المقالات

إصبع على الجرح..من يحل رباط المربوطين ؟!

1911 2021-05-01

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

لم نعد نأمل خيرا او نتأمل في الكتل السياسية العراقية شيئا ما يدل على توبة  وصحوة وصلاح وإعتراف بالخطأ والخطيئة والذنب والجريمة التي ارتكبوها ولا زالوا بحق الشعب العراقي ومقدّراته وأمواله ومستقبل أبنائه .

لم نعد نرجو او نترجي أو نرتجي منهم خيرا ولا خير فيهم من كبيرهم الى الصغير فيهم بمختلف المسميات والهويات والألقاب والمذاهب .

 لكننا سمعنا مذ كنا صغارا بيت شعر عربي بليغ ومؤثر للشاعر الخالد ابو القاسم الشابي يقول ( إذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ... ولابد للليل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ) .

اليس نحن ذلك الشعب الذي كان ولا زال متشبثا بالحياة بعزة وكرامة مدافعا عنها بفخر وكبرياء منذ ثورة العشرين قبل مائة عام ومن ثم في مواجهة الطاغوت هدام في الإنتفاضة الشعبانية وفي المقاومة البطولية لتواجد المحتل الأمريكي .

 السنا نحن الشعب الذي لبّى نداء فتوى المرجعية العليا فكان حشدا مقدسا سطرّ ملاحم الإعجاز ودحر مع القوات المسلحة عصابات داعش ومن ورائها .

فماذا جرى ويادهر ويحك مابدا مما عدا .

أما يكفينا عبادة الأصنام ومطاوعة الطغاة والفاسدين . أما يكفينا رقصا وتصفيقا وتمجيدا لمافيات الحرمنة والعملاء والمأجورين .

 اي عبودية هذي التي تؤطر عقولنا وأي سطوة هذي التي  قيّدت حياتنا .

 اي ذل وخنوع نرتضية ونحن الذين نصرخ في كل عاشوراء الحسين (ع) هيهات منّا الذلة .

 أين نحن من الحسين عليه السلام .

لست ادري ان كان ما استشهد به من حكاية متوافقا مع البعض منّا وكم هم اولئك البعض ومتى يقتنعوا إن من عقد الرباط في اعناقهم هو أولى بالرباط منهم . وحكايتي تقول إن فلاحا ذهب لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت .

 فأجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً ولكن أعطاه نصيحة وقال له يمكنك أن تقوم بنفس حركات ربط الحبل حول عنق الحمار وتظاهر بأنك تربطه بالفعل وما عليك إلا ان تطمأن فإنه سوف لن يبرح مكانه .

عمل الفلّاح بنصيحة الجار رغم عدم اقتناعه بها وقام بمشهد تمثيلي امام الحمار على انه يربط الحبل حول عنقه  وفي صباح اليوم الثاني  وجد الفلاح حماره في مكانه تماماً.  .

 ربَّت الفلاح على حماره وأراد أن يأخذه للذهاب به للحقل  ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه ! حاول الرجل بكل قوته أن يحرك الحمار ولكن دون جدوى فقد ثبت ابو صابر في مكانه صافنا صفنته الأزلية حتى أصاب الفلّاح اليأس من تحرك الحمار.

فعاد لجاره الذي نصحه ليخبره ويطلب منه الحل .

فسأله هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه ؟

فرد عليه الفلاح بـإستغراب , ولكن ليس هناك رباط. أجابه جاره : هذا بالنسبة إليك أما بالنسبة إلى الحمار فالحبل موجود.

 عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل فتحرك الحمار مع الفلاح بأريحية وصفنة وهدوء دون أدنى مقاومة !

 أخيرا وليس آخرا اقول إن البعض صاروا أسرى لقناعات وهمية تقيدّهم وضلالات تستعبدهم لأصنامهم وما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول (عقولهم) ويمنعهم من الإنعتاق والتحرر وكسر القيود .

 نعم فإننا كما قال الشاعر ..

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا .. وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ .. وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ ..  وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك