين الواقع من جهة وما بينه وبين القاعدة من جهة أخرى حتى صارت تغريدات الكثير مدعاة للسخرية والتهكم وباتت تغريدات الكثير مادة للضحك والتندر وكأني أرى الكثير ممن سبق ذكرهم يقول في قرارة نفسه.

غرد فلا مانع أن تغرد الحمير في مجتمعات علا فيها أزيز الرصاص على صوت الحكمة والعقل فكم من ساذج جاهل سلم أمره وسار خلف حمار معتقدا أنه أحكم الحكماء.

غرد فقدرنا أن نسمع تغريد الحمير فقد أدمنا التصفيق والتهليل لحمير تقود هذه الأمة منذ أمد بعيد.

فهل سيفقه الحمار الذي يغرد كل صباح ظانا أن الأمة والكون تنتظر نهيقه ليغير احوال الشعب والأمة من حال إلى حال أنه حمار وان التغريد للبلابل والطيور فقط؟!!

*كاتب ومحلل سياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك