المقالات

خيارات المالكي بين الممكن والمستحيل"


( بقلم : د. هاجر الحديدي )

عمليات البصرة بين هيبة الدولة ورئيسها او الفوضى الشاملة"

اذا اريد للفيلسوف ان يفسر حركة التاريخ ، فاننا اليوم بامس الحاجة للسياسي الحاذق صاحب القرار المناسب المدروس ، لانه يصنع التاريخ وينفذ حماية المواطن ومصلحة الامة. قرار المالكي باصدار اوامره لمواجهة الخارجين عن القانون في البصرة جاءت بناءاً على نداءات متكررة منذ عام 2006 للحد من نشاط المافيات والعصابات في التهريب وقتل النساء والتمثيل بهن واشاعة الفوضى ومخالفة القانون في مدينة البصرة.

البصرة ـ ثغر العراق وميناءه ونفطه وتاريخه وجغرافيته وحياته وحضارته ووجوده إذ لا وجود للعراق بدونها ، كل هذا وغيره هل يمكن للمالكي ان يتخلى عن البصرة ؟ ، لان العصابات المهربة والمافيات التجارية بقوة السلاح، واي سلاح " هاون 107 ، وقذائف مورتر وعبوات وعتاد لاتملكه الاّ الدول"......

خيارات المالكي اولاً ان يستمر في السكوت عن عصابات الجريمة والتهريب وهذا مرفوض اخلاقياً ووطنياً ودينياً وانسانياً ، ثانياً ان يواجه الخارجين عن القانون وهذا هو الخيار الوحيد الذي تهون دونه التضحيات ويثبت فيه الموقف الشرعي والقانوني . ثالثاً : مشروع التفاوض الذي يتحدث عنه الاخرون مع من .......! مع العصابات ام مع ممثلي التيار الصدري، الافتراض الاولي ان السيد المالكي لم يفرض ان التيار الصدري جزء من هذه العصابات اما اذا خطط بعض افراد التيار خلط الاوراق والدفاع عن العصابات فهذه قضية اخرى لم تدخل قي حساب المالكي قبل الشروع في حملة "صولة الفرسان" والعاقل يفهم مغزى هذا التناقض في ادارة الصراع.

اعـــداء المــالكــي :ـاكثر اعداء المالكي دهاءاً هاجم المالكي قائلاً " اذا بقيت في السلطة لخمس سنوات ستتحول الى دكتاتور" ، وانا اول من يعذر هذا السياسي الساذج لانَّه لم يعرف طينة المالكي ، تأريخه منذ نعومة اظفاره الى اليوم، مواقفه زهده حتى في السلطة ،والمال ،والجاه والمظاهر الزائفة، شجاعته لم تكن يوماً تكلفاً، ولاحركته تصنعاً ، ولاقراره ارضاءاً لفلان او رغبة في سلطان.  السياسي المحترم هذا لم يعرف ان المالكي كالطبيعة انسياب المياه فيها من القمة لا اليها، هل رأيت كيف يفكر ويتصرف. .......؟

وبودي انَّ يسمع السياسي من هذا اللون وغيره بعناية كلمات المالكي المرتجلة لدى استقباله شيوخ العشائر في البصرة الخميس 27/3/2008 ، والذي نقَل على قناة العراقية، ليجد حقيقة الوصف في كلمات الرجل التلقائي تجمع الوضوح بالبساطة، والبلاغة بالسهل الممتنع والحكمة ويكتشف بنفسه هذا الانسياب في المشاعر القلبية الممزوجة بالجرأة والتحدي والصلابة التي لم اجدها في رجل يجمع الزهد بكل شيء والجدية والحرص على مصلحة المواطن ، ويجمع الخوف المسؤول بالشجاعة الفائقة، والتواضع بالتكبر على معسكر المتمردين الذين خربوا ما كان يخربه ازلام القاعدة.

أن اعلان قوى الامن العثور على زمره من المهربين الايرانيين يكشف طبيعة عصابات تهريب النفظ والسلاح والمخدرات وتبيض الاموال التي يشارك بها المتمردون على القانون، ويكشف دقة المعلومات الامنية التي اعتمدها المالكي في اتخاذ القرار الذي طال انتظاره.

يذكرنا المالكي بمواقفة السابقة في فرض الامن ببغداد والانبار وديالى واحداث كربلاء وغيرها من المؤامرات التي شاركت فيها القاعدة والمتضررين من سقوط النظام. وبودي ان اقول ولا اريد......، إن المالكي بخروجه العفوي المفاجئ في ساحة المعركة في كربلاء والأنبار وبعد تفجير العسكريين الثاني في سامراء، واخيراً في البصرة يكشف معدن الرجل والمعدن وحده يتكلم عن نفسه حين تعجز الكلمات ويكون الصمت ابلغ في التعبير ..!!أن عمليات البصرة كانت مراهنة ومخاطرة في هيبة الدولة ورئيسها ، ولم يجرأ على مثل هذه المخاطرة الاّ رجال من معدن اصيل وقليل جداً(المالكي).

واليوم امامنا رجل امتاز بخصال اقلها شجاعته، وزهده الكامل بالسلطة‘ والوجاهة والعناوين والحياة، وكل مايسعى له السياسيون في العادة، ودليلي انّه لم يسع الى السلطة يوماً او يحدث نفسه بها، (خلال اتصال هاتفي يُبلغ ان الاختيار وقع على المالكي ممثلاً لقائمة الائتلاف العراقي الموحد).

هاجر الحديدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك