المقالات

صاحب الشيبة الخضيبة جمال العراق


 

محمد هاشم الحجامي||

 

ايها المهندس العظيم يا شبيه ابي ذر في نفيه ، و السبط الشهيد في تمزيق جسده .

طفتَ بين الاصقاع لتكسر طوقاً أحيط به العراق فكنت نجما يوم خنعت الرجال ، واذعنت للطاغية صدام ؛ فقاتلته ما بين الهور والجبل ، وسرت بسلاحك ، وانت ملتفتا الى المدد من إخوة جادوا بالنفس ، واناخوا الجمال ، وعقروها كي لا يتراجعون خوف الموت فقاتلوا ببسالة ، وسالت دمائهم بشراهة فكانت نياشين الجراح دافعا لك كي تكمل المسير ، وتعبر للضفة الأخرى .

فقطعت الصحارى للكويت حتى تآمر عليك الجلادون فاخرجوك منها لتذهب إلى بيروت لتصنع نصرا آخر تزلزل به عروش الجبارين فعادت جنودهم أشلاء مقطعة ؛ فكان بوابة نصر علوي غُرست بفيض عطائه مقاومة محتل متغطرس ؛  فخرج معها احفاد أبي ذر العاملين من الانطواء إلى الزهو ومن الانزواء إلى المشاركة .

ابا مهدي أردت احياء أمة فأبى بعض أفرادها إلا الخنوع والذل والهوان ، أردت أن يصدح في مجلس ، وجامعة ، وقضائية ، ومؤسسة اسم علي امير المؤمنين ، وقدوة الاحرار ، فأبت نفوس المدجنين على الذل إلا قتلك فقتلوك غدرا حينما اتهموك بالعمالة ، وحينما دعوا الناس أن تنفض من حولك ، وحينما منعوا تشييعك ، وإحراق صورك ، ومنع رفع اسمك ، كل تلك الأفعال كانت  نعمة ميزت المنافقين ، والدونية ، وعزلت الخانعين ، والقاسطين ، والغادرين ؛ فعدت نشيدا على شفاه الاحرار ، وصرت مدرسة للأجيال تدرس بطولاتك ، وتفانيك ، وإخلاصك لنهج علي ، وآباء الحسين  .

ابا مهدي لا تحزن فالقوم ورثة القوم فزياد بن أبيه يتكرر مع زمان ، ومكان مادامت الناس يحركها ، ويسيل لعابها الدينار ، والدرهم ، ومثله كثيرون ممن زلت بهم قدم وتساقطوا عند الاختبار  .

وها هم أحفاد الشمر ، وابن العاص ، وابن آكلة الأكباد يقفون أمام رفع اسمك ، وعلو شأنك لكنهم نسوا أن قدوتك علي شتم ثمانين سنة على منابر المسلمين فما انقص شتمهم من منزلة فتى الاسلام شيئا .

نم قرير العين ، فغايتك أن يرفر اسلام محمد الموشح بروح علي المخضب بدم السبط ، وها هم ابنائك ، ومحبيك يحملون الراية ، وعليها أوجاع ، وجراح الحسين ليرشدوا بها ، وإليها التائهين في دروب الظلال ، المخدرين بمكائد  الطغاة .

دمك سقى أمة ، وخلق جيلا أبيا يرثه أبناء أعزة نفوس وعظيمي همم  ..

سلامٌ لروحك العالية ، وشيبتك الخضيبة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك