المقالات

ملاحظات حول قانون الجرائم الالكترونية/ 1


 

د بلال الخليفة ||

 

نعيش هذه الايام في عصر انتشار تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي والذي جعلنا أكثر عرضة للوقوع كضحايا للجرائم الإلكترونية، ان شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة يعد سلاح ذو حدين، يمكن استخدامهم من أجل تسهيل الاتصالات حول العالم ونشر المعلومات المفيدة، وكذلك تعد أهم وسائل لإنتقال الثقافات المختلفة حول العالم من أجل تقريب المسافات بين الدول والحضارات المختلفة، وصل الامر الى ان كبريات المجلات والجرائد العالمية ان تتحول من الاصدار الورقي الى الالكتروني.

ان استخدام تلك الوسائل عادة ما تتم عبر الهاتف النقال الذي اصبح في جيب معظم المواطنين, وهذا التطور والانتشار لمرتادي تلك المواقع والشبكات عبر أجهزة الهاتف النقال اظهر لنا عدة مشاكل تحدث عبر السوشيال ميديا منها السب والشتم والقذف و جريمة نشر الإباحية والأفعال المخالفة للأخلاق والآداب العامة وغيرها الكثير.

اصبح من الضروري الحد من تلك الحالات بإصدار قانون او تشريع يعاقب فعل الامور المسيئة للأفراد والمجتمع, لذلك مبدئيا تشريع قانون الجرائم الالكترونية مهم جدا, لكن توجد بعض الملاحظات حول المسودة المطروحة, منها:

المادة ثانيا: نصت على الاتي (يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن 25 مليون دينار ولا تزيد عن 50 مليون دينار عراقي كل من استخدم الحاسوب او شبكة المعلومات بقصد ارتكاب احدى الافعال الاتية:-

أ – المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامتها او مصالحها الاقتصادية او السياسية او العسكرية او الامنية العليا.

ب – التفاوض الاشتراك او التفاوض او الترويج او التعاقد مع جهة معادية باي شكل من الاشكال بقصد زعزعه الامن والنظام العام او تعريض البلاد للخطر.

ج – اتلف او عيب او اعاق اجهزة او انظمة او برامج او شبكة المعلومات العائدة للجهات الامنية او العسكرية او الاستخباراتية بقصد المساس بأمن الدولة الداخلي او الخارجي او تعريضهما للخطر.

الى هنا انتهت المادة ثانيا من مسودة القانون, وندرج لكم ملاحظاتنا الاتية:

1 – نلاحظ ان الجرائم المذكورة في المادة انفا هي بالفعل وقعت كثيرا ولأشخاص كثيرون وهم رجالات دولة , لكن لم نرى ان الدولة اخذت بهم أي اجراء قانوني, وبالتالي من الممكن ان يطبق القانون بانتقائية ضد الضعيف او من يريدون استبعاده عن طريقهم.

2 – نلاحظ المادة اعلاه قد وصفت الجريمة بحيث جعلتها مطاطة وقابلة للتأويل وبالتالي تكون خطرة في تضييق دائرتها وتوسيعها حسب الطلب والظرف.

3 - المادة (ثانيا – أ) كان موضوعها استقلال العراق ووحدته وسلامته, وبالرجوع لقانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969 نلاحظ وجود مادة قانونية مشابهه للفعل الجرمي المشار الية في المادة ثانيا من القانون مدار البحث, هي المادة (156) والتي تنص (يعاقب بالإعدام من ارتكب عمدا فعلا بقصد المساس باستقلال البلاد ووحدته او سلامة اراضيه وكان الفعل من شأنه ان يؤدي الى ذلك), وفي هذه المادة فيها شقين ملاحظات ايضا:

أ – نلاحظ تشابه في وصف الجرمين, لكن العقوبة عليه اختلف من الاعدام الى المؤبد والغرامة.

ب - هذا التناقض يؤدي الى اللبس في استخدام القانون الملائم وقد يكون ايضا مادة قابلة للتأويل وبالتالي يطبق قانون العقوبات ضد الخصوم وقانون الجرائم الالكترونية للموالين .

4 – المادة (ثانيا – ب), نلاحظ وجود مادة مشابهه لها في قانون العقوبات العراقي وهي المادة (164) وهي (يعاقب بالإعدام: 1 – من سعى لدى دولة اجنبية او لدى احد ممن يعملون لمصلحتها او تخابر مع اي منهما، وكان من شان ذلك الاضرار بمركز العراق الحربي او السياسي او الاقتصادي. 2 – من اتلف عمدا او اخفى او سرق او زور اوراقا او وثائق وهو يعلم انها تصلح لأثبات حقوق العراق قبل دولة اجنبية او تتعلق بأمن الدولة الخارجي او اية مصلحة وطنية اخرى.)

وهنالك مواد اخرى شبيه بهذه المادة منها المادة (200) حول قلب النظام والترويج للطائفية والمادة (201) روج للصهيونية والمادة (202) اهان الشعب العراقي وكذلك المادتين (206, 206 ) حول التعامل مع منظمات معادية للعراق.

5 – المادة (ثانيا – ج ) , هذه المادة فيها شقين, الاول اذا كان القائم بالفعل مدني والشق الثاني ان يكون عسكري. ففي حاله الفاعل مدني فان القانون المطبق علية هو قانون العقوبات اما في الشق الثاني فان القانون المطبق عليه هو قانون العقوبات العسكري او قانون عقوبات قوى الامن الداخلي .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك