المقالات

آداب الحديث والتكنولوجيا /1

1205 2021-03-16

 

د.أمل الأسدي ||

 

جُبل الإنسان علی التواصل مع الآخر،والتحدث إليه، والتعرف عليه، فقد قال تعالی :((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) سورة الحجرات، الآية ١٣، فلابد من التواصل بين بني البشر، وعلی هذا كانت اللغة وسيلة ً للتواصل ولاسيما وهي ثابتة نسبيا لدی الجميع، وقد فرّق( دي سوسير) بينها وبين الكلام، إذ جعلها ثابتة، وجعل منطقة الكلام متحركة، مختلفة من شخص الی آخر، بالشكل الذي يجعل لكل فرد منا أسلوبا خاصا به، ومعجما خاصا به، وطرائق تعبيرية خاصة به.

لقد كان التواصل قبل انفتاح الناس علی التكنولوجيا فعلا حيا عميقا، يستغرق مدةً زمنية نابضة، سواء  كنا نقصد التواصل عبر اللغة المنطوقة أم اللغة المكتوبة، ففي كلا الأمرين هناك عمق ودقة، وهناك آداب وسمات للفعل التواصلي، أما الآن ولاسيما في ظل جائحة كورونا  شهدنا تحولا جذريا في عملية التواصل، فكلّ كلامنا وتعاطينا  مع الأحداث ألكترونيا، نعبر عن أحزاننا وأفراحنا وغضبنا وامتعاضنا ألكترونيا!!

وهذا أدی الی ظهور سلبيات كثيرة متعلقة بأسلوب الفرد، وسلوكه التواصلي إذا ما قارناه بأيام ما قبل التكنولوجيا!!

لقد تعودنا علی الحوار عبر الواتس اب أو الفايبر أو الماسنجر أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، تعودنا حتی أصبح ذلك طبعا ملازما للأغلب، فقد يستغني عن إجراء الاتصال ويلجأ الی الكتابة السريعة أو إرسال بصمة صوتية، وقد  يترك زيارة الأهل والأقارب ويلجأ الی  الاتصال عبر وسيلة من هذه الوسائل!! هكذا تحولت اللقاءات وتحول الفعل التواصلي الی السطحية الجامدة، لقاءات تخلو من آثار التفاعل وتخلو من تقسيمات الوجه وتعبيراته عن الاشتياق أو المحبة أو الإعجاب أو الدهشة، هكذا أصبح كلامنا ميتا- إن صح التعبير- وهنا أود التوقف عند آداب الحديث التي يجب أن نتحلی بها حين نتحاور وحين نتواصل مع الآخرين، ومن ذلك:

🔴  إلقاء السلام: إن إلقاء التحية والسلام أمر مهم ذوقيا وتواصليا، فلابد أن تلقي السلام قبل أن تشرع ببث رسالتك إلی الآخر، ولابد للآخر أن يجيبك ويرد التحية بمثلها أو أحسن منها،إلا أن وسائل التواصل جعلت الناس لاتهتم إلی هذا الأمر رغم أهميته ورغم  آثاره الإيجابية في إشاعة روح المحبة والألفة بين الناس، فما أكثر  الرسائل التي تصلنا يوميا علی الواتس اب من غير تحية!!! وقد يكون المرسِل رجل دين، أو أكاديميا أو إعلاميا!!  وهذه عادة سيئة يجب التخلص منها، ومعالجتها، والإلتفات إليها!! ولعلني أذكر لكم  شيئا متعلقا بذلك فقبل شهر تقريبا، وجدت أحد الأصدقاء الإعلاميين يترك لي رسالة يستفهم فيها عن أمر ما، رسالة من غير تحية، فبادرت أنا بالتحية، تحية الإسلام، فوجدته يواصل حديثه من دون رد التحية، ثم ذكرته  بوجوب رد التحية" فإذا لم تبدأ بالسلام، فعليك رد التحية ، وهذا أمر واجب"  فوجدته يواصل حديثه  محاولا التغاضي!! وهنا شعرت بالندم ، فالأولی لي أن أتبع قول  الرسول الأعظم (صلی الله عليه وآله)  وهو :

((من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه))

وكذلك قول الإمام الحسين (عليه السلام) :((لا تأذنوا لأحد حتى يسلم)) وبالفعل يا أحبة، يجب علينا التنبيه ويجب علينا محاربة هذه الظواهر التي من شأنها أن تحجم التسامح والمحبة، فقد قال رسولنا  الأعظم :((إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام )).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك