( بقلم مصطفى الكويي )
العصى لمن عصى قاعدة اثبتت صحتها خصوصا مع نوع خاص من البشر المؤمن بالعنف كوسيلة مثلى للتعامل مع الاخرين وفق نظرية شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف. هذا النوع من بشر الغاب يجهل لغة الحوار بل ويحتقرها ويفهمها على انها نابعة من ضعف في موقف المحاور وخوفا من العاصي الذي يرى في نفسه القوة طالما كان خصمه محاورا له,نابذا للعنف,جانحا للسلم,راميا العصى.
وهذا الامر ينطبق الان في المشهد العراقي حيث مدت الحكومة العراقية يدها الى معارضيها حاملتا غصن الزيتون حسبما جاء عن الرئيس المالكي. وقبل ذلك كانت الحكومة قد باشرت بأطلاق سراح العديد من المعتقلين كبادرة حسن نية. وحيث جاء في نص مبادرة المصالحة الوطنية ان عفوا عاما سيصدر عن المعتقلين غير المدانيين. وكما جاء في نص المبادرة ايضا الفقرة التالية: ان يتعهد الراغب بلحصول على فرصة العفو ان يشجب العنف ويتعهد بدعم الحكومة الوطنية المنتخية واتباع القانون. ولكن لنرى ماذا كان جواب بعض هولاء المفرج عنهم: وحسبما جاء في الاتحاد الاماراتية وبالنص الاتي: وفي وقت اعرب فيه مقاتلون عراقيون افرج عنهم ضمن مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي امس من عدم استعدادهم لطي صفحة الماضي,وقال احدهم ويدعى سعد الحيالي انني ارفض المصالحة التي يقترحها المالكي لان ما بني على باطل فهو باطل ورفض الاعتراف بشرعية الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديسمبر 2005 كما رفض الدستور الجديد لان كل ذلك يندرج بلنسبة له ضمن سياق العملية الامريكية الجارية الان. انتهى ان هذا الطليق الارهابي ناقض العهد وشرط الافراج عنه هو عينة من تلك الفئة الباغية التي لا تؤمن الابسياسة القوة واتباع المخاتلة والمكر والغدر والحيلة ونقض العهود ونكث البيعات كوسيلة للوصول الى اهدافها,وما تصريحه الا خير دليل والاعتراف سيد الادلة كما يقولون. انه تعهد بما اشترط عليه كي يطلق سراحه ولكن بعد الاطلاق ينقض وينكث ويتنكر لما في ذمته من التزامات تجاه الحكومة بل ويعلن انتهاج نهج العنف وسياسة الوقوف بالضد منها! حيث سلب الحكومة شرعيتها وبذلك يشرعن استهدافها هؤلاء الطلقاء الجدد هم الحفدة الفكريون لطلقاء الامس الاوائل الذين اطلقهم رسول الله (ص) بعد فتحه مكة والذين مابرحوا ان انقضوا على عترته اهل البيت (ع) الواجبي المودة بنص القران الكريم وكان اجرهم للرسالة ان حاربوهم وفق حلف قرشي جاهلي ومنعوهم حقهم وسلبوهم ارثهم ومن ثم تطور هذا العمل الجاهلي الى اسلوب نكث البيعة ونقض العهد والسم وبعدها انتهجوا سياسة القتل والسبي المباشر ومن ثم انتهجوا سياسة استئصالية طائفية واستمر هذا الحال الى عصرنا الحاضر حيث امتزجت هذه السياسة بل السياسة الشوفينية القومية ضد كل من هو ليس بعربي. وما كان هذا الطليق الا مثل على لؤم طبع الطلقاء المتوارث جينيا. هؤلاء الطلقاء هم نتاج عصبية جاهلية وفكر طائفي وعقلية شوفينية امتزجت بدموية وفاشية النظام المقبور وبعدها لم يبل عطشهم لدماء العراقيين ويملئ اجوافهم القرحى من لحم العراقين الذين ادمنوا عليه الا الفكر التكفيري الخارجي. ومن شب على شئ شاب عليه,وهؤلاء قد شبوا على سياسة الاستئصال لمعارضيهم وفق نظرية العصى اذا ما عصاهم احد,واذا ما هم عصوا سيدهم المهزوم في مرة ما لذلك رأيناهم مطيعيين واوفياء له حاقدين ومتمردين على الوضع الجديد في العراق لعدم وجود سياسة حازمة ضدهم وتوقف العصى عن ترهيبهم. ان خلق الرادع اهم من كبر العقوبة والجدية والعزم على تنفيذها اقوى من تنفيذها اذا ما وصلنا لذلك امنا شر هؤلاء. ان اطلاق سراح هؤلاء دون وجود الية ضامنة تضمن عدم ممارستهم للارهاب سوف يشجعهم على الاستخفاف بتلك التعهدات المطلوبة منهم ومارأيناه الاخير دليل. لنرى ماذا ستفعل الجهات الامنية الرسمية تجاه هذا الطليق الذي جاهر بعدائه وكشر عن انيابه؟؟ هل سيترك طليقا يفعل ما يشاء ام القانون له ولامثاله بالمرصاد؟؟مصطفى الكويياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha