المقالات

من يخرق الدستور ؟

1843 2020-10-02

 

‎ مجيد الكفائي||

 

‎مايميز اي دولة عن غيرها من التجمعات الاخرى هو وجود دستور يحدد شكل الدولة ونظام الحكم فيها، لذا يعتبر الفقهاء :الدستور الركن الاول في في بناء الدولة القانونية ،وهو من يكسب اي تجمع سكاني الصفة القانونية للدولة اولا ويميزها عن اي تجمع سكاني آخر ،والدستور هو من يضع قواعد ممارسة السلطة ووسائل وشروط استخدامها وحقوق الافراد وحرياتهم .

‎والدستور يتمتع بالسمو والعلوية اي انه اعلى واسمى من كل ما سواه، لان عدم الاعتراف للدستور بالعلوية والسمو يتسبب بانهيار الدولة كنظام حي وثابت، وهو الاساس لاي نشاط قانوني فيها وملزما لكل السلطات العامة، فكل السلطات تستمد شرعيتها وقوتها من الدستور، لذلك عليها ان تتقيد به وتلتزم بمواده والا فقدت شرعيتها واساس وجودها، والمبدأ المعروف في الفقه الدستوري والذي يسمى سمو الدستور هو ضمانة للديمقراطية وصيانة لحقوق الافراد وحرياتهم وضمانة لمبدأ المشروعية ،  ومع ما للدستور من العلوية والسمو والاحترام عند كل الدول الا انه في العراق مجرد حبر على ورق ، فلم يضمن حقوق الشعب العراقي ولا حرياته و لم يصن كرامته او يمنع المتنفذين من ظلمه ، وقد تعدت بعض السلطات العامة والتي تستمد شرعيتها من الدستور على تلك الحقوق والحريات وجعلت من الفرد العراقي فقيرا معدما ونهبت ثروته واقلقت راحته وسلبت صحته وجعلته يعيش الذل والهوان والخوف والقلق،ولم تعطه حقوقه من امان وعيش كريم وخدمات وحريات، وعطلت مواده وخرقت نصوصه التي من المفروض ان تكون سامية ومحترمة .

‎ان السلطات كلها تستمد شرعيتها من الدستور وان لم تحترمه فلا شرعية لها واحترامها للدستور يجب ان يتجسد فعلا على ارض الواقع في حماية الانسان العراقي من الفقر والذل والحاجة وتوفير الخدمات له جميعها وحمايته من الفاسدين الذين نهبوا ثروته واهانوا كرامته والا فانهم يخرقون الدستور وعلى الجهة المعنية بالرقابة الدستورية اتخاذ اجراءاتها بحق من يخرق وينتهك الدستور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ايمان علي المحمداوي
2020-10-02
موفقين ان شاء الله
ام قمر
2020-10-02
فعلا الدستور في العراق حبر على ورق الدستور منتهك ولا وجود له أين الحقوق التي نادى بها الدستور ؟؟الشعب مهان ويعاني من الفقر كل بلاد العالم تتقدم الا العراق سيرجع إلى العصر الحجري لأنه صراحة من دون قيادة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك