المقالات

التظاهرات في زمن الدكتاتور

1599 20:30:00 2008-03-28

( بقلم : عبد السلام الخالدي )

يكاد أن يكون الأمن والأمان مفقودان في زمن الحرية والديمقراطية المزعومتان حيث يدعي الدكتاتور في وسائل الإعلام التي تطبل له مقابل حفنات من الدولارات التي تنتزع من المواطن وتوزع على المستفيدين من هذا الوضع المأساوي، إرهاب لامثيل له في عراق الرافدين ولا حر أوشريف ينطق ولو بحرف واحد، فمصيره مصير الذين سبقوه، إما الزنازين أو سحقة ببسطال رجل الأمن، المدينة تضم عشرات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل، إمتهنوا النصب والإحتيال والتسكع في أركان الشوارع، إحتساء الخمور وتعاطي المخدرات والكبسلة، حيث لارادع لهم فأغلب الآباء منشغلون بتعظيم وتمجيد الدكتاتور، مامن أحد يتجرأ بتنظيم تظاهرة أو فتح فمه بكلمة تنتقد الوضع فمصير العشيرة والجيران كما أسلفنا سحقة مدمرة واحدة بالبسطال، إلا مرة واحدة تذكر حيث قرر أهالي المدينة تنظيم تظاهرة مليونية شارك فيها الرجال والنساء والأطفال وحتى الجماد فهتفوا بوجه الدكتاتور بكل جرأة وشجاعة لامثيل لها (سمينه مدينتنا بإسم صدام)، فعلى الرغم من هذا الوضع المأساوي المؤلم وقيام السلطة بتنفيذ حملات الإعتقالات والتصفية الجماعية والإعتداء على المقدرات وإنتهاك الأعراض وتصفية العراق من خيرة رجالاته الدينية والسياسية والعلمية، الجميع صامت عن مايجري، فلا جيش مهدي يتأسس ولا هم يحزنون ربما لإنشغال قادته في تمجيد القائد الضرورة أو لإنشغالهو في لعبة الأتاري والبلي شتيشن بل على العكس كان الدكتاتور يمجد في التظاهرات ويتغنى به الشعراء شكراً وعرفاناً له خوفاً من البسطال.

واليوم حيث العراق الجديد والديمقراطية والكلمة الحرة، عاد العراق لوضعه الطبيعي المعهود، لاظلم ولا إضطهاد، الكل سواسية لافرق بينهم، الوضع يتطلب منّا الوقوف مع بعضنا لبناء العراق الموحد ونسيان الماضي وقلب صفحة الظلم والإضطهاد، عاد الأبناء والأحفاد يمارسوا طقوسهم التي خلفوها عن آباءهم وأجدادهم، طقوس النفاق، فظهروا لنا القادة المنافقون والساكتون عن الظلم ويلعبوا دور الدكتاتور نفسه وتخريب إقتصاد البلد وتأسست الجيوش والمنظمات الإرهابية، وتشكلت عصابات ترتدي أقنعة البعث لتنتفض هذه المرة بوجه أبناء جلدتهم، فئة ضالة إتخذت من التسكع بالشوارع عملاً إجرامياً لايتجاوز عمر الفرد منهم التاسعة عشر أو العشرين إنجروا وراء شعارات وخطابات هدامة ومغرضة تنفذ أجندات خارجية أساءت لرموز دينية.

خرجت هذه الشرذمة قبل يومين بتظاهرة تجاوزت فيها على أسيادهم ووصفوهم بالدكتاتورية على العكس مما عمله أسلافهم حين مجدا الدكتاتور، أتعلمون السبب سادتي؟ لأن الدكتاتور الجديد كما يزعمون يأبى أن يتعامل معهم بالبسطال لأخلاقه ومايحمل من صفات دينية ووطنية، همّه الوحيد وحدة صف العراق بكل أطيافه وبناء العراق وعودته إلى الصف الدولي وتبوءه مكانة مرموقة. ولن يتحقق كل هذا إلا بشرط واحد ألا وهو القضاء على هذه الفئة الظالة والحشرات الزاحفة بسحقة بسطال لأنهم تعودوا عليها ولا يمكن لهم العيش بدونه.

هنيئاً للعراق بقادته وممثليه الجدد أصحاب الجنابر ومحلات الأتاري وسكنات التاتات من أمثال شنشول والمحمداوي والربيعي والعكيلي والساعدي وهلم جرة، وستشهد الأيام القليلة القادمة نهاية المنبوذين والخارجين عن القانون والعابثين بمقدرات البالد والسراق واللصوص.تنويه: مع إحترامي الشديد لكل أبي وحر وشريف من أبناء هذه المدينة البطلة الذين قارعوا الدكتاتور الهدام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك