( بقلم باسم العوادي )
خلال زيارته الاخيرة لكوريا الجنوبية قطع السيد عمار الحكيم آلاف الأميال ليلتقي بعائلة الضحية كيم الكوري الجنوبي الذي قتل ظلما وعدوانا على ايدي عصابات الهاغانا التكفيرية ولاريب في ان هذه الزيارة لم تكن لتمثل السيد عمار لوحده بل هي زيارة نيابة عن كل عراقي يمتلك ولو ذرة من رحمه في قلبه ، ونيابة عن كل القوى والشخصيات العراقية التي ترفض وتدين وتقاتل الارهاب وترفض المساس بالابرياء الغرباء المسالمون في العراق.مما لاشك ان تلك الالتفاته من قبل السيد عمار هي التفاته كريمة وكبيره في آن واحد حيث كان الاعلام الكوري الجنوبي قد غطى تلك الحادثة بصورة كبيرة وقد بيضت مثل هذه الزيارة كل لبس او فهم خاطئ كان قد علق في اذهان الكثير من ابناء الشعب الكوري عن الشعب العراقي خاصة والعرب والمسلمين عامة ولا سيما وان الغالبية العظمى من ابناء تلك الدولة المتطورة من اتباع الديانة البوذية وعليه فمن الطبيعي ان تعرض اي مواطن لهم لحادثة شبيهة بالحادثة التي تعرض لها المغدور كيم وبنفس الطريقة التي قتل فيها فان ذلك سيركز في اذهانهم صورة وحشية عن الاسلام وصورة وحشية عن العراقيين كقطاعي روؤس لا تأخذهم رحمه ولا شفقة ، ولاريب ان مثل تلك الزيارة وتلك الالتفاتة لعائلة الضحية قد اطفئت غليل نار متوهجة في قلوب الكثير من الكوريين الجنوبيين واعطت انطباع جديد ان في العراق من الناس من يسؤوهم ما يسوء غيرهم وان اختلف معهم في الديانة او القومية او المذهب ، تحية شكر وتقدير مني شخصيا على الأقل ومن كل من يريد لسمعة العراق والعراقيين ان تبرز وجهها الأنساني وان قطع آلاف الكيلومترات سوف لن تكون عائقا امام مشاركة عراقية لآلام الأخرين ، لقد قام السيد عمار بما كان يختلج في نفوش اغلب العراقيين فتحية له على تحقيق تلك الزيارة بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن احرار العراق وأولي الرحمة منهم
نص تفاصيل زيارة السيد عمار الى عائلة الضحية الكوري الجنوبي
انتقل سماحة السيد عمار في ليوم 25/6 من سيئول إلى مدينة بوسان الساحلية التي تقع على بحر اليابان في اقصى جنوب شرق كوريا وكان بصحبته عدد من المسؤولين وكان باستقباله نائب رئيس حزب الانفتاح (الحزب الحاكم) وتوجه منها إلى عائلة المهندس (كيم) الذي قتل في مدينة الفلوجة على ايدي الارهابيين قبل سنتين في حزيران عام 2004 .
وكان باستقبال سماحته والدي (كيم) وقدم سماحته التعازي بالذكرى الثانية لمقتله وقال في معرض حديثه: ان ابنكم كان ضحية الارهاب الذي لا يفرق بين العراقي وغير العراقي او بين المدنيين والعسكريين، وان عشرات الالاف من العراقيين قتلوا من هذا الارهاب الاعمى
ان الذي يقتل العراقيين واصدقائهم، هم اعداء العراق والانسانية ومشكلتنا واياكم واحدة لاننا ضحية الارهاب لذلك علينا ان نقف معا الشعب العراقي والشعب الكوري ضد الارهاب لانه يستهدف الجميع ولكننا سوف نستمر بمحاربة الارهاب وان الدماء البريئة من الشعبين سوف تكون عاملا مساعدا لتعزيز العلاقات بينهما
وقال والد السيد كيم: انا اوافقك على ما تقول وانا اشكرك كثيرا لقطع هذه المسافة الطويلة من سيؤول إلى بوسان لزيارتنا وتقديم التعازي
واكد سماحته: اننا قعطنا هذه المسافة لنعزيكم ونقف معكم ومع الشعب الكوري ونشارككم مأساتكم بفقدان ولدكم (كيم) لانه كان يحب العراقيين والعرب وكان قد درس اللغة العربية وتعلمها، ويسعى لمساعدة العراقيين من خلال اعماله التجارية في العراق، ويشرفنا قطع هذه المسافة الطويلة عندما يكون الهدف منها تثمين التضحيات
ثم قدم سماحته هدية إلى عائلة (كيم) وهي عبارة عن لوحة من التراث العراقي وقال: جئنا بهدية متواضعة لكم لتكون رمزا للصداقة والمحبة بين الشعبين العراقي والكوري
باسم العوادي
...https://telegram.me/buratha