المقالات

تظاهرات الوطن يقف بالضد منها مَن كان يدعي إنه يبحث عن "وطن"

1319 2021-02-11

 

إياد الإمارة ||

 

تظاهرات الوطن إنطلقت قبل تشرين بزمن طويل إذ خرج فقراء هذا البلد يطالبون بتوفير الخدمات وفرص عمل ومكافحة حقيقية للفساد الذي زاد شراسة بعد "شغب" تشرين في جسد الدولة العراقية..

تظاهرات الوطن تظاهرات الشباب العراقي المسالم الذي لم يُحرق دائرة أو مؤسسة حكومية ولم يُوقف الدوام الرسمي في مستشفيات ودوائر خدمية أخرى كما لم يُوقف الدراسة في المدارس والجامعات، تظاهرات الشباب العراقي المسالم الذي لم يعتدِ على رجال الأمن على الرغم من حدوث بعض التعديات على هؤلاء الشباب، ولم يقتل شاب بريء ويعلق جثته ويلتقط معه الصور للذكرى!

هذه تظاهرات الوطن بكل سلميتها ومدنيتها ودقة تعبيرها عن معانات أهل الوطن الحقيقية.

·        تشرين وشغبها ليست من تظاهرات الوطن بشيء..

تشرين مجرد شغب أراد أن يشوش ويعطل مطالب الناس في تظاهرات الوطن لكي تتفاقم معاناتهم وتتحول هذه المعاناة إلى حالة مزمنة تولد نقمة شعبية عارمة هي الأخرى مزمنة لا تُبقي لهذا الوطن بقية.

تشرين حلقة من حلقات التآمر على الناس وإستهداف أمنهم ومصالحهم ومستقبلهم، وحلقة تشرين لا تقل ضرراً عن حلقات الإرهاب والفساد والإستأثار بالفيء لصالح أشخاص وجماعات محددة دون كل العراقيين.

وها نحن نتلوى ألماً من نتائج تشرين الكارثية التي كانت:

١. عدم تحقق مطالب الناس في تظاهرات الوطن، ميزانية إنفجارية بلا خدمات، وبلا وظائف،..

٢. إستشراء الفساد في هذا البلد أكثر من الفترة السابقة وبنحو تصاعدي خطير..

٣. فقدان الأمن الى الحد الذي يُقلق العراقيين ويقض مضاجعهم..

٤. اللعب بالمقدرات الإستراتيجية للشعب بشكل بشع ومرعب..

·        والأمر لا يتوقف عند هذا الحد.

لو كانت تشرين و "التشرنچية" مع مطالب الناس "العراقيين" لما سكت مَن سكت عن دعم تظاهرات الخريجين العاطلين عن العمل الذين يتظاهرون بسلمية ومدنية وهم يبحثون عن فرصة عمل!

لما سكت مَن سكت عن الإنتهاكات المفجعة التي يتعرض لها "المتظاهرون" بكل سلميتهم ومدنيتهم!

لماذا سكت مَن سكت من الذين تسلقوا دماء الأبرياء ليكونوا في مناصب ستزول قريباً بإذن الله تبارك وتعالى!

من هنا نتيين أن تشرين وأهلهل في واد والناس ومطالبهم الحقة في واد آخر، فلتشرين "نواح" آخر غير نواح المعذبين في قاع هذا الوطن الذي يوشك أن تضيعه تشرين بشغبها وتآمرها وما تقوم به من أعمال عدائية ضد العراقيين.

كل يوم نسمع عن قمع جديد يتعرض له المتظاهرون "السلميون" من الخريجين في مختلف الإختصاصات وهم يطالبون بفرصة عمل..

·        كل يوم يتأكد لنا أكثر  الدور التآمري القبيح لتشرين على العراقيين..

وهنا يبرز السؤال الأهم، لماذا توقفت الدولة عن لجم مشاغب تشريني يريد أن يعبث بالمال العام ويعيق الحياة في هذا البلد؟

في الوقت الذي تستخدم فيه الدولة مختلف أساليب البطش والتنكيل ضد متظاهر سلمي يتظاهر بمدنية يبحث عن فرصة عمل ومستوى مقبول من الخدمات الضرورية!

من يحل هذا المعادلة "الطلسم" الغريبة في العراق؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك