المقالات

هل تحولت أو ستتحول تشرين إلى حركة سياسية لها حضورها في الشارع العراقي؟

1269 2021-01-29

 

إياد الإمارة ||

تشرين ليست حركة سياسية كما انها ليست حراكاً شعبياَ مطلبياً، وبينها وبين مطالب العراقيين مسافة طويلة جداً..

تشرين مجرد أحداث شغب قام بها نفر ضال دُفِع لبعض منه ليَدفع بالبعض الآخر منه لكي:

١. يُحاط بمطالب المتظاهرين الحقيقية و لا تتحقق لأن بتحققها سيخسر الأعداء في الداخل والخارج.

٢. يُساء لتظاهرات الناس بالشكل الذي حدث فعلاً ويتوقف أصحاب المطالب الحقة عن مطالباتهم التي فضحت زيف وأكاذيب البعض.

٣. يُمنع الدوام الرسمي في دوائر ومؤسسات الدولة وفي المدارس والجامعات ويتشكل فوج مكافحة الدوام ويُكتب على المدارس مغلقة بأمر الشعب زوراً وبهتانا وتُحرق دوائر ومؤسسات الدولة ...إلخ، وكل ذلك لكي يفقد النصر الذي تحقق بريقه وطعمه..

٤. وبالتالي لا يحظى هذا النصر بتقدير الناس ولا يتحول من نصر المعركة إلى نصر السياسة والإنجاز الحكومي.

٥. تشرين أرادت أن تعوض خسارة الإرهاب أمام إنتصارات العراقيين فقتلت من المنتصرين خيار القادة.

٦. حتى وصل الأمر إلى مؤآمرة إغتيال قادة النصر العظام سليماني والمهندس رضوان الله عليهما.

·        هذه هي تشرين..

ليست تظاهرات الناس بدليل أن أي شيء لم يتحقق للناس بعد كل تشرين وما حدث فيها ونتائجها وبقي الحال كما هو عليه، إلا مكاسب تشرين المعادية للعراقيين.

١. لم تتوفر الخدمات للناس..

٢. لم تتوفر فرص العمل للناس سوى لبعض التشرينيين..

٣. الأوضاع الإقتصادية في ترد مفجع..

٤. إرتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي ليُضَيق على العراقيين أكثر..

٥. أمن الناس في خطر تفجيرات ساحة الطيران، وغزوات داعش مستمرة..

٦. الحكومة تسترجل على الفقراء لصالح شخصيات وكتل سياسية معينة..

٧. ولم  نحصل من النفط .. غير إستمرار الشفط بوتيرة أسرع وبالعلن المطلق..

قالوا نريد وطن فأضاعوا الوطن.

·        تظاهر الناس لأكثر من مرة منذ سنوات التغيير الأولى..

١. تظاهروا للمطالبة بالخدمات وفرص العمل والوقوف بوجه الفساد..

لم يقطعوا شارعاً..

لم يوقفوا الدوام ولا الدراسة..

لم يُحرقوا دائرة حكومية ولا ملكاً عاماً او خاصاً..

لم يعتدوا على رجال الأمن ولم يقتلوا بريئاً..

٢. تظاهروا ولم يرقصوا ويتبجحوا بشرب الخمر وإرتكاب الموبقات..

٣. تظاهروا ولم تخرج الحفافات معهم تلطخهم بالعار..

٤. تظاهر الناس وقد قتلهم النصراوي وجلاوزته ولم يعتدوا على الدولة بالرغم من إن الجريمة كانت واضحة، لكنهم قالوا أننا لا نتصرف مع النصراوي الخارج عن القانون بنفس طريقته التي تعلمها من "ربعه"..

٥. تظاهر الناس بكل سلمية ومدنية، لا ينتمون إلى يسار يجيد التطرف في كل شيء حتى في خساراته المتتالية، ولا إلى يمين منحرف عن كل شيء حتى عن قبلته التي يدعي التوجه لها.

كان إنتمائهم لهذا الوطن لفقرائه وجياعه ومرضاه، لم تدفع لهم وبهم سفارة أو دائرة مخابرات معادية.

َوانجلت الغبرة لتتضح الصورة أكثر من ذي قبل عن شخصيات شاذة ومنحرفة  تكسوها عقد الفشل والصغارة وإمتهان الإرتزاق الذليل..

شخصيات أختلفت سريعاً حول تقسيم الكعكة الجديدة ليتراجع من دخل السرب وليبقى ناقماً من أُقصي عن السرب..

·        بانت عورة تشرين..

التي سحبت بعض السياسيين الفاشلين خلفها، والتي أخافت المرجفين الذين حولوا عتبات مقدسة لدى عامة المسلمين إلى مطابخ ومكبرات صوت جوفاء ترتعد فرائصها من الخوف.

بانت عورة تشرين..

بعد ان توقف الدفع لهم وبهم، ولا من قواعد إلا مجاميع من المرتزقة الذين دخلوا على مطالب الناس، ولم تستطع الحكومة التعامل معهم بالطريقة المناسبة لسوء التقديرات ولسوء النيات.

·        بانت عورة تشرين..

التي لم تستطع أن تكون حركة سياسية بل مجموعة عناوين باهتة لا يقف خلفها إلا مجموعة من السيئين لا أكثر ولا أقل.

لذا لن يكون لتشرين أي حضور سياسي رسمي في المرحلة القادمة إلا بشكل محدود جداً لن يكون لها أي تأثير على المشهد السياسي العراقي.

ولن يكون لتشرين أي تمثيل يحظى بإحترام الناس أو بثقة الداعمين الذين ينفقون أموال طائلة لإذكاء شغب تشرين بالضد من المصلحة العراقية.

لن يكون لتشرين المقدار الكافي من القوة التي أخافت عمائم وبدل انحنت أمام موجها المخادع ومكنت لها لتنفيذ برامجها الهدامة التي لا تستطيع تحقيقها بغير هذه الإنحنائة المذلة التي سُجلت فعلاً على هذه العمائم والبدل.

تشرين لم تعد تُرضي مؤسسيها وداعميها الذين لم يهتدوا بعد إلى برنامج تدميري جديد في العراق فعادوا مرة أخرى إلى أساليب الإرهاب الجبانة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك