المقالات

المرأة العراقية... ابداع متجدد


( بقلم : هدى الجابري )

الابداع بالنسبة للمرأة العراقية لم يكن حديث اليوم بل عرفت المرأة بقدرتها في جميع الامور التي تمسك بزمامها فلا يصعب عليها شيء او تنثني ارادتها بسهولة، حيث تستطيع ان تزيد من انتاجية ما بين يديها وتبدع فيه. لقد تقلدت المرأة العراقية مناصب عليا لم تستطيع النساء في الوطن العربي او الغربي من الوصول اليها بالرغم من ان تلك البلدان معروفة بالديمقراطية والحرية والدعوة الى المساواة، لكنها لم تحقق ما تصبوا له المرأة من مناصب عليا، بل ليس هذا فقط بل ابسط حقوقها لا يعترف بها، فالنساء في بلدان عربية لا يستطعن تناول عصير في كافتيرا مالم ياتي معها رجل ويدعى(محرم) على الرغم من اتباع الشريعة الاسلامية الا انهم لايطبقونها بالصورة الصحيحة بل يأتون بأقاويل وأحكام واعراف بعيدة كل البعد عن الشريعة السمحاء التي جاء بها الرسول الاكرم محمد(صلى الله عليه واله وسلم).

لقد اختلفت المرأة العراقية عن باقي نساء الدول الاخرى حين مارست حقها في كل المجالات، فعملت بكل الاعمال وساهمت بمختلف الانشطة، وهنا ك نساء صنعن من لا شيء مؤسسات ومنظمات ثقافية وتعليمية واخرى لاعانة الايتام والفقراء. تلك هي المرأة التي لم يقف امامها حاجز ولا نظام ظلم ولا سيطرة دكتاتورية بل على العكس من ذلك جاءتنا اليوم بصورة أروع مما كانت عليه بالأمس فبعد ان شهد عهد الستينيات تسنم اول امرأة عراقية منصب وزيرة وهي نزيهة الدليمي فقد ولدت في عهدنا الجديد وزيرات وبرلمانيات ومستشارات ومسؤولات لجان واصوات متعالية لربما تعلو في النقاشات السياسية على اصوات الرجال اثناء جلسات مجلس النواب والمحاور والاستشارات القانونية، ولم تنس المرأة العراقية كونها أم وزوجة ولديها مسؤوليتها اتجاه العائلة، فقد اهتمت بلجنة الطفل والمرأة واشتراك في بناء الخطوة الأولى للعراق الجديد، فهي تتحمل مسؤوليتين، مسؤوليتها خارج البيت والاخرى داخله، ورغم هذا كله فهي لا تقصر في اداءها لواجبها زوجة وأماً واختاً بل اصبحت اكثر بريقا من الامس.

وبعيدا عن المناصب السياسية بل اصبحت صورتها ارق وابهى من صور الحياة لقد عرفت العراقية بكفاحها ونضالها الدائم والمستمر فلم ترحل نازك الملائكة بل هي تعيش في مفرداتها وفي مقدرات الشاعرات العراقية كسمرقند الجابري التي اقتطفت جائزة الشارقة بالمرتبة الاولى لتسجل حضورا لانجاز المرأة الثقافي في ظل الكم الهائل من القصص والقصائد والابداع، وهناك العديد من المبدعات في كل المجالات كالفن التشكيلي والتمثيل والعزف.

ولقد عرفنا فوز العديد من المبدعات العراقيات في الجوائز الاولى لمهرجان ومسابقات بل وحتى اقامت جوائز باسمائهن كالمهندسة المعمارية بهاء حديد التي فازت بالجائزة الاولى لتصميمها وتسمية الجوائز الاخرى كجائزة الصحفية اطوار بهجت التي تمنح للصحفيات قي الدول المختلفة، ليبقى هذا الاسم للصحفية الشهيدة والصحافة التي قدمت الكثير من اجل الخوض في كشف الحقيقة.

ان المحاولات الكثيرة لقمع الحركة النسوية ما هي الا محاولات فاشلة لم تصل الى أي هدف بل على العكس من ذلك فقد زاد اصرار المرأة العراقية واثبتت مكانتها السياسية والاجتماعية والثقافية بمختلف المجالات الاخرى. فكان تشكيل التكتل النسوي في البرلمان العراقي صفعة لوجه من يدعي تبني المطالبة بحقوق المرأة ويحاول ان يظهر دور المرأة البرلمانية بالمستوى الركيك والمنهك، فكما هو دور الرجل في البرلمان وحضوره ومناقشاته هو كذلك دور المرأة العراقية التي هي كالنخيل البازغ كلما هز ينهمر رطبا جنيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك