المقالات

استرداد الأموال المنهوبة وعائدات الفساد ج2


 

سعيد ياسين موسى ||

 

في الجزء الاول تم استعراض الجهات الرقابية والمؤسسات التي تختص بملف استرداد الاموال المنهوبة وعائدات الفساد واهمية شراكة المجتمع المدني والاعلام ,وبخصوص شراكة المجتمع المدني والاعلام سأفرد جزء خاص لهذين القطاعين المهمين من حيث التكامل لأدوارهما.

عموما نحن كبلاد امام افة مميتة اسمها الفساد ,وكما ذكرت يفترض التعرض بالوقاية من الفساد, وبزعمي ات من ان الافلات من العقاب احدى الاسباب المهمة لاستشراء الفساد ,نتيجة لوجود فجوة قانونية لاحتواء الفساد ,منها لا يمكن الافصاح عن المعلومات أي قانون حق الاطلاع على المعلومات وتيسيرها للمواطن والمقيم ,وحماية المخبرين عن جرائم الفساد والخبراء والشهود وضحايا جرائم الفساد الذين هم الشعب بشكل عام التي تقع عليهم اثار جريمة الفساد واخرى جريمة بحق المؤسسات الرسمية والاضرار الفادح بهيبتها واهتزاز الثقة بها ووضعها محل اتهام ,مما يسبب تفكك المؤسسات التراجع المستمر بجودة الخدمات المقدمة وبما يثقل كاهل الشعب ,وايضا تفكك النسيج الاجتماعي المدني والتحول الى الطائفة والقومية والقبيلة لتامين الحماية ,ويعني ذلك لا وجود لسيادة القانون وانفاذ القانون ,لقد اسهبت في مفردة واحدة وكم انتجت من افعال جرمية بحق الشعب ومؤسسات الدولة , ولا وجود لمدونة مقرة ومصادق عليها بما يخص تضارب المصالح في الوظيفة العامة ,لان الاحزاب والحركات السياسية تستحوذ على اشغال الوظيفة العامة والى مستويات دنيا في السلم الوظيفي تحت شعارات التوازن والمشاركة والتهميش وغيرها من دون الالتفات الى الكفاءة والنزاهة والعلمية , مع عدم وجود قانون ينظم عمل الاحزاب في العراق ومدخلاتها المالية ,وكذلك نظام دعاية انتخابية تشوبها ضعف الرقابة على الاموال المستخدمة فيها ومصادرها ,واقول ان الاستحواذ ينتج العنف , أي انه جريمة تولد العنف وايضا لها اثار اجتماعية سيتم تناولها لاحقا , ان التخلف القانوني الذي يعاني منها العراق بكليتها والنواقص التي تشوبها تشكل منظومة متكاملة تولد الفساد مما يستدعي الى مراجعة جميع القوانين والانظمة والتعليمات السارية واصلاحها , منها عدم تجريم استغلال النفوذ والاتجار بالنفوذ بشكل في القوانين العراقية وتشديد العقوبة, وكذلك العقود والمشتريات الحكومية ,واستدراج المناقصات ,مع استخدام النفوذ لاستغلالها لصالح جهة دون الالتفات الى مدى مطابقة وتدقيق ومتابعة المشاريع طبق القانون , ومع وجود مؤسسات رقابية تختص بإدارة المال العام في الحد من تهريب وغسيل الاموال وتخلف النظام المصرفي وضعف مأسسة قطاع الاعمال وادارتها ,وهذا غيض من فيض فقط بخصوص تطويق واحتواء الفساد كوقاية ,وبالنتيجة تهريب هذه الاموال الى الخارج وادخالها في اقتصاديات البلدان التي تستقبل وتقبل هذه الاموال القذرة ,والسيادة القضائية لهذه البلدان في حال تبني فتح ملفات استرداد الاموال المنهوبة والمجرمين ,مما يتطلب تعاون دولي جمعي وثنائي وفق اتفاقيات دولية ثنائية بين العراق وهذه البلدان والالتزامات المتبادلة التي تتضمن هذه الاتفاقيات, وهنا العراق بحاجة الى تحليل النظام القانوني والقضائي في البلدان التي تهرب اليها الاموال .

وهنالك مشكلة اخرى هي عوائد الفساد ,أي ان هذه الاموال القذرة ستشغل وتنتج اموال كأرباح وعائدات, وقد تأخذ الدعاوى العابرة للوطنية زمن طويل جدا و تكلف اموال كبيرة تقترب من قيمة الاموال المنهوبة ,ولكن امامنا الاموال المنهوبة في الداخل وايضا لها عوائد مالية كبرت هذه الاموال ام صغرت ,وايضا تحتاج الى تشكيل فرق تحري وتدقيق واجراءات تحقيقية وقرارات قضائية ومن ثم الصرامة في الملاحقة وانفاذ القانون , في حال عدم وجود حماية سياسية لهذه الشخصية الفاسدة ام تلك, فلا مناص امامنا الا الالتجاء الى قوانين الوقاية من جرائم الفساد وهذه المهمة ليست باليسيرة لتباطؤ التشريع في البلاد وتسييس الملفات وضعف الرقابة البرلمانية والمجالس المحلية, وهذا يحتاج الى ارادة سياسية واضحة وهذا ما اتأمله في الفترة القادمة وحسب اعلان تشكيل الحكومة الحالية.

وبقى موضوع الاموال المنهوبة وعائدات الفساد مفتوحا لأجزاء متتالية, وكناشط رفعت شعار ان الاموال المنهوبة وعائدات الفساد هو تمويل للعنف والارهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك