المقالات

ماكرون واريان بين الصليب وحقوق الإنسان.

1663 2020-09-03

 

د باسم العابدي ||

 

عرفت فرنسا بأنها مهد فكرة الحروب الصليبية ففي عام ١٠٩٥ ميلادية وقف البابا اريان الثاني خطيبا وسط الحشود في الجنوب الفرنسي يحرض على احتلال فلسطين تحت راية الصليب وكانت الحملة في ظاهرها دينية تحت مسميات جذابة منها: رحلة الحج ؛ حملة الصليب ؛ الرحلة إلى الأرض المقدسة؛ الا انها في الحقيقة كانت حربا توسعية استكبارية تختبئ تحت ظل الصليب.

بعد (٩٢٥) عاما  على خطاب اريان الثاني وقف الرئيس الفرنسي ماكرون  خطيبا في بيروت إلا أنه لم يرفع علامة الصليب هذه المرة  فقد كانت الشعارات المناسبة لهذه المرحلة من الهيمنة والاستغلال  هي الحقوق المدنية وحقوق الإنسان والإصلاحات السياسية.

أخذ ماكرون في زيارتيه الاولى والثانية يتحرك في بيروت وكأنه الرئيس الشرعي للبنان ؛ يزور المطربة اللبنانية فيروز في بيتها الخاص ويتفسح على الساحل اللبناني وحده دون أن ينظم المسؤولون اللبنانيون زياراته الترفيهية او التبشيرية.

الجديد في الأمر أن بعض المسيحيين اللبنانيين وغير المسيحيين منحوا ماكرون في القرن الحادي والعشرين  ما لم يمنحه اسلافهم لاريان الثاني في القرن الثاني عشر من استعداد للخيانة والعمالة والعبودية فقد قدم بعض اللبنانيين لائحة بالتوقيعات السوداء تضمنت دعوة ماكرون لممارسة حكم لبنان بنفسه او ضمها إلى فرنسا ان شاء.

ولكن مع كل الإهانات التي وجهها ماكرون للساسة اللبنانيين وحديثه المتعالي واملاءاته الغريبة على الساسة اللبنانيين  إلا أنه اذعن صاغرا لحزب الله  على الرغم من حجم البروباغندا الأمريكية والأوروبية لشيطنة حزب الله وتجريمه

والاستماتة في تحييده والغاء دوره والتقليل من تاثيره في القرار اللبناني ولم يستطع إلا أن يعترف لحزب الله بحق الوجود والشراكة في العملية السياسية في لبنان مما يثبت أن  طريق المقاومة هو الحقيقة الوحيدة التي تحفظ للمسلمين كرامتهم  وعلوهم انطلاقا من قوله تعالى:

(ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون).

تبختر ماكرون في بيروت وتنقله في شوارعها وكأنه فاتح قادم من اعماق التاريخ يجب أن لا يتكرر في بغداد فالعراق الذي تعمد بكرامة الحسين وعنفوان الحسين وهيهات الحسين  لايصافح الفاتحين ؛ حتى القيان في العراق لاتصافح الفاتحين.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك