المقالات

المرجعية الدينية تنقذ العراق من مهزلة استقبال البابا ..!

2259 2021-03-07

 

خضير العواد ||

 

لا توجد عبارة تعبر عن كارثة استقبال البابا إلا كلمة مهزلة لما تحمل هذه الكلمة من معنى ، فالذي قامت به حكومة الكاظمي مهزلة بحق  وأعطت صورة هزيلة  ووضيعة شوهت سمعت العراق وما يملك هذا الوطن من إرث حضاري وتاريخي و ديني وعلمي على مر العصور منذ بدء الخليقة الى هذه الأيام ، فمنه انطلقت أول حضارة ومنه انطلقت أول الإمبراطوريات التي سيطرة على بقاع واسعة من العالم إن كانت البابلية الأولى والثانية والأكيدية والأشورية بالإضافة الى الإسلامية التي استمرت لأكثر من 600 سنة ، وقدمت للبشرية ما قدمت من علوم بمختلف أنواعها وآداب وفن وغيرها من أسس الثقافة والرقي ، فعندما يمتلك بلد هذا الإرث العظيم ويأتيه زائر له مكانة دينية في العالم مثل بابا الفاتكان فكيف يكون استقباله ، ألا يجب أن يكون الاستقبال بمستوى ما يمتلكه العراق من هذا الإرث الديني والحضاري العظيم ، استقبال يعكس صورة أخلاق وثقافة وتقاليد وتضحية وشجاعة شعب العراق ؟؟؟

 ولكن الذي قدمته الحكومة المتمثلة بالفريق المشرف على تنظيم استقبال البابا لم يكن بمستوى الحدث لا من جهة مكانة العراق العريقة حضارياً وعلميا ودينياً وأخلاقياً ولا من جهة مستوى الوافد الذي يمثل أعلى سلطة دينية لملايين من البشر ، فكيف يستقبل رجل دين عالي المستوى بالغناء والرقص والدبكات ؟؟ هل يتناسب هذا النوع من الاستقبال الذي يتخلله الهز والرقص والغناء والدبكات والموسيقى مع مكانة العراق الحضارية والدينية والأخلاقية ام مع مستوى الضيف رئيس أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم ، هذا الاستقبال كانت تراقبه جميع البشرية في العالم لما تمتلك هذه الزيارة من دلالات تاريخية ودينية وثقافية . 

ألم يكن الأجدر أن تقدم الحكومة العراق بالصورة التي تناسب الحدث فالقادم ذو مستوى ديني وعلمي وثقافي فلماذا لم يكن الاستقبال بهذا المستوى من التنظيم والفخامة ، فإذا كان استقبال البابا رجل الدين بالرقص والغناء والدبكات فكيف يكون استقبال المغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات ؟؟؟ . 

 ولكن الذي نقذ سمعت العراق وحسنَّ صورته هو الاستقبال الرائع للسيد السيستاني لبابا الفاتكان الذي قدم من خلاله الصورة الرائعة للعراق وشعبه التي تمثل الهيبة والحكمة والكبرياء والتواضع والأخلاق والعلم ، فلولا هذا السيد الجليل لكانت صورة العراق في وحل الجهل والضياع والتخلف بسبب تصرف رئاساته الثلاث الغير مسئول والذي لا يمت للإرث الحضاري والديني الذي يمتلكه العراق أرضاً وشعباً . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك