المقالات

العراق بين حجي جريو وحجية جريوة


( بقلم : ادهم النعماني )

لا اعرف ماذا دهى هذا الوطن . يترنح مرة يمين ومرة شمال  لا نعرف لماذا فقد بوصلته الى هذه الدرجة الحرجة . كلما عززنا الآمال بخروجه من عبائة الذل والهوان تفاجئنا بسقوطه تحت عبائة اشد ذلا واشد هوانا واشد رزية .

يبدو انها الحقيقة العلمية الاجتماعية التي تقول  ان العراق يقع تحت تأثير ثقافة البداوة بين الفينة والاخرى لأسباب متعددة ومتنوعة . ان محورية العراق الجغرافية وثراء ارضه وشعبه تجعله تحت التأثير المباشر للسياسة الدولية والاقليمية بحيث يصبح الوضع  الاجتماعي فيه كلما سعى الى ان يقفز خطوة ضرورية ومهمة الى الأمام تأتيه خطوات تعيده القهقري الى عدة خطوات تأكل الأخضر واليابس في بنيانه الاجتماعي وفي بنيانه العمراني . ان تكدس وترسخ وتجذر البداوة في عقل المجتمع العراقي افرز لنا ظواهر سلوكية وتصرفات وافعال وانتماءات فيها الكثير من الغرابة وفيها الكثير من العجب الذي يصل الى حد الظرف والمزح .

فمن هذه الظواهر الغريبة في مجتمعنا التي برزت وعرفناها وشاهدناها بعد التغيير هو ظاهرة الانتهازية العائلية بعد ان كان معروفا بانها ظاهرة فردية لا يمكن تعميمها عائليا . فالمشهد الأنتمائي السياسي الحالي مقارنة مع المشهد الأنتمائي السياسي قبل التغيير يعطينا انطباع ليس فيه ادنى شك بأن هذه الظاهرة اصبحت جزء من الريبورتاج العراقي .

 فالكثير من الاسماء البراقة والتي تتمتع بموقع سياسي عالي في التشكيلة السياسية الحالية والتي تتخذ منحى اكثر تطرفا واكثر شططا في الوطنية والدين واكثرها زعيقا في معادات ومعاكسة ما يسمى بالاحتلال تنتمي الى عائلات كان الكثير منها مصطفا ان لم نقل جزء من الكيان السياسي والاقتصادي والمالي والتجاري مع النظام الصدامي الرجعي والفاشي والاستبدادي . واكثر التيارات السياسية الحالية الذي تتبادل فيه العائلات الانتهازية المواقع هو ما يسمى بالتيار الصدري .

فلو اخذنا عضوة مجلس النواب عن التيار الصدري المدعوة ايمان جلال محمد من اهالي النعمانية  لرأيناها واحدة من اجزاء الصورة المشوهة التي تحدثنا عنها سابقا . فأبوها وكما الجميع يعرف كان ممن اصطف مع النظام الفاشي السابق وكان شريك اعمال تجارية مع مرافق صدام اللعين المدعوا ارشد ياسين فماذا حدا مما بدى لكي نرى واحدة من هذه العائلة تنتمي لحركة سياسية دينية تكثر من الزعيق وتثرثر كثيرا وبصوت عالي عن الاحتلال وضرورة مكافحته .

ان من يعيش في احضان بيئة عائلية تتمتع بنسبة عالية من النفعية لا  تملك المؤهلات المطلوبة والأساسية للوطنية الحقة ولكنها وكما قلنا الانتهازية العائلية التي اصبحت ظاهرة  يجب الحذر منها ومكافحتها بكل السبل والطرائق فهي حشرة ارضه ضاره بالمصالح الوطنية .

 من هنا ادعوا المختصين بشأن العلوم الاجتماعية لوضع هذه الظاهرة تحت طاولة التشريح العلمي وابراز ابعادها المؤذية ونتائجها المرضية . ابعدنا الله ووطننا شر هؤلاء الاشرار .

ادهم النعماني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد السعدي
2008-04-11
انا ا يضا اقول كلا كلا للصومال فوالله هذا اجمل تعبير سمعته في حياتي وعاشت ايدك اخي السداوي , فليسمع اعضاء البرلمان بهذه الحقائق التي نخرت جسد العراق ولا احد يدفع هذا الثمن الباهض الا المستضعفين فهنيئا لكل اعداء البرلمان ومجلس النواب على هذه الانجازات الرائعة, ومرة اخرى نقول كلا كلا للصومال...
ابو علي
2008-04-11
اقول لحكومتنا التي انتضرناها طويلا وفرحنا بها ان تضع حلا لسيطرة ازلام البعث الفاشستي واصبحت الدوائر مملوكه لهم عائليا كما في تربية محافظة بابل وسيطرة اولاد عم قائد العوادي اللذين كانوا بالامس القريب بملابسهم الزيتوني واسلحتهم الموجهه علينا والان هم الاسياد واحنا العبيد لهم يالسخرية القدر
لسداوي
2008-04-06
اقول النائبه ماجده دشرعن التيارالصدري زوجها عضوشعبه وكان مديربريدالمسيب قبل9-4 وهوالان يسكن المنطقه الخضراء-----وللعلم ابنها العام الملضي كان يدرس في الكليات الاهليه في بغداد والان يدرس في دوله الاحتلال ان صح التعبيروفي كليه الهندسه وعلى نفقة الحكومه العراقيه وكلاكلا للصومال---وللتاكيدزوجها جبوري مقدم عسكري واسطته عبدالستارالمعيني وزيرالاتصالات في زمن المقبورابن صبحه وخلي يسمع ن-ض فلاح شنشل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك