المقالات

فتنة صفين من جديد ورفع المصاحف


( بقلم : زهراء الحسيني )

التأريخ يعيد نفسه من جديد واحداث صفين تظهر بثوبها المعاصر لتكشف الوجه القبيح لابن العاص الذي فوت على امير المؤمنين فرصة استثمار النصر النهائي على معسكر معاوية بعد ان أبتكر حيلة رفع المصاحف.والمفارقة ان دعوة مقتدى الصدر الى اتباعه بتوزيع المصاحف واغصان الزيتون على افراد القوات المسلحة الابطال تحولت الى اعمال مسلحة طالت ابناء العراق والبنى التحية والمنشآت النفطية ومحطات الطاقة الكهربائية في بغداد وبقية المحافظات ولاندري هل كان جيش المهدي قد خالف تعاليم مقتدى الصدر ام ان هناك اتفاق وتنسيق بينهما وإشارات وايماءات خاصة بين قادة جيش المهدي ومقتدى الصدر فترمز المصاحف الى قذائف واغصان الزيتون الى حرق مؤسسات الدولة ومقرات الاحزاب.

وعلى كلا التقديرين فان اتباع مقتدى الصدر قد ارتكبوا اخطاء فادحة لا يمكن السكوت عليها او التغاضي عنها مطلقاً فمن اهم الاخطاء التي أرتكبها الصدريون هي وقوفوهم بوجه خطة الحكومة في بسط الامن وفرض القانون في البصرة فتحولوا يقاتلون ويباغتون الحكومة بعمليات اجرامية استباقية نيابة عن جميع العصابات الاجرامية ومافيات تهريب النفط والمخدرات وجماعات الاغتيال والخطف والقتل وهو ما فاجأ دولة رئيس الوزراء نوري المالكي وعقد عليه خطة فرض القانون الامر الذي بدأ بايجاد خطط جديدة لمواجهة التحديات والتهديدات والممارسات التي أبداها التيار الصدري.

والخطأ الفادح الذي أرتكبته قيادات التيار الصدري هو التصعيد الخاطىء ضد خطة فرض القانون في البصرة ودعم العصابات الاجرامية الخارجة عن القانون ومحاولة تبرير جرائم العصابات الاجرامية في البصرة ومحاولة وضع الغطاء السياسي لهذه العصابات من خلال تحريك مجلس النواب واستصدار قرار لايقاف القتال ضد الخارجين عن القانون. وهذه الخدعة نصبت للكثير من السياسيين من اجل ايقاعهم في فخاخها ولعل الدكتور ابراهيم الجعفري هو اول المتخاذلين والمشوشين لمساعي الحكومة بفرض القانون في البصرة فحاول استثمار الازمة سياسياً والثأر من اقصائه من رئاسة الوزراء وركب موجة الصدريين الذين كان الجعفري او من غرر بهم وضللهم في منافسته على رئاسة الوزراء في داخل الائتلاف.

وجاء بيان مقتدى الصدر الاخير بالغاء المظاهر المسلحة ومنع استهداف مراكز الدولة ومقرات الاحزاب ومقاتلة قوات الجيش والشرطة من اجل تفويت الفرصة على حكومة المالكي من توجيه ضربة قاصمة لكل عصابات الجريمة المنظمة ومافيات التهريب والقتل ونزع المبادرة من الحكومة والعشائر الغيورة التي حشدت قدراتها لمواجهة هذه العصابات وتأييد الحكومة.

استمرار الحكومة في عملياتها العسكرية لمواجهة العصابات الخارجة عن القانون ولا يمكن التغاضي والتسامح مع هذه العصابات الاجرامية وعلى الحكومة تطهير مدينة الصدر في المرحلة الثانية بعد فرض القانون في البصرة من كل العصابات واستبدال الشرطة بقوات الجيش وتغيير مراكز الشرطة في مدينة الصدر التي تحولت الى مكاتب للصدريين يعتقلون ويعذبون الابرياء من ابناء شعبنا. وان محاولة مقتدى الاخيرة لا تعبر الا عن لعبة لخلاص عصابات جيش المهدي من الحملة الحكومية. ولا يمكن للحكومة ان تخدع مرة ثانية بهذه الخطوة الماكرة فلو كان مقتدى الصدر يدرك ان جماعته قادرون على الاستمرار والمواجهة لما اصدر بيانه الاخير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زينب
2008-04-04
الحقيقة انا لا احمل مقتدى المسؤوليه لوحده بل يتحملها الهمج الرعاع اتباع كل ناعق الذين يميلون مع كل ريح هولاء هم كارثة العراق في الماضي والحاضر والمستقبل
علي السّراي
2008-04-01
احسنت اخت زهراء وتحليل موفق ومطالب مشروعة وهي في الحقيقة مطالب كل ابناء الشعب العراقي وخاصة الذين يسكنون في مدينة الصدر الاسيرة بيد هؤلاء الرعاع بعد ان حولوا مراكز شرطتها الى اوكار لهم
ما شاء الله شمس الواعظين
2008-03-31
سالت احد احد نواب البرلمان المستقلين لا ينتمي لاي كتلة عن تطوير عمل الحكومة بعد خكومة الجعفري واجاب كيف يكون التطوير والجعفري اعطئ للميلشيات جيش المهدي المال والسلاح وقوة القرار والمركز ويقتلون بسيارات الحكومة وبباجات الحكومة فكيف يكون للحكومة القادمة السيطرة علئ الوضع وانا اقول رغم كل الصعوبات استطاع ابو اسراء يوما بعد اخر القضاء عليهم ونتمنئ له الاستمرار ولا نقول سوئ قول الامام علي (ع) معاوية اراد الباطل فاصابه والجعفري ايضا اراده فاصابه
الربيعي
2008-03-31
السلام عليكم تحية الى الاخت زهراء ومقالتك تنم عن عين ثاقبه للاحداث وجريئه يفا ريت قرؤوها كل الاحزاب السياسيه والمتشبهين بالدين
ميثم الكناني
2008-03-31
اخت زهراء مااعتقد انو ابو اسراء الي اعرفهه بشكل جيد غافل عن هاي الامور والله يشهد ورسوله لو العصابات سيطرت على مناطق الجنوب ماكان اكو مبادره بس الضربات الموجعه من قبل الشرفاء في بعض محافضاتنه هي الي انجبت هاي المبادره لذلك هاي المالكي لازم يسميهه الاستسلام ويبدالا بحملة اعتقالات لكل الخارجين عن القانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك