المقالات

الذكرى الخامسة لسقوط الطاغية


( بقلم : نعيم العكيلي )

تعددت صفحاةُ المأساةِ العراقيةِ في ظلِ النظامِ الدكتاتوري المقبور والتي تجرعَ العراقيونَ كأسَها المرةَ بصبرٍ وصمودٍ قلَّ نظيرُهُ . مراقبونَ اشاروا في استعراضهم لمآسي العراقيين في ظلِ نظامِ صدام الى تدميرِ علاقاتِ العراق بمحيطهِ العربي والدولي مما مهدَ لسلبِ استقلالهِ وسيادتهِ منذُ غزوهِ دولةَ الكويت 

 ومن يستعرض كوارث النظام الصدامي التي حلت بالعراق على مدى عقود من السنين العجاف تاخذه الحيرة في ايها اشد تدميرا للبلاد والعباد , فمن حروب على دول الجوار سبقتها ورافقتها وتلتها حروب على الشعب العراقي نفسه الى مؤمرات ودسائس ضد البلدان العربية من مصر الى سوريا الى الاردن الى السعودية , وكل هذا عرّض العلاقات العراقية العربية الى دمار يصعب تجاوزه في المستقبل المنظور , يرافق ذلك تدمير للعلاقات العراقية بالمحيط الدولي والدول الكبرى منذ مسرحية اعدام الصحفي البريطاني بازوفت بتهمة مصطنعة هي التجسس الى الانقضاض على معاهدة الصداقة العراقية السوفيتية بعد تحول ارتجالي الى توطيد العلاقات بالولايات المتحدة في ظل الحرب على ايران , الامر الذي جر العراق الى مستنقع المواجهة مع ايران ومن ثم المجتمع الدولي برمته انتهت بوضع العراق تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة باعتبار نظامه يهدد السلم والامن الدوليين في اعقاب غزو الكويت عام 1990 , فسلبت سيادة العراق وانتهك استقلاله وفرضت عليه خطوط حظر الطيران في الشمال والجنوب وصارت الاجواء في تلك المناطق وقفا على طيران التحالف الدولي 

 لقد عاش العراق في ظل الطاغية صدام عزلة اقليمية ودولية خانقة جراء سياسته الطائشة تجاه دول الجوار والمجتمع الدولي والامم المتحدة رافقها حصار ارجع العراق الى عصر ماقبل الصناعة وهو الامر الذي حذر منه وزير الخارجية الامريكية انذاك جيمس بيكر في لقائه الشهير في جنيف بوزير خارجية صدام انذاك طارق عزيز قبل ان يشن التحالف الدولي عملياته الواسعة النطاق على القوات العراقية والبنية التحتية للبلاد لتحرير الكويت من الغزو الصدامي 

 واليوم عندما يستذكر العراقيون هذا الصفحة من صفحات المآسي الصدامية التي حلت بهم وببلدهم فانهم يكابرون بعز واصرار لايلين على طي ذلك الماضي الاسود ويتطلعون الى بناء عراق ديمقراطي اتحادي تحفظ في كرامة الانسان قبل كل شيء ويحترم فيه القانون بعيدا عن استئثار فئة او عشيرة او مكون بمقدرات البلاد ومصيرها 0يستقبل العراقيون اليوم ذكرى سقوط الطاغية في عامها الخامس وهم ينبذون بوعي واصرار كل المقولات السقيمة التي يطلع بها الاعلام المغرض المعادي للتهوين من منجزات العراق الجديد في الدستور الدائم والتعددية السياسية الواضحة والاعلام الحر دون رقابة , واعتماد صناديق الانتخابات طريقا وحيدا للحكم واعتماد الفيدرالية نظاما عاما اداريا للبلاد لكي تتفتح كل الطاقات المبدعة في المحافظات العراقية شمالا ووسطا وجنوبا فتشارك في القرار وتشارك في التنفيذ , فلاتعد قرية منسية وحدها تتحكم بمصير العراقيين لان واحدا ممن ينتسبون اليها صار حاكما على العراق في غفلة من الزمن وبدعم مشبوه من دوائر استعمارية معروفة في ظل الحرب البادرة 

 ومع اعتراف كل الدول العربية بان الطاغية دمر علاقات العراق بها لكنها لم تتخذ الخطوات الكافية لتصحيح مسار تلك العلاقات مندفعة بدوافع نحن العراقيين نعتبر رسوخ الديمقراطية في العراق وخلق نموذج حيوي في الحكم في المنطقة اهم الاسباب التي تدفع المنظومة العربية وجامعتها للمواقف السلبية من عهد مابعد صدام , وكان اخر علامات السلبية العربية قرارات قمة دمشق الاخيرة المتعلقة بالعراق ودعوة القذافي للتحقيق في شنق صدام وهو " الزعيم " الذي عوّد مستمعيه دوما على سماع هزلياته لتلطيف الاجواء ومنها هزلية دولة " اسراطين " 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hameed ridha
2008-04-09
بسم الله الرحمن الرحيم اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون انه طاعون اسود لكل عصرنا هدم البلاد وهدم الرشاد خلف ارذل خلق الله مساكين لم يجدوا سواه مرشدا هداهم الله تعالى لخيرهم شن الحروب لارضاء اسياده ولمرض قي نفسه فخلف الثكالى والمشوهين وقتل اكبر طاقات البلد المعطاء بدل نعمة الله كفرا واحل قومه دار البوار استورد السموم والات التعذيب والزناة وترك الاطفال يبحثون في المزابل عن لقم العيش بذخ الكوبونات لاراذل الخلق ليعبدوه انتهى بخزي الدنيا وعند الله حيف من ظلم وعذب وفجر وهجر ودمر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك