المقالات

ألانتخابات أحادية القرار أم حرية في ألأختيار؟!


 

✒️ عمر ناصر * ||

 

منذ كتابة ألدستور وجميع ألقوى السياسية تفسر الكثير من المفاهيم والفقرات الدستورية حسب أهواءها وتطلعاتها الشخصية بما يخدم أهدافها طبعاً، حيث ان كتابته جاءت في مرحلة أشبه ماتكون بالمخاض في وقت كان ألارهاب القاعدي يضرب عمق النسيج المجتمعي في العراق وكادت المهمة تكون مستحيلة بأن يكون للبلاد دستور جديد وفق ألمبادئ الديموقراطية والعدالة الانتقالية استنادا الى التحولات السياسية الجديدة التي حدثت بعد التغيير.

 نمر أليوم في فترة تعد من أصعب الفترات التي قد تنزلق فيها البلاد لأوضاع لا يُحمد عقباها تزامناً مع تردي ألاوضاع السياسية والتوترات والتصعيد التي تشهدها منطقة الشرق ألاوسط في وقت بدأت فيه بعض ألقوى السياسيه تغيير ايدلوجياتها الفكرية وأذابة نفسها مع التيارات المدنية لغرض أعادة جزءاً قليل من ماء وجهها التي فقدته بعد تدني نسبة المشاركة في ألانتخابات الاخيرة وبعد ان تخلت قواعدها الجماهيرية عنها كونها لم توفق في احداث تغيير ولم تكن جادة في التصدي للفساد الذي تغلغل في اغلب مرافق الدولة .

بعد أن أخفقت الطبقة السياسيه في تقديم الخدمات نرى بأن ألرؤيا المستقبلية باتت واضحة وغير ضبابية كما يعتقد البعض عكس الذي كانت عليه في السابق اذا ما امعنا النظر لشريحة الشباب التي باتت تعي مواطن الخلل وفي أي ركن تقع سلبيات الاداء الرقابي والحكومي في محاولة فهم وتصحيح المشهد السياسي الحالي ، ومحاولة دعمه والعمل على ديمومته يكمن في تغيير ألتوجهات الفكرية ودعم من يمثلها تحت قبة البرلمان بعد ألاخطاء ألكارثية التي كانت هي نتيجة ألاجتهاد الغير موفق في أدارة الدولة ، بالاضافة الى ذلك لم تقدم ألاحزاب السياسية رؤية واقعية جديدة وواضحة وفاعلة في معالجة أخطاء الماضي الجسيمة التي منيت بها وفي ادائها السابق .

وعليه فأن ألاداء المتردي في الخدمات الصحية والكهرباء والمياه ومعالجة النفايات جعل ألكثير من الناس يفكر بأن موضوع ألانتخابات هك عبارة عن لعبة سياسية لغرض أستمرار الفساد من خلال أضفاء طابع الديموقراطية عليها والتي هي محسومة سلفاً كما يرى البعض، ويرى المراقبون أن نسبة العزوف او المقاطعة عن المشاركة في ألانتخابات الاخيرة كانت محبطة ومخيبة للامال والتي اعطت بذلك الضوء ألاخضر لبقية الأحزاب بتثقيف جماهيرها لغرض تشجيع أنتخابهم مره ثانية وبالتالي لم يحصل تغيير حتى وان كان نسبي في دفع العملية السياسية الى ألامام. 

قد يقول ألكثير من الناس أن لاجدوى من ألانتخابات بسبب نفس ألشخصيات ستبقى جاثمة على صدورنا شأنا ام ابينا ولكن المعادله تقول عكس ذلك تماماً فألتشققات وألتصدعات التي حصلت مؤخراً بين ألاحزاب الطائفيه السنية والشيعية ماهي ألا نتاج ألمحاصصة التي كرسها الدستور التي هي في طريقها الى الانهيار التام ، واعتقد هي بارقة أمل للخروج من كل المشاريع التقسيمية التي تمزق الوحدة الوطنية ، واقول اذا ما اردت الدفع حقاً بعجلة ألتغيير فعليك بحرية القرار في ألأختيار وألتعبير ...

انتهى ...

خارج النص / ألانتخابات في بعض دول العالم تعتبر مقدسة لما لها من تأثير في قلب الطاولة هناك.

 

عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك