وأن أبناء العراق متذمرين من التقسيم الطائفي للشعب العراقي بمقولة أن العراق يتكون من العرب الشيعة والعرب السنة والأكراد، فلماذا تُمسح بهذه السهولة قومية كاملة تعتبر القومية الثالثة من مكونات الشعب العراقي
التركمان تذبحهم سكاكين التكفير في قره تبه ويهمشهم الاسلاميون في لندن
في الطريق بين قره تبه ومحافظة ديالى قرب منطقة العظيم أوقف الارهابيون والتكفيريون سيارة نقل ركاب تقلّ خمسة وعشرين طالبا من طلاب الجامعة والاعدادية حيث هم متوجهون الى أداء الامتحان الوزاري لآخر السنة كما هو معهود، وذلك يوم الأحد المصادف 4/6/2006، وبعد تفتيش هويات الطلبة أطلق سراح أربعة من الطلاب وهم ينتمون الى أعزائنا وإخواننا من التركمان السنة، وإثنان ينتمون الى القومية الكردية وتسعة عشر، هم من أبناء التركمان الشيعة قد قتلوهم جميعا وبدم بارد تنفيذا للفتاوى الضالة التي نادى بها علماء البلاط والفضائيات في تجويز قتل الأبرياء العزل في العراق، ولتحقيق حلم إرجاع عقارب الساعة الى الوراء.
وأن هذه الزمر المجرمة والتكفيريين بعملهم هذا باطلاق سراح أربعة من أبنائنا واخواننا الشباب من التركمان السنة يريدون دق أسفين الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي بصورة عامة وبين أبناء القومية التركمانية الواحدة بصورة خاصة.
ولكننا نحن التركمان الشيعة نقول ونبين لهؤلاء الارهابيين أينما حلّوا واستقروا سوف لاننخدع لمثل هذه الأعمال الأرهابية والوحشية التي لا يمكن أن يجدها أو يراها أي أحد حتى في عالم الغاب.
وأن هذه الدماء الطاهرة للتركمان الشيعة والأكراد التي اختلطت في لحظة واحدة بعملية جبانة يندى لها جبين الانسانية، وصعدت تلك الأرواح البريئة الى بارئها لتشتكي الى ربها بأي ذنب قتلت، وسفكت دمائها؟ وتركت عيون أمهاتهم باكية، وقلوبهن مملوءة بالحزن والأسى؟ سوف لم ولن تذهب سدى باذن الله.
وإن كل قطرة من هذه الدماء الطاهرة الي أريقت ظلما وعدوانا، وكل روح من هذه الأرواح البريئة التي عرجت الى السماوات العلى تلقي المسؤولية الى عاتق كل مسؤول تبوأ مسؤولية في الدولة العراقية سواء كان المسؤول عربيا او كرديا او تركمانيا إن كان هناك مسؤول تركماني في سلم القرار الأعلى، وسواء كان شيعيا او سنيا او غير ذلك، وتنادي ألله ألله في دماء العراقيين وأرواح الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، وعليكم ترك نزاعاتكم الحزبية والشخصية، والمصالح القومية والطائفية، وأحلام إرجاع عجلة الزمان الى الوراء للتسلط على رقاب أبناء الشعب العراقي مرة ثانية.
وأن أبناء العراق متذمرين من التقسيم الطائفي للشعب العراقي بمقولة أن العراق يتكون من العرب الشيعة والعرب السنة والأكراد، فلماذا تُمسح بهذه السهولة قومية كاملة تعتبر القومية الثالثة من مكونات الشعب العراقي، والعجب كل العجب بأن يقف أمام الجماهير في ندوة في دار الاسلام في لندن من يدّعي بالخط الاسلامي ويدّعي بإنتمائه الى الحركة الاسلامية في العراق ويكرر ثلاثة مرات في محاضرته التي كانت على الارهاب وأساليب معالجته، بأن العراق يتكون من العرب الشيعة والعرب السنة والأكراد، وحينما طلبت لمدة دقيقتين مداخلة لرد هذه التفوهات الغير المسؤولة لم يسمحوا لي المجال لرده ترهاتاته وتقولاته الغير الواقعية والسياسة التهميشية التي يتعرض لها التركمان في العراق حتى من قبل من يدعون أنفسهم بالاسلاميين، وهم يدعون بأنهم يعيشون في عراق الديمقراطية والتحرير، وهم يعلمون علم اليقين بأن التركمان قد وقفوا معهم في كل وقفة وقدموا الشهداء تلو الشهداء، ولا أدري ماذا يكون جواب أمثال هؤلاء حينما يسمعون ويقرأون أخبار قتل التركمان الشيعة وذبحهم كما في عهد الطاغية صدام بتهمتي الطائفية والقومية؟ وهم يذبحون الآن كما في السابق بمنشار التعصب الأعمى القومي والطائفي... وقفوهم أنهم مسؤولون.
وأنه لمن الضرورة بمكان أن أذكّـر أمثال هؤلاء المتفلسفين سؤال طرحه شهيد العراق والاسلام السيد محمد باقر الصدر الى التأريخ قائلا: لو كنا نملك دنيا هارون الرشيد أما كنا نقتل أو نذبح موسى بن جعفر؟
مجرد سؤال طرحه الشهيد السعيد الصدر العظيم لكل مسؤول في عراق اليوم وننتظر الجواب.
أيها الشهداء الأبرياء من تركمان قره تبة وأخويكم الكرديين المظلومين الشهيدين الذين عرجت أرواحهما معكم وكأنكم تقولون وتشهدون للتأريخ والانسانية جمعاء وللشعب العراقي بشكل أخص: بأن التركمان ليسوا ضد الأكراد ولكنهم ضد التهميش والظلم والاستيلاء على مناطقهم بالقوة والاكراه، وتغيير ديموغرافية مدنهم ومناطقهمن ودمج هذه المناطق بسياسة الترغيب والترهيب باقليم لا ناقة للتركمان فيه ولا جمل.
بهذه المناسبة الأليمة التي تقرح قلوبنا والتي تقع مثيلاتها كل يوم في عراقنا الجريح نقدم خالص التعازي الى ذوي الشهداء الأبرياء جميعا، ونعاهدهم جميعا بأن نسير على خطاهم وندعو الله تعالى أن يفرغ علينا صبرا ويثبت أقدامنا ولا يزغ قلوبنا ويهدينا جميعا لوحدة العراق وشعبه وأرضه وسمائه ، وأن يجعل اليمين والقسم والحلف الذي حلف وأقسم به كل مسؤول أمام كتاب الله المجيد وأمام الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، على أن يحفظوا وحدة العراق أرضا وسماء وشعبا، أن يكون هؤلاء المسؤولين صادقين في حلفهم ويمينهم وقسمهم ذلك، وأن يكونوا صادقين أيضا مع شعبهم ووطنهم الذي يشربون من ماءه ويتنفسون هواءه ويأكلون من نعمائه.
https://telegram.me/buratha