المقالات

سَنَةُ الموت !

1953 2020-12-19

 

مجيد الكفائي ||

 

يحق للملايين من العراقيين تسميتها بسنة الموت، فاكثر الاسر العراقية فقدت في سنة 2020 عزيزا عليها واحدا او اكثر بسبب وباء كورونا المختلق ، في ظل صمت مريب للحكومة والسلطات المحلية التي لم تستطع ولاكثر من ستة عشر عاما من ايلاء قطاعي الصحة والخدمات اي اهتمام ، كما ان الحكومات المتعاقبة لم تتمكن وعلى مدى سنوات طويلة من حل مشكلتي الفقر والبطالة اللتان اشبعتا العراقيين جوعا وتمزيقا وتأليما وذلة، وعندما تظاهر العراقيون مطالبين بتحسين واقعهم المعيشي والخدمي ثارت عليهم افواه البنادق لتردي بعضهم شهيدا والآخر جريحا، وكأنهم طالبوا

 حكومتهم باعطائهم قصورا فخمة كقصور بعض الفاسدين من السياسين والوزراء وتسجيل ناطحات السحاب التي امتلكوها اؤلئك من سرقة اموال العراق باسمائهم او منح الفقراء والمحتاجين من العراقيين حصة من نفطهم الذي نهبه كل من هب ودب .

 سنة 2020 لم تكن سنة عادية ، بل لم تكن طبيعية ابدًا ، انما كانت سنة ثائرة على العراقيين المساكين بكل ما تعنيه كلمة ثورة ،  فقد حصدت ارواحهم بالوباء واغلقت عليهم الابواب والنوافذ سوى باب السماء الذي ظل مفتوحا يراقب الظالمين ويسمع دعاء المظلومين مثلما سمع ورآى كيف امتلأت جيوب كانت فارغة وامتلكت ايد كانت متسولة ، كما اطاحت هذه السنة المشؤومة ايضا بصحة العراقيين وكرامتهم بسبب الحاجة والفقر وتردي الاوضاع المعيشية وانهيار البنى التحتية وقلة المشافي المؤهلة لاستقبال المرضى وانهيارها امام ذلك الوباء وارتفاع سعر الدواء الاصلي وغياب بعض الادوية المهمة بشكل مفاجىء لكنه مدروس.

سنة 2020 سنة حاقدة صديقة لحكوماتنا الحبيبة ، جاءت ثائرة ومتحاملة على كل السنين والحكومات المركزية والمحلية السابقة متهمة الكل بالتقصير في تعذيب العراقيين وتجويعهم واضطهادهم وتشريدهم، فستأثرت وأساءت الاستئثار ، رغم ان العراقيين قد ذاقوا  المرَّ خلال السنين الماضية بسبب اعتلاء الفاشلين والفاسدين والسراق سدة الحكم وتمكنهم من رقاب الشعب المظلوم ليشبعوه فقرا وظلما وفسادا، فلا كهرباء مستمرة  ولامياه صالحة للشرب ولا رواتب او اعانات ولا امان ولاحقوق ولا مستحقات ، واصبح العراق المليء بالخيرات بين ليلة وضحاها من افقر البلدان واكثرها تعاسة، يقترض كي يسدد رواتب موظفيه، فيا لله وللفاسدين.

ان سنة الموت المنتهية 2020 فضحت كذب و زيف ادعاءات بعض السياسيين وكشفت سوء ادارة السلطات التشريعية والتنفيذية ، وصورت بوضوح جسد العراق المريض الذي نخره الفساد وبدد امواله الفاسدون ولم يبقَ منه سوى الهيكل والذي سيتداعى حتما لو استمر الفساد والسياسة الاقتصادية الخاطئة وتولي غير الاكفاء اعلى المناصب والادارات ، ندعو الله ان تكون السنة المقبلة سنة خير وسلام وامان وان يقتلع العراقيون الفساد والفاسدين من الجذور ، ويعطى كل ذي حق حقه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك