المقالات

نهاية الشيعة في العراق!


 

محمد حسن الساعدي ||

 

تذكر لنا بعض الروايات المسندة عن اهل بيت العصمة (عليهم وألهم السلام) ان العراق سيكون بلد الهرج والمرج، وسيكون محل الفتن والملاحم والصراعات الداخلية، وتؤكد لنا  ان هناك جماعة تظهر تحرف الدين وتقود الفاسقين وتقتل النفس المحترمة بغير حق، وتستبيح المحضورات، وتقاتل العلماء وتكون سيفا، سليلا على العلماء واهل الفضل والعلم، وستكون هي من تقف امام حركة الإمام المنقذ (عج)..

هذه الروايات على اختلاف مسانديها فانها ستكون في آخر الزمان، وسيقودها  طائش لايعرف من الدين شي، يقود الى استباحة دماء العلماء والابرياء، بل استباحة البلاد والعباد وجعلهم أسرى بيديه دون وازع ديني او اخلاقي، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن الكيفية التي سيظهر بها ، وكيف سيكون شكل العراق في آخر الزمان!

المتابع يجد ان وبعد احداث التسعينات من القرن المنصرم، ظهرت فرق شيعية منحرفة ادعت ولاءها للمذهب، وأنها الحريصة اشد الحرص عليه، وادعت انها الاقدر على قيادة الامة الاسلامية والتشيع تحديداً، بل وسعت الى فرض الامر الواقع على الشيعة في العراق، من خلال فكرها وفتاويها، التي لم تكن يوماً تدعوا الى وحدة الصف، بل تعمل لتمزيقه، فأظهرت تسميات متعددة في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف ، وبدات تدعي انها هي المرجعية الدينية العليا، في حين ان الجميع واهل المعرفة والخبرة، يعرفون جيدًا ان المرجعية الدينية، منصب الهي لخواص عباده ، فهو يحتاج الى توفيق منه ( عزوجل ) ومباركة الامام المعصوم، والذي ستكون هي بمقام الوكيل عنه، في الدفاع عن بيضة الاسلام وحماية الدين والمذهب، وخدمة المجتمع المسلم بما يحقق الوحدة بين جميع افراده بغض النظر عن الدين او القومية، لان المرجعية الدينية لا تنظر الى فكر الشخص وقوميته، بقدر ما تنظر الى انتماءه للوطن .

العراق سيكون ساحة الفتن والصراعات الفكرية المنحرفة، التي ظهرت بعد التسعينات، وهي ما تزال تعمل بفكر وبمنهج "فرق تسد" ووفق أليات "العب لو اخرب الملعب" وتسعى جاهدة الى السيطرة على حياة الناس بالقوة، دون النظر الى مصالح الشعب العراقي وحمايتها، ورعايتها بما يحقق السلام والسلم الاهلي، وأن هذه الفرق الضالة والتي ظهرت بمسميات متعددة، تلعب على عدة مسميات من أجل كسب الجمهور وشراء تعاطفه، خصوصا اذا ما علمنا ان الشعب العراقي يتميز بالطيبة، والثقة المفرطة والتي تصل الى حد السذاجة، امام الاختيار الصائب لنواب الشعب وممثليهم، لذلك تركز على اللعب على هذا الوتر، و تسعى الى كسب صوته، من خلال التلاعب بمقدراته وجعله في خوفاً دائم من القادم ، وانهم الاقدر على حماية مصالحه..

في نفس الوقت تسعى بكل قوتها، من اجل بسط نفوذها في الدولة العراقية، وتتمدد لتكوين دولة عميقة، على غرار الدولة العميقة التي تشكلت بعد عام ٢٠٠٣.. والجمهور لا يعلم ما يخبئ له المستقبل، امام كتل واحزاب لعبت على حياة الناس، وتلاعبت بمصيرهم، وما المجزرة التي ارتكبت بحق المرضى في مستشفى ابن الخطيب، الا تعبير صادق عن مدى رخص ثمن المواطن العراقي، الذي ينتظر العلاج ليعيش لا يذهب للعلاج ليحترق، او يموت بالاهمال والقتل العمل.. ناهيك عن عمليات التلاعب بادوية المرضى، والاجهزة الطبية والتي هي الاخرى، تسيطر عليها عصابات ومافيات القتل والمتاجرة بارواح الناس وصحتهم .

ان تحققت تهديدات هذه المجاميع، وتحكمت في نتائج الانتخابات القادمة فان البلد سيكون في فوهة بركان الاحتراق، وسنرى الناس تقتل في الشوارع، ويفقد الامان من الناس بحيث لا يأمن الفرد على نفسه واسرته وبيته، وستتححقق كل الروايات التي تؤكد، ان الامان سيفقد في بلد القتل والاغتيال ، وسنرى ان الروايات ستصح في ان العراق، وسيعيش ظلام الجهل والتخلف وسيطرة آلة القتل، الى جانب نشر الضلالة والافكار المنحرفة والتي ستكون المحرك للجهلة الذين يعتاشون على مثل هذه الافكار والمجموعات..

القارئ المنصف يرى وباعتدال، ان هناك جبهتين تتحركان في الساحة العراقية، ساحة العلم والبناء ننشر الوعي وبث روح الوحدة بين مكونات الشعب العراقي بكافة اطيافه، والمتمثلة بالمرجعية الدينية العليا ومن يتبعها ويتمسك بتوجيهاتها ، وساحة الجهل والقتل ، وانهم الاقدر على حماية المجتمع وصيانه حقوقه ، وهنا لابد للمواطن ان يعي جيدا انه مسؤول شرعيا وقانونيا عن اختياره، في الاصلح والاقدر على مصالحه ومستقبله، وان يكون معيار النزاهة هو المعيار الوحيدة في اي اختيار مستقبلي قادم.

يبقى الباب مفتوحاً للمتغيرات على الساحة العراقية، وان بلادنا مفتوحة على كل الاحتمالات،لان الواقع يتحدث بصراحة عن زمن اخير، يكون الفاسد فيه هو سيد الموقف وأن الحق يعيش غريباً لا ناصر له .. وعندها فقط يمكن القول أن التشيع الحقيقي قد بدأت نهايته..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك