المقالات

العقيدة تصنع الشهداء والأمة تصنع التغيير

1420 2021-01-03

 

حافظ آل بشارة||

 

في الذكرى الاولى لاغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ، نتأمل مجددا الآليات التأريخية التي تقف وراء ثقافة الاستشهاد ، وهي الثقافة الوحيدة التي تحفز الأمة وتنقذ العراق من الخراب والضياع ، ليس سهلا ان تنشأ ثقافة الاستشهاد وتثمر ولا بد من وجود عناصر :

1- الأمة الحية الموحدة الواثقة والتي تشعر بكرامتها وترفض الذل والخضوع .

2- العقيدة الحقة المحكمة البناء والتي لا تخترقها الشكوك والاراجيف .

3- وجود طليعة من الرجال الفدائيين الذين يشعرون بان الموت في سبيل الله اسمى من الحياة الدنيا وما فيها .

4- اندماج هذه العناصر اندماجا تفاعليا يحول المفاهيم الى مصاديق.

تأريخيا في العراق هناك سلسلة من اجيال الشهداء ، من ثورة العشرين الى اليوم ، وهو مؤشر على وجود واستمرار ثالوث الشهادة : (الامة ، العقيدة ، الرجال)، ولكن لماذا لم تثمر الشهادة شيئا في الحياة السياسية للعراق منذ قرن من الزمان ؟ يبدو ان العيب ليس في العقيدة ولا في الرجال بل هناك تباطؤ تأريخي في بلورة الامة الحاضنة ، الامة هي اساس بناء الدولة ، وفي العراق حضرت العقيدة واستمر ظهور وتوافد الشهداء ، لكن الأمة تراجعت في تماسكها ووعيها وارادتها ، وحين تتخاذل الامة تذهب دماء الشهداء هدرا وتتعرض العقيدة للطعن ، ويترسخ الفساد والفشل في نظام الحكم ، ويتوقف مشروع بناء الدولة الموحدة ، اوضح العلامات على تراجع الامة وهي تواجه التحديات الداخلية هي تحول الناس الى حشود من الناقدين والشتامين ، ونمو التيار الاتهامي الذي يستهدف كل الساسة بلا تمييز ، ونمو تيار الشكائين البكائين على انفسهم ومصالحهم ، ونمو تيار الانتهازية وصيد الفرص ، وغياب المبادرة الثورية الساعية الى التغيير وقلب نظام الحكم واستبدال الساسة الفاسدين .

كان تحرير العراق من العدو الداعشي هو الهدف الاول لقادة النصر ، وهدفهم الثاني هو اعادة بناء الدولة ، لكن هذا الهدف تنفذه الامة والمجتمع الاهلي وواجهاته، والانتخابات آلية عالمية لتمكين المصلحين من تنفيذ الثورة البيضاء عبر صناديق الاقتراع بوحي من دماء الشهداء ، فهل ستنجح الأمة في هذا الاختبار القادم ؟

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك