المقالات

إصبع على الجرح..كان شارع المتنبي ...

1315 2020-11-07

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

كان شارع المتنبي ولزمن قريب مصداق للحالة العراقية الأبرز والأرقى على المستوى الثقافي بما يمثله من إرث معرفي في الذاكرة البغدادية وما كان عليه ولم يزل واحة عراقية متميزة تجمع أعلام الحرف ورواد اكلمة من الأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين فضلا عن كونه سوق مفتوحة للزاد المعرفي للكتاب الذي لم يفارقه حتى في زمن البعث الهدام حيث يجد الباحث والقاريء ما يريد ملقيا على الرصيف او مخفيا بين رفوف المكتبات عند بعض الثقاة .

 مقهى الشاهبندر والمنتدى الثقافي البغدادي والمطابع والمكتبات والقاعات المفتوحة للجميع وفضاء الحرية الذي يخيم على الجميع وسوق السراي وكبة ابو علي ومفردات تستوطن الذاكرة في كل زاوية منه ؛ لم تعد كما كانت ولم يعد شارع المتنبي كما كان بعد إن امتدت اليه زواحف المأزومين والشواذ وأوساخ السياسة وفساد الفاسدين وأشباه المثقفين .

 شارع المتنبي الذي كان يمثل الملتقى الدائم لكبار الأدباء والكتاب والمثقفين والشخصيات الوطنية صار اليوم مرتعا للكثير من الهمج الرعاع التي لا تتوانى عن التجاوز على من شائت وكيفما شائت , كاتبا كان او أديبا أو شخصية وطنية حيث لا رادع لهم  ولا رقيب .

لم تعد الحرية التي كنّا نتمتع بها في هذا الشارع كما كانت للتعبير وابداء الرأي وقول الكلمة الهادفة بمنتهى الرقي والتحضر  . نعم الحرية اليوم في شارع المتنبي يمارسها البعض من ذوي الوجوه الكالحة بأفواه نابحة بين نعيق ونهيق في وسط الشارع وفي المقهى حيث الألفاظ الهابطة ركن من اركان حريتهم والتطاول على المثقف والوطني  حق من حقوقهم .

 صار شارع الثقافة اليوم مكان لا يصلح للمثقفين فعلى المثقف أن يتوقع انه سيتعرض للإهانة من أنصار الجريذي واصدقاء الجرو . صار شارع الأدب يشكل خطرا على الأدباء جراء التجاوز عليهم من قطعان غير المؤدبين . نعم لقد صار شارع الكلمة والمعرفة غير مؤهل لإحتواء أصحاب الكلمة الحرة والموقف النبيل بعد أن تفشى وباء الجهل فوق ارصفته وفي قاعاته ومقاهيه .

صار من البديهي أن يزدحم الشارع بجماعات من الذين لا يقرأون ولا يكتبون أو هناك من يدخل له من سوق السراي ليأكل (كبايّة) من مطعم ابوعلي ويخرج من الجهة الأخرى ليعلن انه صار ملحدا !!!  .

 في مقالي هذا لا اقصد حصرا وما تالمت له بما حصل الى  اللواء عبد الكريم خلف الذي عرفناه شخصية وطنية وانسان مهني ملتزم وخلوق حيث تطاول عليه نفر تعبان من نفايات الزمن الأغبر لكنني اقول واخساراته .

 لقد صار شارع المتنبي الذي نتباهى به امام العالم حتى انه صار شاخصا ثقافيا سعت محافظاتنا بل والكثير من الدول الى استنساخه والذي  حاول الظلاميون قتله بتفجير دموي قبل عدة سنوات فخاب ظنهم  صاراليوم مرتعا مخيفا لبعض الشواذ وكل من هب ودب يتملقون فيه للفاسدين واللصوص والأمعات ويحقرون كل شخص مهذب او اديب او كاتب كيفما شاءوا  وبالوقت الذي يشاءون . نعم كان شارع المتنبي ...

____________________

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك