المقالات

فلسطين من الدفاع الى الهجوم الصاعق

1040 2021-05-12

 

حافظ ال بشارة ||

 

مرة اخرى اصبح اسم فلسطين متداولا في العالم ، دوي الصواريخ صحح موازين القوى في المعركة ، وايقظ النائمين ، ونبه المخدوعين ، هذه هي الضربة الفلسطينية الاكبر التي توجه الى الصهاينة منذ احتلال فلسطين قبل اكثر من سبعة عقود ، مئات الصواريخ تنهمر على المدن المحتلة ، ولأول مرة في تأريخ الصراع يتم قصف عاصمة الاحتلال تل ابيب ويدخل اهلها الملاجئ ، ليس لدى اسرائيل من خيار في الرد سوى تكثيف الغارات الجوية على قطاع غزة ، وليس للمقاومة الفلسطينية من خيار في التصعيد سوى استخدام صواريخ اكثر تدميرا واكبر عددا ، وهذا يعني ان اي تصعيد ستكون فيه اسرائيل الخاسر الاكبر ، هذه التحولات تدل على ان اسرائيل تبقى كيانا غاصبا متغطرسا لا يفهم الا منطق القوة ، وان القوة وحدها هي التي يمكن ان تنهي مأساة الاحتلال.

الرد الفلسطيني المقاوم كان مفاجأة كشفت الكثير من الحقائق ، وفي الشدائد ينكشف جوهر الرجال ، ومن يراقب اعلام الحكام العرب الذين قاموا بالتطبيع مع اسرائيل يرى بوضوح كيف ان اعلام التطبيع يتصرف كشاهد زور فهو يقلل من قوة الهجمات الفلسطينية بكل وسيلة ، ومن بين السطور يبدو اكثر تعاطفا مع اسرائيل وتجاهلا لجرائمها ، يشعر المطبعون انهم اصبحوا في الجبهة الخاسرة وهم يعلمون ان اميركا وبريطانيا سيجبران حكام العرب على دعم اسرائيل سابقا ولاحقا باموال النفط لكي تصمد في معركتها ، وبعض الدول العربية ارسلت خبراء ليكونوا جزء من غرفة عمليات اسرائيل ليواجهوا الهجمات الفلسطينية ، ثقافة التطبيع المذلة هي التي جعلت المواطن العربي يقف متفرجا ويعجز حتى عن التظاهر لنصرة فلسطين .

وقبل هذه المعركة وبعدها تتواتر الاسئلة ، اين آلاف الانتحاريين الفسطينيين الذين كانوا يفجرون انفسهم في العراق لابادة الشيعة تنفيذا للفتاوى التكفيرية ؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا في هذه المعركة المصيرية وما قبلها ؟ اليست هي معركة انقاذ المسجد الاقصى وانقاذ الشعب الفلسطيني وانقاذ العالم من المخططات الصهيونية ؟ نعم كان اؤلئك الانتحاريون البهائم جزء من الصهيونية وليس جزء من فلسطين .

معروف ان الكيان الصهيوني مكون من مستوطنات للمهاجرين اليهود القادمين من كل انحاء العالم ، وفي الحقيقة لا يوجد مدنيون في اسرائيل ، انهم غاصبون لذلك فهم مستهدفون ، ويمكن للمستوطنين ان يصححوا هذا الاثم التأريخي بالعودة الى مواطنهم الاصلية ، واذا ارادت المقاومة الفلسطينية ان تستكمل اسباب الانتصار فعليها السعي مع الاطراف الدولية والاقليمية من اجل تسهيل الهجرة المعاكسة من فلسطين ومساعدة الصهاينة على العودة الى بلدانهم الاصلية ، فاذا وجد المستوطنون ان عودتهم الى اوطانهم ستكون آمنة ومتيسرة فانهم سيخرجون من الجحيم لينجوا بأنفسهم ، وبذلك سيساعدون في التقليل من امد المعركة وخسائرها وينجوا بأنفسهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك