المقالات

قبل النهاية..

1093 2021-04-11

 

ضحى الخالدي ||

 

    حين دخلَتِ المقاومةُ مجلسَ النواب، كتبتُ على حسابي في الفيسبوك: (قلمي سيكون أقسى عليكم من غيركم، لأنكم تنتمون إلى الجهة التي تشرِّف مجلس النواب نواباً وزعامات، لأنكم تنتمون إلى التضحيات، وتمثلون دماء الشهداء، تمثلون خط المراجع والولاية، تمثلون الفتوى والحشد المقدس).

    نعم أرفض التقصير المتعمد، وأنقد النقد البنّاء لا الهدّام، لأن (غلطة الشاطر بألف)، لكن لا أُشهّر، ولا أُسقّط؛ لأن المشروع مشروعنا جميعاً، وإذا كانت الأدوات والأساليب غير ملائمة تُستبدَل، لكن لا نتنازل عن المشروع، ونقدم رقابنا لعدونا على طبق من ذهب!.

    أنتقد الفعل والتصرف، لا أسقّط الناس، وأسلبهم الشرعية، وتبدّى هذا جليّاً حين كتبها كثيرون صراحةً منذ بداية السّجال (آن الأوان لاختيار بديل)، نعم من حق كل إنسان أن يبحث عن خياره المناسب وبديله المختار، لكن لا تتربص بأخيك؛ لتريق ماء وجهه، وتكسره، وتحوّل ما استطاع اكتسابه لك ولنفسه إلى خسران، وتجعل مدافعته الضرر والضرار عنك وعن نفسه تبدو انتهازية ووصولية.

    نعم، لا أزكّيهم، وفيهم ما فيهم، وكل واحد (طينته بخده)، وكثير من المتصدّين الشيعة -ليس النوّاب فقط-يعيش في برج عاجيّ، ويعيش حلماً من نسج خياله الخصب، ونستحق منهم أداءً أفضل بكثير، نحتاج منهم ومنكم الواقعية، لكن ليس بالصورة التي حصلت، وأحدثت هذا الشرخ!.

    تألمتُ للدم الواحد المراق؛ حين تحول مرَقاً دفعةً واحدة، وأريق في باب الدار أمام المارة، يتصفحه القريب والغريب، والدنيّ والشريف، والرفيع والوضيع، فيسخرون منا.... منا جميعاً، نحن الواحد المنقسم على نفسه، المأزوم في ذاته!.

    حين التمستُ للفتح العذر بتمرير الموازنة، وتحدثت عن المكتسبات، لم ولن أكون مستفيدة لا من الفتح ولا من غيره، ويعلم الله ما لا يعلم سواه، وكم من مناصب خرافية للبعض، ولا يكاد يحلم بها رفضتها، و(المطرت والصحت شمحصّل العاگول)؟

    نحن في زمن احترام وتقدير اللسان المنشاريّ الذي يأكلنا في الطالعة والنازلة، والقلم الذي يُغرَز كالمسمار في أضلاعنا، ما دام له ثمن، ما علينا...

    آلمني شتات الشيعة، واستعجالهم، وعدم رويّتهم، وأن تأخذهم العزَّة بالإثم لمجرد التبرير!.

    كنت أرجو أن يكون هناك بديل موضوعي مقترح لوضعنا، لكن لا يوجد.

    كنت أرجو أن نجتمع على حقنا، كما اجتمعوا على باطلهم.

    جلدنا ذواتنا فوق المعقول، وتركنا الكتل السياسية المتورطة حد الغثيان في مجزرتنا الاقتصادية والمالية، ونسينا عدونا المحتلّ، وذاك الرابض على الحدود في ثوب الشقيق!، وذلك البعيد الذي يتحلّب فاهُ من دماء أبناء وبنات بابل العصيّة، وحيدرة العظيم، ذاك الذي يطلبنا ثأرَ أنْ سلَّطَنا الله على مُلكه في الدهور الغابرة، وسيسلطنا من جديد (بنَصِّ القرآن الكريم)، فإذا هو لا يهدأ له بال إلا إذا اكتسح أرضنا، وسلبنا قوتنا ومياهنا وكرامتنا، وذبح رجالنا، وأذلّ نساءنا، ورضخ بالصخر رؤوس أطفالنا، وفوق كل هذا وذاك، وأهم من كل هذا وذاك، أن يسلخنا عن ديننا!.

    مع ملاحظة أنَّ أخطر ما في الموازنة هو ليس وضعها على أساس سعر صرف الدولار المرتفع، فهذا بالدرجة الثانية، بل أخطر ما في الموازنة هو بيع أصول الدولة وممتلكاتها!!

    كثير من الإخوة الكبار يخطئون ويحرجون أنفسهم وإيانا معهم، بل حتى يحرجون الجمهورية والمحور بتسرعهم، لكن مع ذلك هل نلومهم في العلن؟ هل نسقط هيبتهم وهم أنفسنا؟ (لا أقصد السنّة).

    بالتأكيد لا، ونكتفي بالسكوت وابتلاع الموسى، أو بالنصح المختصر الخفي.

    لا شيء حولي يبشّر بِقُرّة عين، الانقسام والفرقة والأنا في كل الصفوف، لا أستثني منها أحداً، تغلفها المجاملات فقط، ويفضحها تقاسم المغانم والمقاعد، هل تسمعني أيها الفتح؟ إِنْ لم تسمعني فاسمعني جيداً وأعِدِ القراءة.

    الناس جزعت، والمكوِّن والمذهب على المحك يا حراس العقيدة والوطن، والكلام موجه لكل الشيعة في المعسكر بالعدوة الدنيا بما فيهم المرابون بالعقيدة والوطن من ذوي الياقات البِيض، لا شأن لي بمن هم في العدوة القصوى، ويدّعون أنهم شيعة.  

    خرج من الشيعة من خرج، وإنْ تزيَّ بزيّهم، وهذا شأن الغربلة، علينا بمن بقي، فلا تنازعوا وتفشلوا فتذهب ريحكم، نحن جميعاً على المحك، وخطواتنا اليوم ترسم شكل ألف عام مقبل، لكن خطواتنا مرتبطة بتفكيرنا!!

أنا لا أكتب، أو أتكلم، ليقال لي: (عفيه).

    ليسبّ من يسبّ، وليشتم من يشتم، وليقاطع من يقاطع وليُهِنْ مَنْ يُهِنْ (براحته).

    النبي (ص) قيل عنه ساحر، مجنون، كاهن، كذاب، وأمير المؤمنين (ع) شُتِمَ، والله عزّ وجل نفسه تُسَبّ ذاتُهُ العليّة وتُتّهَم منذ بدء الخليقة، وحتى اليوم، ولي بهؤلاء أسوةٌ حسنة.

    هذا ليس تسويغًا؛ لأنني غير مطالبة بتسويغ لأي أحد،

لكنها شَقْشِقَةٌ هَدَرَت، وما قرّت، إلا أداء أمانة الله ورسوله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك