المقالات

الفتح بين نارين كلاهما محرق ...

979 2021-04-04

 

محمد العيسى ||

 

عندما قرر تحالف الفتح دخول البرلمان للتصويت على الموازنة لم يكن ليضع في حساباته ردود فعل الناس وقواعده الجماهيرية على الاقل، اذ انه كان يتصور ان القضية ربما ستمر مرور الكرام إذا مضى في التصويت على الموازنة التي تعني انه قد تخلى عن مواقفه السابقة بعدم التصويت عليها مع بقاء سعر صرف الدولار على حاله.

 ويقينا فان الضجة ضد الفتح هذه الايام هي ضجة مفتعلة وتقف وراءها اصابع خفية وغير خفية لايقاع الفتح في شرك تصريحاته النارية السابقة، ولكن الامر لايخلو من تعقيدات اخرى ومسارات جديدة ربما سيصعب الامر على الفتح انتخابيا، اذ ان الامر بات اكثر تعقيدا من سابقه، فالقواعد الجماهيرية الفقيرة للفتح باتت تشعر ان تحالفهم قد خذلهم في لحظة مفصلية. الامر الاكثر خطورة هنا ان قرار رفع سعر الدولار العراقي هو قرار حكومي ويتعلق بالبنك المركزي تحديدا ولايمكن تعديل هذا القرار من قبل البرلمان، فلماذا اصر الفتح على تعطيل التصويت على الموازنة دون مبررات منطقية وعلى حد قول الكثير من الناس (لقد صدعتم رؤوسنا بتصريحاتكم النارية دون جدوى اذا كنتم تريدون القبول بالامر لاحقا)، يبدو ان القضية اصبحت اكثر تعقيدا وخسارة الفتح انتخابيا اصبحت ظاهرة للعيان. الفتح كان اخر الملتحقين بموكب المؤيدين للابقاء على سعر صرف الدولار ولكنه كان اكثر الخاسرين شعبيا وانتخابيا، فسائرون وتيار الحكمة وغيرهم كانوا منذ البداية يتبنون هذا الموقف لكنهم لم يتعرضوا الى هذه الهجمة الاعلامية والفتور الشعبي مثلما يتعرض له الفتح، كما ان البرلمان قد صوت باغلبتيه الساحقة على الموازنة وموادها الجدلية مثل التصويت على اعتبار ما يسمى بالمغيبين شهداء ، نعم كسرت الجرة براس الفتح وكانه يمثل البرلمان برمته. لقد همس باذني احد اصدقائي وقال ربما صوت الفتح على الموازنة حتى يستطيع  تمرير

فقرة اعادة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي الى الخدمة ويستفيد من ذلك سياسيا وانتخابيا، اقول ان هذا الامر محفوف بالمخاطر اذ انه كيف يضمن اصوات هؤلاء ولقد هربوا من ساحة المعركة في وقت كان العراق برمته بحاجة إليهم. الفتح يحتاج الى اعادة رسم سياساته من جديد وضبط ايقاعات مواقفه المتناقضة والمستعجلة احيانا .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك