المقالات

كان حلما..وأصبح وهما

1285 2021-03-21

 

 خالد القيسي ||

 

          من الصعب على من تاه أمله

         ان يكشف ضعفه لما أكثر ما يؤلمه

               حتى غشاوة من الظلام نزلت على عينه

في غرفة المكتبة تسهر الى وقت متأخر لتنضد مقال لا يتعامل معه الآخرون كما ينبغي ، تشعر بالصدمة وترى نفسك لا تعرف لما تقول وما تقول لمشهد قد تراه غريب لاوراقك المبعثرة وغزارة عرقك ، قد تنسى لفترة تحاول التخلص من علاقة ما ترسم من صور عالقة في الذهن لا تلبي ما يدور في نفسك ، ولا تستجيب لمشاكل مجتمع غارق في السلبية ، فترمي همومك الى منفضة السكائر المليئة بالاعقاب والرماد ، وتتسعت الهوة بينك وبين هذه العلاقة بكل خطاياها وتحجب بستارة سوداء لا تجذبها رائحة الأرض الطيبة.

تتخدر يداك وتتراخى عن مسك القلم حين  تبدء تنخر في افكارنا الكثير من الاوهام ونخاف من شيء مجهول من وضع بلاد مرتبك ، وكثرة مشاكله تجبرك للخروج والسفر الى اي من بلاد الله الواسعة تستوعبك في وضع جديد ربما لا يمكن إصلاحه بسهولة.

من الؤلم ان تبيع دارك ومكتبتك لجمع مال يساعدك في رحلة مجهولة تسبقها رحلة مكوكية على السفارات لفيزة الهجرة ، وتسأل نفسك عندما تطأ قدماك ارض غير ، هل انت لاجيء سياسي ام فار من العيش في متاهات بلادك ؟

اذا لم تكن مرتاح في بلادك ، فكيف في بلاد لاتعرف منها سِوى الهدوء والنظافة ، لا تعرف اللغة ولا العادات ولا التقاليد ، ولا ترى السعادة حتى في هذا الافق االمتاح مغطى بضباب يلف حركته ! ولذا طار الكثير من عصافير بلادي الحالمة الى بعيد وفزعت عائدة بما وجدت من مجتمع ذات شعور قاسي لتعود ادراجها الخائبة الى الداخل .

بعد ان تعقد طموحها واحست بالانكسار لتبقى طول عمرها تعانق الالم والضيق ، كان حلما .. واصبح وهما .. وليس امامها سوى الغوص في جحيم الوطن في صراع الخير والشر في عودة الى الفشل والايام العصيبة في ضربات قوية على الرأس ، أو عزلة اجتماعية بعيدة عن  تناقضات الحياة التي توقعها في دوامة المشاكل.

يدرك الجميع ليس في العراق وحده لا تجري الامور حسب القانون ، وانما بلدان العرب عموما لم يفهم البعض ما الذي يجري ، نغضب وننفعل ونحس بخيبة كبيرة في تفعلنا مع الشخصيات والاحداث ولا نلوم الا انفسنا في عدم ازاحة الاحمال الثقيلة عن كاهلنا ، وهذا هو سر آهاتنا وسر أحزاننا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك