المقالات

العراق وحاجته الى  قانون الهواء النظيف


د. حيدر البرزنجي||

 

 في  ديسمبرعام 1952 ، غطى بريطانيا ضباب ملوث أسود  استمر لعدة أيام  ، وقد قدرت التقارير يومها،  ان ما بين 3500 الى 4000 ضحية ، قضوا نتيجة لذلك التلوث , ثم اظهرت الدراسات اللاحقة ، ان الوفيات الحقيقية أرقاماً أعلى بكثير.

نتيجة لكارثة الضباب الملوث ، وفي عام 1956 شرّع  قانون ( الهواء النظيف )  ينصّ على الزام  السلطات المعنية في الحكومات البريطانية المتعاقبة  ، على حماية الاجواء البريطانية  وابقائها نظيفة  من التلوث .

 ماذا عن أجواء العراق ؟  لقد امتلأت بالضباب السياسي والارهابي الملوث ، بسبب قوة الغاز المنبعث من الدول  والفتاوى المنتجة للحقد والتطرف ، وما يعكسه في  داخل البلد ، ما جعله يعاني من تلك  الموجات  الملوثة ، وبالتالي باتت الحاجة ماسّة ، الى تشريع" قانون الهواء النظيف " في البرلمان ، كي لايشطح  رئيسه بتصريحات طائفية مقيتة تشوه الحقيقة ، بتحميل  السلاح المنفلت ، مسوؤلية  أغلبية سكانية ، قدمت الاف الشهداء ، من أجل الحفاظ على الدولة وكيانها  ، وتنظيف العراق  من التلوث الداعشي  ،وقبله القاعدة ومنظمات الارهاب ، الهواء الملوث الذي طالما تنفسه  ذلك الرئيس التشريعي واختنق به في مناطقة ،قبل ان ينظفه أبناء العراق  - ولولا الحشد ماسمعنا بأحد -  وبفضلهم تنفس العراقيون هواء نظيفاً يحاول البعض اعادته الى التلوث .

 في حوار دار بين الملكة اليزابيث الثانية والجدة حول صفات خصائص الملك والحكم، قالت الجدّة:  الحكم الملكي رسالة من الله يدفع بها إلى من يود رفعهم في الارض ، وهي منصب إلهي يأتي من الله ذاته،  ورسالة الله المقدسة لتشريف الارض ليعطي الناس العاديين ، هدفاً يسعون اليه ومثلاً  ، لذا اختارك الله ولم يعينك أحد ، وهذه  مسؤوليتك  امام الله لا أمام الناس .

يبدو ان الرئيس التشريعي ،استوحى بعض هذه النصوص ، لينطلق في تصريحاته ، كأنما هو منصبّ من الله ، ووفق مزاج سياسي  يدفع ثمنه العراقيون كل يوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك