المقالات

إصبع على الجرح..أبو سامي والثور..

1155 2020-09-19

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

تجاوز ابو سامي الخمسين سنة من عمره وهو خال الوفاض من أي التزام ديني فلا صلاة ولا صوم ولا شأن له بحلال او حرام  رغم انه يعيش فقير الحال معتمدا على الثور الذي يملكه ليحرث به أرض الناس فكل شيء لديه مباح مستباح على العكس من زوجته الحاجة ام سامي التي تخشى الله وتدعوا له في صلواتها أن يهديه ويعيده الى صوابه.

 أصيب ابو سامي بوباء الكورونا وسائت حالته وتدهورت صحته حتى يأس منه الأطباء فتوجه بالدعاء الى الله ان يتقبل توبته ويعفوا عنه وأقسم انه إذا نجا من محنته سوف يكون مؤمنا ملتزما ولا يعصي الله أبدا .

شائت الأقدار وأصبح اليوم الثاني وإذا بأبو سامي صاحي الجسد متعافي بتمام العافية فحمد ربه وشكره والحاجة أم سامي تزغرد وتصيح به اشكر ربك واعقل ويكفي معاصي . تغيرّ صاحبنا تماما في التقيّد بثوابت الدين والتزم بصلاته ومفردات العمل في حياته .

في يوم من الأيام خرج أبو سامي من بيته فجرا لقيم صلاة الصبح في المسجد وكان خاشعا جدا حتى انه قرأ القرآن قبل الصلاة وبعد الصلاة ويستغفر ربه كثيرا ويذكر الله كثيرا ويسبحه كثيرا .

غادر المسجد ليعود الى البيت وفي الطريق وهو مشغول بالتسبيح شاهد سيارة حمل واقفة وحولها مجموعة من الرجال يحاولون إصعاد ثور في السيارة لكن الثور يقاومهم ويرفسهم برجليه ويرفض الصعود .

توقف أبو سامي فهو قد صار رجلا مؤمنا ويحب فعل الخير فتقدم اليهم ووضع كفّه على رأس الثور فألتفت اليه الثور ونظر اليه وصعد الى حوض السيارة بدون أن يدفعه أحد .

 فرح ابو سامي من القلب وشكر ربه كثيرا وحمده كثيرا وقال في نفسه سبحان الله هذه بركات التسبيح لله جعلتني مباركا فمجرد وضعت كفي على رأس الثور هدأ واطمأن وصعد .

 شكره الرجال وقالوا له انت انسان ميارك فغادرهم مكملا طريقه الى بيته لكنه ما ان وصل البيت حتى سمع زوجته تولول وتبكي وتلطم على رأسها . قال لها ما بك خيرا ماذا حصل .

 قالت له يا لسوء الحظ يا للمصيبة  لقد سرقوا الحرامية الثور .

نظر لها ابو سامي وضحك ثم ضحك ثم عاد ليضحك من جديد فأستغربت زوجته ذلك منه وقالت له ما بك هل هناك شيء يضحك بهذه المصيبة ..

 قال لها .. ماذا اقول لك يا ام سامي (الثورعرفني وانا لم اعرفه .) . لا ادري ما الخبر فينا اليوم فثيراننا كثيرة ولا نعرف هل نحن لا نعرفهم ام هم لا يعرفونا ام كلانا لا يعرف بعضنا ومن فينا الثور  ومن فينا المؤمن ومن فينا الحرامي ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك