المقالات

ظاهرة الغياب في الدوام المسائي


بقلم المهندس والاعلامي: حازم خوير

تعد الدراسة المسائية في العراق تحديدا ذات ابعاد واهداف ايجابية في مجمل اطرها العامة سيما انها تفتح افاقا رحبة وروافد علمية قد تكون غائبة عن الواقع العلمي الحكومي المعتمد في الجامعات والمعاهد وغيرها وبعضها الاخر ياتي متوافقا مع ذلك الواقع مع اعتبار ان تلك الصروح العلمية قد اسست ضمن قوانين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المعاهد الفنية او ووزارة التربية،وقداخذت التخويل والاعتراف الرسمي لادارتها واعتماد مناهجها.

وفي الوجه الاخر نجد ان اهم العناصر لانجاح تلك المحافل العلمية هو الطالب الذي ينضوي تحت خيمة الجامعة او المعهد او المدرسة، المسائية ما يعكس الحاجة الملحة التي يروم الوصول اليها طالب العلم في العراق مهما يكن عنوانه،وهذا يفسر الى عدة اوجه منها ما يرتبط باستحالة اخذه الفرصة العلمية لاسباب مادية او امنية وقد تكون نفسية او مجتمعية بالتالي حولت الطالب نفسه امام ميزان اجتماعي وثقافي لا يحسد عليه وسط الثورة المعلوماتية والتقدم العلمي وفتح العديد من الافاق والقنوات التي يمكن ان يلقى فيها ذاته ويطور موهبته وينجح في اختصاصه الذي يرغب ان يكون عليه.

وقياسا الى ماعاناه الطالب والمثقف والاكاديمي العراقي ابان الحكم السابق من تهميش واذلال واجراءات تعسفية بحق الطالب والعلم والعلماء شابت الدوام المسائي في العراق الجديد (عراق الحرية والديمقراطية ) مشاكل عديدة اهمها: ظاهرة الغياب المستمر الذي يعزوه الطلاب انفسهم فضلا عن المحللين والمراقبين الى عدة اسباب يتعلق معظمها بالطالب نفسه؛ فقد تكون متعلقة بارتباط الطالب بعمل يضمن اعالة اسرته وتكاليف دراسته ما يؤدي الى حدوث ارباك واضح لديهفيفكر في تأمين عمله في اكثر الاحيان على حساب التزامه بالدوام المسائي، هذا من جهة ومن جهة اخرى قد يكون السبب مرتبط الى حد كبير بالظروف الامنية في منطقة ما يجعل امكانية مواصلته وانتظامه بالدوام امرا في غاية الصعوبة.

الى جانب ذلك يمكن الاشارة الى اغرب الاسباب لتفشي ظاهرة الغياب في الدوام المسائي وهي عبثية وفوضوية ما ينساق اليه من يمارس هذه الظاهرة من خلال تولد وتأجج الرغبة للالتحاق بتلك الدراسة للوهلة الاولى ثم انه ما ان يحصل على تلك الفرصة حتى يترآى له انه قد ضمن حصوله على شهادة التخرج بتسديده لحفنة من الدنانير هي الاصل ثمن مقعده الدراسي الذي يتضمن بالاساس توفير العديد من المستلزمات المرافقة للدراسة ومن اهمها المناهج ورواتب الاساتذة الشهرية،او قد يكون السبب تاثره ببعض الطلبة الفوضويين وانصياعه لقراراتهم المتكررة بعدم الدخول لاحدى المحاضرات او التغيب عن الدوام ليوم كامل.

ومن الاسباب النفسية التي يتعرض لها الطالب المسائي وتؤثر سلبا اما على ادائه ونجاحه العلمي وحتى مستقبله او تأثيرها على التزامه بالدوام هي: احساسه وملاحظته هو واقرانه بعد فترة وجيزة من التحاقه بالدراسة المسائية عدم جدوى حصوله على شهادة التخرج بسبب ازدياد عدد العاطلين عن العمل في بلدنا يوما بعد اخر وركون خريجي السنوات السابقة للدراسة الصباحة والمسائية _وهم كثر بالتاكيد_ الى دكة انتظار فرصة التعيين التي اصبح توفيرها من قبل الدولة امرا شبه مستحيل.

وفي المقابل تتسبب تلك المحافل العلمية وهيآتها التدريسية بعدد من اسباب تفشي ظاهرة الغياب ومنها : عدم كفاءة التدريسيين اداءا وعلمية، وممارستهم لاساليب قد تكون اكثر رجعية منها عصرية ومتحضرة، كذلك اصابة الطالب بالصدمة والاستغراب لبعض المناهج الدراسية المنتقاة والتي هي اما دون مستوى ثقافة وادراك الطالب او بالعكس ، او انها ليست بذي علاقة وغرض وهدف نفعي في هذا التخصص او ذاك .

وفي النتيجة يجب الانتباه والتاكيد على بناء تلك المؤسسات والصروح العلمية بطرق عصرية تواكب التقدم العلمي الحاصل على الاقل في الوسط الاقليمي وانتخاب العناصر والكوادر التدريسية الكفوءة والمؤهلة تأهيلا جيدا الى جانب مراعاة ظروف البلد او المحافظة او الاقليم ومراعاة ظروف الطالب نفسه ، كل ذلك يقع في مقابله اشعار طالب العلم باهميته وفاعليته في المجتمع من خلال فتح القنوات الحرة بينه وبين الاساتذة ومحاولة حل مشاكله مع ضرورة تكريس الدولة لكافة جهودها في مجال توفير فرص العمل المختلفة التي ما ان شعر الطالب بتوفرها جد واجتهاد كذلك كان لزاما على التدريسيين محاسبته على كثرة تغيبه عن الدوام بالطرق والاساليب القانونية المتبعة في تلك المؤسسة العلمية وبما يراعي كافة اسباب تفشي ظاهرة الغياب في الدوام المسائي الآنفة الذكر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك