( بقلم : محمود الربيعي )
الحالة الفرعونية لدى التنظيمات المتطرفة
الروح العدائية للمذاهب والأديان
لاشك أن أبجدية الحياة أن خلق الله سبحانه وتعالى الموت والحياة وخلق الإنسان والجان والملائكة والحيوان والنبات وخلق اكبر من ذلك ومادون ذلك. وكذلك ضرب الله الحق والباطل وخلق العقل وجعله أداة للاختيار وبه يثيب وبه يعاقب. وكان ادم أبو الأنبياء يرشد أبناءه كما ترشدهم أمنا حواء وظهر الحسد على احد أبناء ادم لأخيه كما ظهر من قبل من إبليس لآدم وتناسل البشر وعظم وجودهم واحتاجوا إلى من يرشدهم ويهديهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وبسبب الأطماع والحسد ظهرت العداوة بين بني ادم وفي كل حقبة من الزمن يظهر نبي جديد لعصر جديد يهديهم إلى سواء السبي وفي كل مرة ينقسم الناس الى مكذبين ومصدقين، وتظهر الانقسامات بين البشر ويحسد بعضهم بعضا ويظهر الكره بينهم وبين منكر للرسالة والنبوة وبين منقسمين من الأتباع هذا يقول كذا وذاك يقول كذا فظهرت الفرق والمذاهب تتصارع فيما بينها وتتناحر وتتقاتل حتى القرون الأخيرة من حياة البشرية فاليهود والنصارى والمسلمون منقسمون على بعضهم يكذب بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا وتتحارب الأمم الأديان والأمم المذاهب والرب واحد والقلم واحد والوحي واحد والمعبود واحد ولكن لمن تنادي؟ وان ناديت فلم يسمع لك احد!
التكفيرالله واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد.. فالله واجب الوجود ونحن الممكن، الله خالق كل شئ ونحن المخلوقون.. والله ليس كمثله شئ ونحن من التراب، والله القاضي والحاكم ولله الأمر من قبل ومن بعد ونحن ليس لنا من الأمر شئ، والأعجب أن يضع الإنسان العبد منزلته من منزلة الله فيحكم في هذا وفي ذلك ويقرر أن هذا في الجنة وذاك في النار فماذا بقي لله ان انت قررت كفر هذا وكفر ذاك! الم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الكافرون في شان مخاطبة الكفار "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ *وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" سورة الكافرون - سورة 109 . . ويخاطب رسوله الكريم " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" سورة البقرة - سورة 2 - آية 272.. وفي اية اخرى "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين" سورة القصص - سورة 28 - آية 56. . فالرسول بلغ رسالته والناس أحرار في دنياهم واختيارهم وإلا لمن الثواب والعقاب في الآخرة إن نحن قتلنا هذا وقتلنا ذاك؟ وماذا بقي لله من حساب للكافر! لقد ترك الله سبحانه وتعالى العباد في الدنيا دون عقاب وهذا بالنسبة للكفار في مسائل العقيدة وليس في مسائل الأحكام الشرعية في الحدود بالنسبة للجرائم التي ترتكب بالنسبة لانتهاكات الحقوق المدنية كالقتل والسرقة وارتكاب أنواع الحرام.ولقد فسح الله سبحانه وتعالى المجال للدفاع عن النفس حال تعرضها للاعتداء من قبل الكفار وذلك بالتصدي ومقاتلة من يقاتلهم وهو حق مشروع.. " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين" سورة البقرة - سورة 2 - آية 194.. " اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير "سورة الحج - سورة 22 - آية 39.هدم المراقد المقدسة
لو راجعنا القران الكريم والسنة النبوية لوجدنا فكرا وعمقا يتفهم الحالات الإنسانية ويستوعب الحالات النفسية بشكل يعبر عن فهم واعي لمعاني التوحيد والمعرفة الدينية الصائبة.فالقران الكريم أورد نصوصا واضحة في إمكانية بناء القبور بل وزيارتها بالنصوص الواضحة التي لاتقبل الشك ولم يرد في نص من نصوص الكتاب الشريف أي نهي عن زيارتها بل بالعكس تشير الآيات الى العبر والدروس واستيعاب حالة الموت والقبر والمقبور.. " افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون " سورة يونس - سورة 10 - آية 42 " وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور" سورة فاطر - سورة 35 - آية 22. . " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ " سورة التكاثر - سورة 102 - آية 1و2.. " فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا " سورة الكهف - سورة 18 - آية 21. وقد اثر عن النبي الاكرم زيارة شهداء احد، كما اثر زيارة الاولياء والصحابة زيارة قبور من كانوا يعيشون معهم، وزيارة المؤمنين لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزيارة الائمة عليهم السلام لقبر الحسين عليه السلام، وقد أصبحت زيارة القبور شائعة للقاصي والداني بين المسلمين لقرون عديدة دون اعتراض من احد.. وكذلك مانرى من زيارة القبور بالنسبة للامم الأخرى من زيارة قبور موتاهم على ماتعارفوا عليه عموما من دون شرك وماشابه ذلك.. عن ابن كثير: في البدايه ج4ص51 عن جابر بن عبد الله . قال: سمعت رسول الله(ص) اذا ذكر اصحاب احد (اوما الله لوددت اني غدوت مع اصحاب حضن الجبل ) يعني سفح الجبل رواه احمد والبيهقي . وحين انصرف رسول الله (ص) من احد ومر على مصعب بن عمير وهو مقتول . فوقف عليه فدعا له ثم قراء ( من المؤمنين رجالا صدقوا .....) الايه الاحزاب :23 وقال: اشهد ان هولاء شهداء عند الله يوم القيامه. فاءتوهم وزوروهم والذي نفسي بيده لايسلم عليهم احد الى يوم القيامه الا ردوا عليه السلام . عن ابي هريره قال : كان رسول الله (ص) ياءتي قبور شهداء احد زائرا فاذا اتى فرضة الشعب-ومرة يقول نقرة الشعب - وفي روايه البيهقي عن الواقدي : فوة الشعب رفع صوته: اي دخل في اوله . قال (ص):( السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار). ص50.
وقد روي عن الصادق عليه السلام بما مضمونه ان الموتى يعلمون بمن يزورهم ويسمعون وان هناك حياة برزخية. وانه يسمع ويفرح ، وان الميت تصله الصلاة والصيام والدعاء والحج والزكاة واعمال البر.المشلكة في الانسان نفسه هو يجهل قدرة الله سبحانه وتعالى فنظر الانسان قصير يتوهم بان الانسان الميت ليس له فائدة، فلا يعجز الله ان يجعل للانسان الميت سمعا او بصرا والا لماذا كانت الحياة البرزحية " ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ". سورة المؤمنون - سورة 23 - آية 100 .. على الاقل ان هناك فئات من الاموات تبقى حية وترزق وهم طبقة الشهداء بنص القران الكريم " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169. وليست هناك مانع من عودة الاموات الى الحياة فقد حدثنا الكتاب عن كثير من حالات العودة الى الحياة وعودة الفائدة ايضا من قصة اصحاب الكهف " وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ" سورة 18 الكهف الاية 19. ، وعزرا وعزير " او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء قدير " سورة البقرة - سورة 2 - آية 259. ، وكذلك ماكان من قصة النبي ابراهيم عليه السلام " واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم " سورة البقرة - سورة 2 - آية 260.. ، او االاحياء لميت كما جاء في سورة البقرة " فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون " سورة البقرة - سورة 2 - آية 73.. وكما حدثتنا السنة النبوية المطهرة عن عودة الخضر عليه السلام بعد ان يقتله الدجال . ( راجع موسوعة الغيبة للشهيد الثاني السيد محمد صادق الصدر).فالله سبحانه وتعالى يمكن ان يزود الموتى في قبورهم بالإمكانيات والوسائل بحيث تتصل حياتهم بحياة من بقي على قيد الحياة وبالحياة الأخرى ، وما تشير السنة النبوية يعيشون حياة البرزخ إما ينعمون أو يعذبون ولله في خلقه شؤون.
المصادر
القران الكريم
موقع السراج في الطريق إلى الله للشيخ حبيب ألكاظمي لتدقيق الآيات القرآنية الكريمة.
https://telegram.me/buratha
