المقالات

الصحيفه السجاديه ... مدرسة ومنهج


( بقلم : حيدر شامان الصافي )

الدعاء هو ذروة الكمال الانساني وبه يتحرر العبد من أسر العلائق الدنيويه وهو الحلقه الرابطه بين بركة وجود الانسان والبحر اللامتناهي للرحمه الربوبيه،الترنم القدسي للدعاء ،يهب لارواح الوالهين بالله حلاوة وطراوه ويشعل في قلب المحبين لاوليائه عليهم السلام نور الهدايه .

الصحيفه النورانيه التي نزلت من سماء عرفان العارف بالله والعقل النوراني سيد الساجدين لخلاص عباد الله من سجن الطبيعه وتفهيمهم ادب العبوديه والقيام في خدمة الربوبيه .. كثيرون هم الذين لايعرفون عن الامام السجاد عليه السلام شيئا اذ انهم يعرفون عنه الاماتعطيه كلمة (السجاد)و(زين العابدين)من معنى لايوصلهم الى اكثر من انه رجل محراب ،ورسالة الحقوق التي رسمها الامام عليه السلام اصبحت قانونا لسائر الاجيال بها يعرف كل انسان حقوقه الواجبه له والحقوف المترتبه عليه وتلك صحيفته (زبور ال محمد) الخالده خلود التاريخ بما انطوت عليه من توجيه وارشاد تضيف الى تلك الصوره صورة امام يوجه الرعيه الى طريق الخير.

لقد آلت الاوضاع الاجتماعيه أبان عهد الامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام الى الترف والرخاء والاسراف في الملذات الدنيويه حتى كاد يطغى هذا الجو المفعم بالماديه البحته على الجو المعنوي الذي لابد من ايجاده  حتى لايفقد الانسان طعم الحياة الاخرويه وملذة العباده ومناجاة الرب في دياجي الليل المظلمه وفي غياهب متاهات الحياة وهذا الوضع المترف اقلق الامام عليه السلام لانه كان يرى السيل الجماهيري ينجرف نحو الماديه ويبتعد عن روحانية العباده ،بالاضافه الى الدكتاتوريه الحاكمه المسلطه على ارقاب المسلمين ..

عند ذاك اراد الامام سلام الله عليه ان يلتمس طريقا اخر لهداية البشر ومحاربة العتاة الظالمين فكان الدعاءوكانت الصحيفه السجاديه التي تعتبر بحق افضل السبل لتقرب الانسان الى بارئه ،لما يخيم عليه جراء مطالعته وقراءته ،جو من المعنويه والوفاق وتطفئ في نفسه الملذات الزائفه وتضفي على روحه القيم الخلقيه والخصال المعنويه، فتتماسك صلاته بربه وخالقه ..

وهي الثوره الفكريه والعلميه التي تمثل الابداع والانطلاق والتطور ولم تقتصر على علم خاص ،وانما شملت الكثير من العلوم كعلم اصول الدين ،والاخلاق،وعلم الاجتماع ، والسياسه ،والاقتصاد ،وعلم النفس ،وأهم المسائل الفكريه والثقافيه،كل ذلك في اطار الدعاء والمناجاة مع الباري عز وجل ..

وتشتمل الصحيفه السجاديه على الادعيه والصلوات وذكر ال محمد ودعاء الصباح والمساء والمناجاة وادعية الايام والتسبيح والتحميد والدعاء عند الشده وطلب الحوائج ومكارم الاخلاق واللجوء الى الله والدعاء للابوين وللاولاد وعند صلاة الليل ودعاة الاستخاره وطلب المغفره الى الله والدعاء لدفع كيد الاعداء ولاستكشاف الهموم وادعية اخرى كثيره لايستغنى عنها المؤمن في حله وسفره في الحاضره والباديه ،في الشده والرخاء وفي كل حين وكل آن وهي  مدرسه متكامله توجٌب وعي الامه وسوقها لى الايمان والفضيله والتقوى..

مركز ابحاث الاهوار .............جامعة ذي قار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك