( بقلم : علاء هادي الحطاب )
كان ومازال العراق يمثل رقما مهما في معادلة الامة العربية ... ليس لمكاتنة سياسييه وحذلقتهم . (سابقا) اتسمت سياسة النظام السابق بالعدوانية وعدم التعاطي مع الاحداث سلميا وفق الاعراف والتشريعات الدبلوماسية ... و(حاليا) تتسم السياسة العراقية بالانقسام حول نفسها وفسح المجال امام الاخرين بالتدخل (سلبا) في العراق وكل يعتمد في ذلك لمن يدفع له ماديا وسياسيا واعلاميا .
مكانة العراق في الوسط العربي اكتسبها من خلال ابنائه الذين مثّلوا طليعة متقدمة في شتى الميادين العامة في العالم اجمع .... فلا تكاد تخلو مؤسسة (عالمية) علمية او ثقافية او رياضية ..او ..او ..او.. من عراقي يبدع فيها ويطورها ويقدم لها الافضل.
صار العراقي هوية متنقلة في كل ابداعات المبدعين ومؤسِسة لكيانها اينما وجدت ، وكون العراق بلدا مؤسسا لجامعة الدول العربية فرض نفسه كدولة عربية لها مكانتها على كل الاستراتيجيات التي حاولت وتحاول تهميش دوره العربي ... ولصق قومية اخرى به ... كالفارسية وغيرها، لكن وجود هذا العدد البرلماني العربي على الاراضي العراقية في هذا الوقت بالذات له دلالات كبيرة ... اهمها ان العراق بالرغم من كل ما يحدث ويُقال عن مشروعه السياسي ويُعمل ضده في الغرف الظلماء ... يبقى بلدا مهما ومحط انظار الجميع ... سيما بعد وضوح رؤيته السياسية والتغيرية الديمقراطية الجارية فيه.
انعقاد هذ المؤتمر وبمشاركة كل الدول العربية سوى (الصومال وجزر القمر وليبيا) يعطي فرصته للعراق كي يثبّت خطه السياسي العام (المتفق عليه) في التعامل مع الاخرين ... والمطالبة بتمثيل دبلوماسي عربي رسمي اكبر ... وعدم التدخل السلبي ... وايقاف ارسال العقول والاحزمة الناسفة وضرورة التدخل الايجابي من خلال الاستثمارات ، فضلاعن اسقاط الديون ، لأن الاعراب حتى لحظة انعقاد المؤتمر لم يعترف كثير منهم بالعملية السياسية الجارية الان ... وما قاله ممثل امين عام الجامعة العربية بأن العراق بلد محتل الا دليل على ذلك ... من جانب اخر فشل السياسيون العراقيون من الخروج بموقف موحد في قضية عربية (الجزر الثلاث) المخَتلف بها مع ايران يعطي مجالا اكبر للتشكيك بالولاء العراقي العربي وربما الولاء لأيران وهذا ما يحاول العراق الابتعاد عنه لأننا لانريد ان نكون بأي شكلٍ من الاشكال اداة دفاع عن اخرين .
المهم استطاع هذا المحفل الكبير ان يقرب الامة العربية اكثر من الواقع العراقي ... واتاح لهم الفرصة اكبر للاطلاع عن كثب على شكل الحكم في البلاد ... والكشف عن التضليل الاعلامي الذي يُسَوق للكثير منهم يوميا ... اما اقليم كردستان فقد مثل العراق في هذا المحفل خير تمثيل من خلال ادارته الجيدة ميدانيا... يبقى على الجميع استثمار هذا المنجز المهم...........................................................كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha
