المقالات

التظاهرات في زمن الدكتاتور


( بقلم : عبد السلام الخالدي )

يكاد أن يكون الأمن والأمان مفقودان في زمن الحرية والديمقراطية المزعومتان حيث يدعي الدكتاتور في وسائل الإعلام التي تطبل له مقابل حفنات من الدولارات التي تنتزع من المواطن وتوزع على المستفيدين من هذا الوضع المأساوي، إرهاب لامثيل له في عراق الرافدين ولا حر أوشريف ينطق ولو بحرف واحد، فمصيره مصير الذين سبقوه، إما الزنازين أو سحقة ببسطال رجل الأمن، المدينة تضم عشرات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل، إمتهنوا النصب والإحتيال والتسكع في أركان الشوارع، إحتساء الخمور وتعاطي المخدرات والكبسلة، حيث لارادع لهم فأغلب الآباء منشغلون بتعظيم وتمجيد الدكتاتور، مامن أحد يتجرأ بتنظيم تظاهرة أو فتح فمه بكلمة تنتقد الوضع فمصير العشيرة والجيران كما أسلفنا سحقة مدمرة واحدة بالبسطال، إلا مرة واحدة تذكر حيث قرر أهالي المدينة تنظيم تظاهرة مليونية شارك فيها الرجال والنساء والأطفال وحتى الجماد فهتفوا بوجه الدكتاتور بكل جرأة وشجاعة لامثيل لها (سمينه مدينتنا بإسم صدام)، فعلى الرغم من هذا الوضع المأساوي المؤلم وقيام السلطة بتنفيذ حملات الإعتقالات والتصفية الجماعية والإعتداء على المقدرات وإنتهاك الأعراض وتصفية العراق من خيرة رجالاته الدينية والسياسية والعلمية، الجميع صامت عن مايجري، فلا جيش مهدي يتأسس ولا هم يحزنون ربما لإنشغال قادته في تمجيد القائد الضرورة أو لإنشغالهو في لعبة الأتاري والبلي شتيشن بل على العكس كان الدكتاتور يمجد في التظاهرات ويتغنى به الشعراء شكراً وعرفاناً له خوفاً من البسطال.

واليوم حيث العراق الجديد والديمقراطية والكلمة الحرة، عاد العراق لوضعه الطبيعي المعهود، لاظلم ولا إضطهاد، الكل سواسية لافرق بينهم، الوضع يتطلب منّا الوقوف مع بعضنا لبناء العراق الموحد ونسيان الماضي وقلب صفحة الظلم والإضطهاد، عاد الأبناء والأحفاد يمارسوا طقوسهم التي خلفوها عن آباءهم وأجدادهم، طقوس النفاق، فظهروا لنا القادة المنافقون والساكتون عن الظلم ويلعبوا دور الدكتاتور نفسه وتخريب إقتصاد البلد وتأسست الجيوش والمنظمات الإرهابية، وتشكلت عصابات ترتدي أقنعة البعث لتنتفض هذه المرة بوجه أبناء جلدتهم، فئة ضالة إتخذت من التسكع بالشوارع عملاً إجرامياً لايتجاوز عمر الفرد منهم التاسعة عشر أو العشرين إنجروا وراء شعارات وخطابات هدامة ومغرضة تنفذ أجندات خارجية أساءت لرموز دينية.

خرجت هذه الشرذمة قبل يومين بتظاهرة تجاوزت فيها على أسيادهم ووصفوهم بالدكتاتورية على العكس مما عمله أسلافهم حين مجدا الدكتاتور، أتعلمون السبب سادتي؟ لأن الدكتاتور الجديد كما يزعمون يأبى أن يتعامل معهم بالبسطال لأخلاقه ومايحمل من صفات دينية ووطنية، همّه الوحيد وحدة صف العراق بكل أطيافه وبناء العراق وعودته إلى الصف الدولي وتبوءه مكانة مرموقة. ولن يتحقق كل هذا إلا بشرط واحد ألا وهو القضاء على هذه الفئة الظالة والحشرات الزاحفة بسحقة بسطال لأنهم تعودوا عليها ولا يمكن لهم العيش بدونه.

هنيئاً للعراق بقادته وممثليه الجدد أصحاب الجنابر ومحلات الأتاري وسكنات التاتات من أمثال شنشول والمحمداوي والربيعي والعكيلي والساعدي وهلم جرة، وستشهد الأيام القليلة القادمة نهاية المنبوذين والخارجين عن القانون والعابثين بمقدرات البالد والسراق واللصوص.تنويه: مع إحترامي الشديد لكل أبي وحر وشريف من أبناء هذه المدينة البطلة الذين قارعوا الدكتاتور الهدام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك