حازم أحمد فضالة ||
التحشيد لهذه التظاهرات، كان قد بلغ الذروة وأعلى مستوياته محليًا، حتى بدأت في موعد انطلاقها (25/ 5)، ما حجم التغطية والاهتمام الإعلامي بها: محليًا، إقليميًا، عربيًا، عالميًا؟
ما الذي حدث في أثناء التظاهرات؟ الكتلة المترقِّبة بين نارين، التي تُرَسْمِلُ على هذه الموجات؛ ماذا كان موقفها ولماذا؟ هذا الذي سنحاول عرضه في المقال.
1- الإعلام العراقي المحلي:
أولًا: قناة الشرقية الفضائية: أربعة منشورات لدعم التظاهرات حتى الآن، وهي منشورات متواضعة.
ثانيًا: قناة دجلة الفضائية: اثنا عَشَرَ منشورًا لدعم التظاهرات، قناة دجلة تدفع لاتجاه التظاهرات بقوة، وهي متطرفة في النشر.
ثالثًا: شبكة الإعلام العراقي: أربعةُ منشورات، اثنان منها إخبارية، واثنان منها للدعم.
رابعًا: قناة الفرات: أربعة منشورات غير مهمة.
خامسًا: قناةutv : تسعة منشورات لدعم التظاهرات، منها ما يدعو لإسقاط الحكومة، زيادة على الترويج للنائب عدنان الزرفي؛ إذ دخل على خط التظاهرات من نافذة (محاسبة الضباط الكبار في زمن عبد المهدي) المسؤولين عن الاغتيالات.
سادسًا: قناة الفلوجة: أربعة وعشرون منشورًا لدعم التظاهرات، قناة الفلوجة كانت أكثر تطرفًا من قناة دجلة.
2- الإعلام الإقليمي والعربي، وبعض الترجمات العربية على تويتر:
أولًا: قناة العربية، والعربية عاجل: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
ثانيًا: قناة الجزيرة، الجزيرة نت: يوجد خبر واحد عن تظاهرات تشرين.
ثالثًا: الحدث: أحَدَ عَشَرَ منشورًا تؤيِّد تظاهرات تشرين.
رابعًا: قناة سكاي نيوز عربية: يوجد خبر واحد عن تظاهرات تشرين.
خامسًا: TRT عربي: أربعة منشورات بين إخبارية ومؤيِّدة لتظاهرات تشرين.
سادسًا: CNN بالعربية: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
سابعًا: Independent عربية: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
ثامنًا: BBC News عربي: يوجد خبر واحد عن تظاهرات تشرين.
3- منظمات دولية وسفارات وسفراء:
أولًا: UNAMI بعثة الأمم المتحدة في العراق: منشور واحد يؤيِّد تظاهرات تشرين، هذا نصه: «المساءلة فقط هي التي ستوقف نمط الهجمات المميتة التي تستهدف الناشطين المدنيين والسياسيين. في حين قد يعتقد الجناة أنهم أسكتوا الأصوات، فإنهم قد جعلوها أعلى فحسب. المساءلة هي مفتاح لاستقرار #العراق. من حق الشعب العراقي أن يعرف» انتهى. وهذا المنشور في إطار (الحرب القانونية). بصمة بلاسخارت حاضرة!.
ثانيًا: UN الأمم المتحدة: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
ثالثًا: السفارة الأميركية في العراق: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
رابعًا: السفير الأميركي في العراق: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.
خامسًا: السفارة البريطانية في العراق: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين!.
سادسًا: السفير البريطاني في العراق: لا يوجد أي خبر عن تظاهرات تشرين.!
4- الصِّحافة الأجنبية:
أولًا: فرانس 24: أحَدَ عَشَرَ مصابًا في اشتباكات اندلعت في العراق؛ احتجاجًا على عمليات قتل دون عقاب…
ثانيًا: أسوشيتيد بريس: مقتل شخص، وإصابة أكثر من عشرة أشخاص، في اشتباك متظاهرين مع قوات الأمن العراقية…
ثالثًا: نيوز ويك: قتيل واحد، وأكثر من عشرة جرحى، على يد قوات الأمن العراقي في احتجاجات في بغداد…
رابعًا: الواشنطن بوست: مقتل شخص، وإصابة أكثر من عشرة أشخاص، في اشتباك متظاهرين مع قوات الأمن العراقية…
خامسًا: وكالة رويترز: مقتل متظاهر بعد اشتباكات مع الشرطة في بغداد…
سادسًا: الإنديبيندينت: المتظاهرون العراقيون ينزلون إلى الشوارع؛ لشجب عمليات القتل القاصد للناشطين والصحفيين…
· ملحوظة:
قناة الفلوجة، نشرت تأييدًا للتظاهرات بنسبة أكثر من (50%) لأقرب منافس لها وهي قناة دجلة بواقع (12) خبرًا، وأكثر من قناة utv بنسبة (40%) تقريبًا، وأكثر من المنافسين الآخرين بنسب تتفاوت بين: (80-90%)، وهي نسبة بحاجة إلى الاهتمام وطرح التساؤلات عنها!.
5- الذي حدث في أثناء هذه التظاهرات 25/ أيار:
أولًا: فشل ذريع في القدرة على رفدها بالزخم العددي.
ثانيًا: فشل فظيع في القدرة على منحها درع الحماية الاجتماعية لمنع تفريقها.
ثالثًا: فشل كبير من وضعها تحت المظلة الشرعية.
رابعًا: فشل قاسٍ في القدرة على التحشيد الإعلامي المُثمر، وليس الإعلام المُفرغ من قوة التركيز والتوجيه والمواصلة، وهذا حدث في المستويات الأربعة المذكورة في أعلاه، ولا قيمة لتفرّد قناة الفلوجة بالتصعيد وضخ المواد الإعلامية.
خامسًا: فشلوا في ترغيب الإناث للحضور في التظاهرات واستخدامهن عناصر جذب للشُبّان.
سادسًا: فشلوا في استعطاف أهل بغداد لدعمهم بالطعام والشراب، وهذا مؤشر رفضٍ عالٍ ضد المتظاهرين.
سابعًا: عدم وجود الدعم اللوجستي المطلوب نحو: الخيم، المفارز الطبية، (التك تك).
ثامنًا: تسجيل مخالفات ضد التظاهرات نحو:
أ- شجار صبياني بين قادتها، وعدم الاتفاق على مكان مركزي.
ب- الاعتداء على القوات الأمنية وإصابة (17) من قوات حفظ القانون، وفوج الطوارئ.
ج- إصابة (9) متظاهرين مدنيين.
د- وفاة متظاهر مدني (رحمه الله).
6- الكتلة المترقبة بين نارين:
كانت ترصد هذه الموجة، ولم تتحرك لرفدها بالعنصر العددي، والحماية الاجتماعية، والمظلة الشرعية، لأنَّ عامل الإهمال الخارجي كان أقوى من الإرادة الداخلية، إذ لو كان العامل الخارجي حاضرًا لدعم التظاهرات؛ لكانت دعمتها، وامتطتها، ووصلت على ظهرها إلى إعلان حالة الطوارئ.
· الخلاصة:
1- حتى الآن لم تحظَ هذه التظاهرات (25/آيار) بالتنسيق الدولي والإقليمي والمحلي المطلوب، وكان الاهتمام بها لا يتجاوز عنوان الحفاظ عليها خليةً نائمةً لوقت آخر، بدل تجريفها تجريفًا كاملًا.
2- سفارتا الشر: الأميركية والبريطانية، والسفيران ماثيو تولر الأميركي، وستيفن هيكي البريطاني؛ أحجما عن دعمها في الإعلام إحجامًا مظلمًا صادمًا بالنسبة لرُعاة التظاهرة!.
3- التقديرات (حتى الآن) تقول إنَّ التظاهرات فشلت، والكاظمي لا يتهاون معها.
وأنتوني بلينكن (وزير الخارجية الأميركي) منشغل عن العراق، طالبًا من روسيا مساعدته -للمرة الأولى- في موضوع إيران التي تريد سحق إسرائيل الغبية، وينظر لاتجاه بحار الصين حيث اختلال الميزان الأميركي الإستراتيجي.
ويحاول إيجاد مخرج لإرضاء الجمهورية الإسلامية في ملفها النووي.
دوّامةُ أزماتٍ مثل هذه تحتل هرمَ الأولويات الأميركية؛ لا تجعل للسيد بلينكن أولوية أخرى تافهة مثل تظاهرات تشرين!.
4- ستيفن هيكي (السفير البريطاني في العراق) يشعر بالوحدة، ويخاف من الهجمات الارتدادية عليه من قِبَل محور المقاومة وجمهوره؛ بسبب تصريحاته الخبيثة، فهو يتحوَّل إلى نتوء يجب اقتلاعه، أو عليه التأقلم مع تفوُّق المعسكر المنتصر.
والحمد لله ربِّ العالمين
https://telegram.me/buratha
