المقالات

هل ضحايا العراق اليوم شهداء ؟ لنسمع الجواب من الحسين (ع)


بقلم : سامي جواد كاظم

آه يا عراق الذي بات ينام ويصحو ولا تفارق أُذُنَه كلمة الشهيد والتي باتت الأكثر تداولاً واشتهاراً في بلدي بسبب ما يتعرض له من أعمال عنف وإجرام جاء بها الجار قبل أهل الدار ، فما من نشرة أخبار يومية الا وذكرت شهيد وشهداء في اخبارها ، ما ان تنظر الى الجدران حتى تتراى لك القطع السوداء المكتوب عليها الشهيد او الشهداء .ولكن الامر اللافت للنظر ان هنالك من هو ليس بشهيد فيقال له شهيد وهنالك من هو شهيد لا يعتبره البعض شهيد ، فلقد قرأت يافطة كتب عليها الشهيد ( لا اود ذكر اسمه ) فسالت كيف استشهد فاجابوا ان هنالك عصابة دعته لاقتسام السرقة فغدروا به وعليه اصبح شهيد ، يا للمهزلة .

ولست بصدد الدخول في المتاهات الفقهية عن ضحايا الحرب العراقية الايرانية ولكني بصدد ما يتعرض له الشعب العراقي اليوم واخص بالذكر الشيعة ، فقد نالوا شتى انواع الارهاب من قتل بكل انواعه بالسيف والرصاص والتفجير والاعدام شنقا اضافة الى توابع الارهاب من تهجير وسلب وانتهاك حرمة .ولنتعرف على راي الحسين عليه السلام بالذين تنالهم يد الغدر من شيعة محمد واهل بيته الاطهار .عن زيد بن أرقم ، عن الحسين بن علي ، قال : ما من شيعتنا إلا صدّيق شهيد .قال : قلت : جعلت فداك ، أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فراشهم ؟ فقال : أما تتلو كتاب الله في الحديد : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) . قال : فقلت : فكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله تعالى قط .قال : لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول ، لكان الشهداء قليلا .بابي انت وامي يا ابا عبد الله ولله درك ، لا يكاد يُسال حتى يستشهد بكتاب الله عز وجل والاروع من ذلك بيان أفق وأبعاد تفسير الآية كما وانه يُذكّر بمكانة محبي محمد واهل بيته عليه وعليهم افضل الصلوات والسلام .فالذي يشكك بالذي يُقتل من العراقيين المواليين لاهل البيت عليهم السلام باعتباره شهيدا يكون جواب الامام الحسين (ع) هو الرد .

الامر الاخر الذي يجلب الانتباه هو جواب ابن الارقم عندما سمع الاية وقال كأني ما سمعت بها قط فهذا ان دل على شيء فانما يدل على عدم الاستفادة من علوم اهل البيت ( ع ) في تفسير ما ابهم عليهم من ايات وبالرغم من تاكيد رسول الله (ص) في حديثه المشهور لدى السلفية قبل الشيعة (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ....) .

نعم قد يكون هنالك الكثير من محبي اهل البيت قد استأنسوا واستفادوا من فيض علم الحسين (ع) ولكن يد الغدر الاموية حجبت بعض ما استطاعت من حجبه على شيعة علي (ع) ولكن اعلموا وتيقنوا ان كل ما جاء من تفسير على لسان أي امام (ع) هو بحد ذاته عن لسان كل الائمة (ع) أي انه لا تغير في تفسير الحديث من امام الى امام .وهنا لابد من الاشارة ولو بشكل عابر ان للامام الحسين عليه السلام احاديث اخرى تتحدث عن الشيعي والموالي والمحب والاختلافات بين المصطلحات والتاكيد على ان المحب هو الذي يحمل في قلبه ود اهل البيت والذي يترجم هذا الحب في واقعه وحياته وحياة من يرتبط به يكون قد انتقل الى مرتبة التشيع فالذي يشايع اهل البيت يجب ان يعمل بنصائحهم في تقويم المجتمع .

يفسر الامام الحسين عليه السلام الاية (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة : 32]) حيث الوجه الثاني لموت الناس هو الفساد بعد القتل الذي هو الوجه الأول ونشر العلم والعمل به هو إحياء الناس جميعا فإذا ما علّمت إنسان عِلما معينا فكأنك أحييت الناس جميعا .

فالشهادة يستطيع أن ينالها الشيعي الذي يتوفى على فراشه اذا ما تمسك بحب أهل البيت وعمل على نشره وان الروايات والأحاديث التي تنقل عن النبي محمد (ص) عن أخر الزمان والتي تتحدث عن الماسك على دينه كالقابض على جمرة من نار ، فالدين هو فقه أهل البيت بحد ذاته لا غيره ونجد اليوم العداء والتنكيل الذي يتعرض له كل من يوالي أهل البيت (ع) ويكفيهم تأكيد رسول الله (ص) بأكثر من حديث وختمه في الغدير (اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ) وهذا الحديث ساري المفعول إلى يوم الساعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك