المقالات

ألقاب مزيفة..!


محمد  الكعبي||

 

 قال تعالى{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ...}  يوسف : 40

  القرآن يوجه الانسان كي يكون حراً، ليكسر القيود التي جعلته عبداً لنفسه ولشيطانه ولعشيرته ولقوميته وحزبه، لينطلق في أفق العبوديّة الحقيقيّة لله تعالى الذي لا معبود سواه، ليسير في دنيا الصراع والتزاحم مطمئناً مستقراً ليحطم جميع الاصنام التي صنعها بيده.

 كيف يحطم الأصنام؟

وأي أصنام يحطم؟ التي صنعها بيده أم التي نسجها بمخيلته المريضة ؟

هل يمزق الصور التي منحها ثقته فقتلته؟

 الاوهام التي صنعها الإنسان بيده أمس احتقرته اليوم واستخفت واستهزأت به وجعلته تابعاً وهي تنظر اليه مسحوق تحت أقدامها، ومرغت بأنفه التراب، فَحَكَمته بما تُريد وهو ضاحكٌ، وإذا استشعر , لا يغير شيء لأنه أوقف عقله عن العمل.

لا تلوم الأمة البائسة الا نفسها ولا تبكي الا على حالها، لأنها هي من قتلت نفسها، وما أشبه اليوم بالبارحة والقادم أبشع وأمّر.

إذا لم تصحُ الأمة من سباتها ستبقى كل يوم يُقتل الامام الحسين(×) بين ظهرانيها  وتسبى زينب(÷) ,وتبقى الأمة تتلاطم وتبكي و تندب حالها تنتظر مَهديّها القادم من بعيد الذي أبعدته ذنوبها، فتعساً لأمة تبكي بلا حركة، أما آن الأوان أن تتوب ليرفع الله عنها العذاب؟.

إلى متى يا أمير المؤمنين تبقى تُقتل على أعتاب محرابك والناس لاهيه عنك و منشغلة بغيرك ؟

 أما آن الأوان لأن تصحو الامة من سباتها لتحطم الصنم القامع في قصره وبين حواشيه, يشرب الخمر على جثث ضحاياه، ويستمع إلى أنغام الجواري بجوار دموع الثكالى وصراخ الأيتام وانين الفقراء ؟  

  اتبعنا أصناماً صنعتها أيدينا وهتفنا لها، وقدمنا ابنائنا و أرواحنا قرابين لها وهي غير مكترثة بنا، بل منشغلة عنا لاهية بغيرنا، ويلٌ لنا لأننا عبدناها من دون الله.

أصنام اليوم تصلي وتصوم وتقرأ القرآن وتلبس الخشن وتُلقب نفسها بأمير المؤمنين وخليفة الرحمن، لقد أجادت الدور، واجتهدت باستغفال البسطاء، فقطعت الرقاب وهي تكبر، و سفكت الدماء وهي تصلي، وسرقت الأموال وهي تزكي، فشاع الفساد وضاع الحق بين مدعٍ كذاب ومنافق انتهازي ومؤمن مستضعف واعلام مضلل.

آه أي دين هذا إنه دين ابليس وليس قديس، دين الضمائر الميتة، دين النفاق، دين البترول والمنتجعات، دين تُذبح الفضيلة على أعتابه وتُهتك الحرمة في محرابه، لا يعي إلا لغة الجواري والعبيد والخمور و الحروب، دين الذبح والتفخيخ،  دين يُقتل فيه المؤمن في محرابه، والفاسق مُنعم في حانته، دين يُذبح فيه الحسين× بلا ماء في عرصات كربلاء ويزيد يصلي في حانة الخمر.

أريد دين يعيش مع الفقراء والمحرومين، لا يُقسّم الناس حسب المناطق والبيوت، أين دين الله؟ سأبحث عنه حتى اجده وان كان الطريق مليئاً بالأشواك . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك