المقالات

قائمة باسماء القتلة في العراق


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

كل الدلائل تشير الى أن المشاكل المستشرية في العراق لم تعد مقتصرة على الاحتلال وحسب، بل امتدت الى اكثر من ذلك من التصفيات الجسدية الدموية للابرياء، والتصادم الحاصل بشأن التمايز الوطني افرز حالة اصبحت واضحة، ولكي لا يسقط المراقب في فخ تسطيح المشهد العراقي لابد من تحديد مسارات العنف وتداعيات امتداداته على الساحة العراقية، وما يعكسه على الملفات التي ترتبط بالامن والخدمات، والفشل في هذا الاطار فشل عام لا تستثنى منه اية قومية او طائفة او حزب او تيار، إنه فشل لمنظومات التعايش والمواطنة والمصير، وبالتالي هو فشل للانسان والمجتمع والدولة وعلى الصعد كافة، وعليه نؤكد ان مسؤولية حل الخلافات والصراعات بما يضمن الالتزام بالانظمة العامة والمصالح العليا هي مسؤولية عامة تعود بالنفع والعطاء لمواطنينا، فإن اكثر المجتمعات وحدة وسيادة وتماسكا ورقياً تلك التي استطاعت فك شفرات نزاعاتها وصراعاتها الذاتية وفق محددات البنى والتضمينات والطروحات الجذرية الضامنة للحياة العادلة والمتكافئة والمتحضرة.

إن هذا الكم من التجاذب السياسي والمفاهيمي القائم على الساحة العراقية يوحي بالرفض الكلي غير المبرر لكل مفاهيم الوطنية فلابد من تصويب وترشيد الاداء الحكومي والجماهيري في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مفاصل الحكومة والبرلمان وضعف الخدمات يعد نتاجا طبيعيا لما ذكر، فقد بات لزاماً اقرار القوانين المعطلة وتقع على عاتق القوى الوطنية الالتئام ومسك زمام المبادرة لتوسيع رقعة المشاركة السياسية لغلق المنافذ امام المعارضة المسلحة التي بدأت تنهار امام تنامي جهوزية المؤسسة الامنية والعسكرية وقدراتها العالية ليعطي مداليل واضحة بأن لا أحد فوق القانون، إذ ان المعارك الضارية التي تعرضت لها المدن العراقية واحكام السيطرة على الانفلات الامني بشكل سريع حسم قناعات فرض سلطة النظام وبشكل متوازن لكل المناطق المضطربة، فضلا عن أعطائه رؤية منسجمة مع جهوزيتها واستخدامها العصا الغليظة ضد كل الخارجين عن القانون، فلا تراجع عن الديمقراطية التي آمنا بها وحققنا كل الانجازات الدستورية على اساسها، والتحرك لهذا الاطار وضمن المعايير والمقاسات الوطنية وليس تحركاً تآمرياً او الالتفات على القوانين اذ أن قوانا الوطنية والسياسية لازالت تدعو وبشكل جاد لتوسيع رقعة المشاركة السياسية والعمل من اجل العراق ومن خلال ذلك اماطة الغطاء عن كل المجاميع التي تقوم بانتهاكات حقوق الانسان، والوقوف صفاً واحدا للدفاع عن العراق لان ذلك سيمكن الحكومة لتضع حدا للخروقات كافة، فالمصلحة الوطنية تتطلب ذلك، وسياسية المحاور والاتكاء لا تصب في بناء العراق الجديد، اما البحث في تعزيز الاستقرار والامن هو ضرورة وطنية ومرحلية للبدء في التنمية الشاملة للمناطق المحرومة التي عانت الحرمان والظلم طيلة العقود المبادة الماضية وطي صفحاتها المؤلمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
skphad
2008-04-01
السيد عبد الرزاق السلطاني:شكرا لك على هذا التحليل والرؤية الواضحة لما يجري في الوطن العزيز.. ولكن حبذا لو انتهيت الى ما وضعته عنوانا لمقالتك الرائعة..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك